عرض مشاركة واحدة
قديم 14-06-09, 02:27 AM   #27
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: المعري-فيلسوف الشعراء-حسين الحمداني


مَا عَقَارك وَمَا فَلِجَاك ? ذَلَّتْ عَنْ مُقْلَتك دجاك ! وَلَوْ دَخْل مِسْك , دَارَيْنِ , جَنَّة
رَبّنَا اَلْمَوْهُوبَة لِغَيْر الممارين , لِعَدّ فِي تُرَابهَا , الذفر , كصيق اَلْمَقْتُول ,
أَوْ دَنَس قَدَم مبتول
زَعَمَتْ أَنَّهَا تَطِيب بِالْفِلْفِلِ وَشَبَّهَهَا غَيْرك بِنَسِيم اَلْقَرَنْفُل ! إِنَّ فِي هَذِهِ اَلْمَنْزِلَة
لنشرا , لَا يَزِيد عَلَى نَشْر اَلْفَانِيَة عَشْرًا وَلَكِنْ يَشُفّ , بِعَدَد لَا يُدْرِك لَيْسَ
وَرَاءَهُ مترك .
نَزَاهَة لِهَذِهِ اَلْقَهْوَة أَنْ تُدَّخَر فِي أُكَلِّف مَنَاكِب , مِنْ حَفِظَهُ عِنْد الناكب ! أَصْبَحَ
بِطِينِهَا مَرْسُومًا , وضعب فِيهِ اَلْمُتَرَبِّص وسوما فَهُوَ جُون كَجَوْز اَلْحِمَار , لَا سِلْم
دخرا لِلْخِمَارِ ! لَيْسَ بناقس وَلَكِنْ منقوس ذَمّه المتحنف , وَمِنْ فَنَاؤُهُ اَلْقَوْس تُهْدِر
فِي فِيهِ الصهباء المعتصرة وَهِيَ فِي قُرْب نِتَاج كالسقاب اَلْمَوْضُوعَة بِغَيْر بخداج
فَإِذَا وَصَلَتْ سَنَّ البازل , بَطَل اَلْهَدِير , وَأَدَرَّهَا , فِي اَلْكَأْس مُدِير .
وَيَخْطُر لَهُ , جَعَلَ اَللَّه اَلْإِحْسَان إِلَيْهِ مربوبا , وَوَدَّهُ فِي اَلْأَفْئِدَة مشبوبا ,
غَنَاء القيان بِالْفُسْطَاطِ وَمَدِينَة اَلسَّلَام , وَيُذَكِّر , ترجيعهن بِمِيمِيَّة , المخبل
اَلسَّعْدِيّ فَتَنْدَفِع تِلْكَ اَلْجَوَارِي اَلَّتِي نَقَلَتْهُنَّ اَلْقُدْرَة مِنْ خَلْق اَلطَّيْر , اللاقطة
إِلَى خَلْق حَوَر بِغَيْر مُتَسَاقِطَة تَلُحْنَ قَوْل المخبل اَلسَّعْدِيّ .
ذَكَرَ الرباب , وَذَكَّرَهَا سَقَم وَصَبًّا وَلَيْسَ لِمَنْ صِبَا عَزْم
وَإِذَا أَلَمَّ خَيَالهَا طَرَفَتْ عَيْنِي فَمَاء شُؤُونهَا سجم
كَاللُّؤْلُؤِ اَلْمَسْجُور تُوبِعَ فِي سِلْك اَلنِّظَام فَخَانَهُ اَلنُّظُم
فَلَا يَمُرّ حَرْف وَلَا حَرَكَة , إِلَّا وَيُوقِع مسرة لَوْ عَدَلَتْ بمسرات أَهْل اَلْعَاجِلَة مُنْذُ
خَلْق اَللَّه آدَم إِلَى أَنَّ طَوَى ذُرِّيَّته مِنْ اَلْأَرْض لَكَانَتْ الذائدة عَلَى ذَلِكَ زِيَادَة
اللج اَلْمُتَمَوِّج عَلَى دَمْعَة اَلطِّفْل , والهضب اَلشَّامِخ عَلَى الهباءة , المنتفضه مِنْ
اَلْكِفْل .
وَيَقُول لِنُدَمَائِهِ أَلَّا تَسْمَعُونَ إِلَى قَوْل اَلسَّعْدِيّ : -
وَتَقُول عاذلتي وَلَيْسَ لَهَا بِغَدٍ وَلَامًا بَعْده عِلْم
وَإِنَّ الثواء , هُوَ اَلْخُلُود وَإِنَّ اَلْمَرْء يكرب يَوْمه اَلْعَدَم
وَلَئِنْ بُنِيَتْ لِي المشقر فِي عَنْقَاء تُقَصِّر دُونهَا العصم
لِتُنَقِّبْنَ عَنِّي اَلْمَنِيَّة إِنَّ اَللَّه لَيْسَ كَحِكْمَة حِكَم
فَيَقُول أَنَّهُ اَلْمِسْكِين قَالَ هَذِهِ اَلْأَبْيَات وَبَنُو آدَم فِي دَار اَلْمِحَن , و اَلْبَلَاء .
يَقْبِضُونَ مِنْ اَلشَّدَائِد عَلَى اَلسَّلَام وَالْوَالِدَة تَخَاف اَلْمَنِيَّة , عَلَى اَلْوَلَد , وَلَا
يَزَال رُعْبهَا فِي اَلْخُلْد , وَالْفَقْر , يَرْهَب وَيُتَّقَى وَالْمَال يُطْلَب وَيُسْتَبْقَى والسغب
مَوْجُود الظماء , والكمه مَعْرُوف والكماء , وَلَمْ يكفف لِلْغَيْرِ عَنَان , وَلَا سَكَنَتْ
بالغفو اَلْجِنَان , ف ‎ " اَلْحَمْد لِلَّهِ اَلَّذِي أَذْهَب عَنَّا اَلْحُزْن أَنَّ رَبّنَا لِغَفُور شَكُور ,
اَلَّذِي أَحَلْنَا دَار اَلْمُقَامَة مِنْ فَضْله , لَا يَمَسّنَا فِيهَا نَصُبّ , وَلَا يَمَسّنَا فِيهَا
لغوب " ‎ .
فَتَبَارَكَ اَللَّه اَلْقُدُّوس ! نَقَلَ هَؤُلَاءِ اَلْمُسْمِعَات , مِنْ ذِي رَبَّات اَلْأَجْنِحَة , إِلَى
زِيّ رَبَاب الأكفال , المترجحة , ثُمَّ أَلْهَمَهُنَّ بِالْحِكْمَةِ حِفْظ أَشْعَار لَمْ تُمَرِّر قَبْل
بِمَسَامِعِهِنَّ , فَجِئْنَ بِهَا مُتْقَنَة , مَحْمُولَة عَلَى اَلطَّرَائِق , مُلَحَّنَة مُصِيبَة فِي لَحْن
اَلْغِنَاء مُنَزَّهَة , عَنْ لَحْن الهجناء وَلَقَدْ كَانَتْ اَلْجَارِيَة فِي اَلدَّار اَلْعَاجِلَة , إِذَا
تَفَرَّسَتْ فِيهَا اَلنَّجَابَة , وَأَحْضَرَتْ لَهَا اَلْمُلَحَّنَة , لِتُلْقِيَ إِلَيْهَا مَا تَعْرِف مِنْ ثَقِيل
وَخَفِيف , وَتَأْخُذهَا بِمَأْخَذ غَيْر ذفيف , تُقِيم مَعَهَا اَلشَّهْر , كَرِيتَا , قَبْل أَنْ تُلَقِّن
كَذِبًا حنبريتا , بَيْتًا مِنْ اَلْغَزَل أَوْ بَيْتَيْنِ ثُمَّ تُعْطَى اَلْمِائَة أَوْ اَلْمِائَتَيْنِ
فَسُبْحَان اَلْقَادِر عَلَى كُلّ عَزِيز وَالْمُمَيِّز لِفَضْلِهِ كُلّ مزيز .
وَيَقُول نَابِغَة بُنِيَ جعدة وَهُوَ جَالِس يَسْتَمِع يَا أَبَا بَصِير
أهذه الرباب اَلَّتِي ذَكَرَهَا اَلسَّعْدِيّ , هِيَ ربابك اَلَّتِي ذَكَرْتهَا فِي قَوْلك :
بِعَاصِي اَلْعَوَاذِل اَلدِّيك حَتَّى مَلَأَتْ كُوب الرباب لَهُ فَاسْتَدَارَا
إِذَا اِنْكَبَّ أَزْهَرَ بَيْن اَلسُّقَاة , تراموا بِهِ غَرْبًا , أَوْ نضارا ?
فَيَقُول أَبُو بَصِير , قَدْ طَالَ عُمْرك يَا أَبَا لَيْلَى وَأَحْسُبك , أَصَابَك , الفند ,
فَبَقِيَتْ , عَلَى فَنِدّك إِلَى اَلْيَوْم , ! أَمَا عَلِمَتْ أَنَّ اَللَّوَاتِي , يُسَمِّينَ بالرباب
أَكْثَر مِنْ أَنْ يُحْصِينَ ? ‎ أفتظن أَنَّ الرباب هَذِهِ هِيَ اَلَّتِي ذَكَرَهَا اَلْقَائِل
مَا بَال قَوْمك يَا رَبَاب خزرا , كَأَنَّهُمْ غضاب
غَارُوا عَلَيْك , وَكَيْفَ ذَاكَ وَدُونك اَلْخَرْق اليباب ?
أَوْ اَلَّتِي ذَكَرَهَا اِمْرُؤ فِي قَوْله
دَار لِهِنْد وَالرَّبَابَة وفرتني وَلَمِيس قَبْل حَوَادِث اَلْأَيَّام
وَلَعَلَّ أُمّهَا أَمْ الرباب , اَلْمَذْكُورَة , فِي قَوْله
وَجَارَتهَا أَمْ الرباب بمأسل


حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس