عرض مشاركة واحدة
قديم 14-06-09, 02:26 AM   #26
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: المعري-فيلسوف الشعراء-حسين الحمداني


إِلَى اَلطَّرَب اشد اَلْهَزّ ? فَتَقُول , وَمَا اَلَّذِي رَأَيْت , مِنْ قُدْرَة بَارِئك ? إِنَّك عَلَى
سَيْف بِحُرّ لَا يُدْرِك لَهُ عَبَّرَ , سُبْحَان مَنْ يُحْيِي اَلْعِظَام , وَهِيَ رَمِيم .
فَبَيِّنًا هُمْ كَذَلِكَ , إِذْ مَرَّ شَابّ فِي يَده محجن يَاقُوت مِلْكه , بِالْحُكْمِ اَلْمَوْقُوت
فَيُسَلِّم عَلَيْهِمْ فَيَقُولُونَ مَنْ أَنْتَ ‎ ? فَيَقُول أَنَا لَبِيد , بْن رَبِيعَة , بْن كِلَاب ,
فَيَقُولُونَ أَكْرَمَتْ وَأَكْرَمَتْ لَوْ قُلْت لَبِيد وَسَكَتّ , لَشَهَرَتْ بِاسْمِك وَإِنَّ صَمْت فَمَا بَالك
فِي مَغْفِرَة رَبّك ? فَيَقُول أَنَا بِحَمْد اَللَّه فِي عَيْش قَصْر أَنْ يَصِفهُ اَلْوَاصِفُونَ وَلَدِي
نواصف وناصفون , لَا هَرَم , وَلَا بَرَمَ , فَيَقُول اَلشَّيْخ تَبَارَكَ المك اَلْقُدُّوس وَمَنْ
لَا تُدْرِك يَقِينه الحدوس كَأَنَّك لَمْ تَقُلْ , فِي اَلدَّار اَلْفَانِيَة
وَلَقَدْ سَئِمَتْ مِنْ اَلْحَيَاة وَطُولهَا , وَسُؤَال هَذَا اَلنَّاس , كَيْفَ لَبِيد وَلَمْ تَفِهِ
بِقَوْلِك .
فَمَتَى أَهْلَكَ فَلَا أحفله بِجَلِيّ اَلْآن مِنْ اَلْعَيْش بِجُلّ !
مَنْ حَيَاة قَدْ مَلِلْنَا طُولهَا وَجَدِير طُول عَيْش أَنْ يُمَلّ ? .
فَأَنْشَدْنَا مِيمِيَّتُك اَلْمُعَلَّقَة فَيَقُول هَيْهَاتَ ! إِنِّي تَرَكْت
اَلشِّعْر فِي اَلدَّار اَلْخَادِعَة وَلَنْ أَعُود إِلَيْهِ فِي اَلدَّار اَلْآخِرَة وَقَدْ عَوَّضَتْ مَا هُوَ
خَيْر وَأَبَرّ .
فَيَقُول أَخْبَرَنِي عَنْ قَوْلك : -
تَرَاك أَمْكِنَة إِذَا لَمْ أَرْضَهَا , أَوْ يَرْتَبِط بَعْض اَلنُّفُوس حَمَّامهَا هَلْ أَرَدْت بِبَعْض مَعْنَى
كُلّ ? فَيَقُول لَبِيد كُلًّا إِنَّمَا أَرْدَتْ نَفْسِي وَهَذَا كَمَا تَقُول لِلرَّجُلِ , إِذَا ذَهَبَ مَالِك
وَأَعْطَاك بَعْض اَلنَّاس مَالًا وَأَنْتَ تَعْنِي نَفْسك فِي اَلْحَقِيقَة وَظَاهِر اَلْكَلَام وَاقِع عَلَى
كُلّ إِنْسَان وَعَلَى كُلّ فِرْقَة تَكُون بَعْضًا لِلنَّاسِ , فَيَقُول لَا فَتِئَ خَصْمه مُفْحِمًا
أَخْبَرَنِي عَنْ قَوْلك أَوْ يَرْتَبِط هَلْ مَقْصِدك إِذَا لَمْ أَرْضَهَا , أَوْ يَرْتَبِط فَيَكُون , لَمْ
يَرْتَبِط ? أَمْ غَرَضك أَتْرُك اَلْمَنَازِل , إِذَا لَمْ أَرْضَهَا , فَيَكُون يَرْتَبِط كَالْمَحْمُولِ عَلَى
قَوْلك , تَرَاك أمكنية ? فَيَقُول لَبِيد , اَلْوَجْه اَلْأَوَّل أَرَدْت
فَيَقُول أَعْظَم اَللَّه حَظّه فِي اَلثَّوَاب فَمَا مغزاك فِي قَوْلك , وَصَبُوح صَافِيَة , وَجَذْب
كرينه , بموتر , تأتاله , إِبْهَامهَا ? فَإِنَّ اَلنَّاس يَرْوُونَ هَذَا اَلْبَيْت عَلَى وَجْهَيْنِ
, مِنْهُمْ مَنْ يَنْشُدهُ تأتاله يَجْعَلهُ تَفْتَعِلهُ مِنْ آل اَلشَّيْء يُؤَوِّلهُ , إِذَا سَاسَهُ وَمِنْهُمْ
مَنْ يَنْشُد تأتاله مِنْ اَلْإِتْيَان فَيَقُول لَبِيد , . كُلًّا اَلْوَجْهَيْنِ يَحْتَمِلهُ اَلْبَيْت فَيَقُول
أَرْغَمَ اَللَّه حَاسِده , إِنَّ أَبَا عَلِيّ اَلْفَارِسِيّ كَانَ يَدَّعِي فِي هَذَا اَلْبَيْت أَنَّهُ مِثْل
قَوْلهمْ أستحيت عَلَى مَذْهَب اَلْخَلِيل وَسِيبَوَيْهِ لِأَنَّهُمَا يَرَيَانِ أَنَّ قَوْلهمْ أستحيت إِنَّمَا
جَاءَ عَلَى قَوْلهمْ أستحاي كَمَا أَنَّ اِسْتَقَمْت عَلَى أستقام وَهَذَا مَذْهَب ظَرِيف لِأَنَّهُ
يَعْتَقِد أَنْ تَأْتِي مَأْخُوذَة مَنْ أَوَى , كَأَنَّهُ بَنِي مِنْهَا أَفْتَعِل فَقِيلَ ائتاي فَأَعْلَتْ
اَلْوَاو كَمَا تُعْلَ فِي قَوْلنَا , اعتان مِنْ اَلْعَوْن , واقتال مِنْ اَلْقَوْل , ثُمَّ قِيلَ
ائتيت فَحَذَفَتْ اَلْأَلْف كَمَا يُقَال ثُمَّ قِيلَ فِي اَلْمُسْتَقْبَل , بِالْحَذْفِ كَمَا قِيلَ ,
يَسْتَحِي فَيَقُول لَبِيد , مُعْتَرِض لعنن لَمْ يُعِنَّهُ , اَلْأَمْر أَيْسَر مِمَّا ‎ ظَنَّ هَذَا اَلْمُتَكَلِّف
.
وَيَقُول لَبِيد , سُبْحَان اَللَّه يَا أَبَا بَصِير ! بَعْد إِقْرَارَاك بِمَا تَعْلَم غَفَرَ لَك
وَحَصَلَتْ فِي جَنَّة عَدْن ? فَيَقُول مَوْلَايَ اَلشَّيْخ , مُتَكَلِّمًا , عَنْ اَلْأَعْشَى , كَأَنَّك يَا
أَبَا عَقِيل تَعْنِي قَوْله .
وَأَشْرَب بِالرِّيفِ حَتَّى يُقَال قَدْ طَالَ بِالرِّيفِ مَا قَدْ دجن
صريفية طَيِّبَا طَعْمهَا تُصَفِّق مَا بَيْن كُوب وَدِنَّ
وَأَقْرَرْت عَيْنِي مِنْ اَلْغَانِيَات إِمَّا نِكَاحًا وَإِمَّا أَزِن
وَقَوْله
فَبِتّ بِالْخَلِيفَةِ مِنْ بَعْلهَا وَسَيِّد تيبا ومستادها
وَقَوْله
فَظَلِلْت أَرْعَاهَا وَظَلَّ يُحَوِّطهَا حَتَّى دَنَوْت إِذَا اَلظَّلَام دَنَا لَهَا
فَرَمَيْت غَفْلَة عَيْنه عَنْ شَاته فَأَصَبْت حَبَّة قَلْبهَا وَطِحَالهَا
وَنَحْو ذَلِكَ مِمَّا رُوِيَ عَنْهُ , فَلَا يَخْلُو مِنْ أَحَد أَمْرَيْنِ إِمَّا أَنْ يَكُون قَالَهُ , تَحْسِينًا
لِلْكَلَامِ عَلَى مَذْهَب اَلشُّعَرَاء , وَإِمَّا أَنْ يَكُون فِعْله فَغَفَرَ لَهُ " قُلْ يَا عِبَادِي
أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسهمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَة اَللَّه إِنَّ اَللَّه يَغْفِر اَلذُّنُوب جَمِيعًا أَنَّهُ
هُوَ اَلْغَفُور اَلرَّحِيم " , إِنَّ اَللَّه لَا يَغْفِر أَنْ يُشْرِك بِهِ وَيَغْفِر مَا دُون ذَلِكَ لِمَنْ
يَشَاء وَمَنْ يُشْرِك بِاَللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ظِلَالًا بَعِيدًا .
وَيَقُول رَفْع اَللَّه صَوْته لِنَابِغَة بُنِيَ جعدة " يَا أَبَا لَيْلَى إِنِّي لِأَسْتَحْسِن قَوْلك .
طَيِّبَة اَلنَّشْر وَالْبَدَاهَة وَالْعِلَّات عِنْد اَلرُّقَاد والنسم
كَأَنَّ فاها إِذَا تَنَبَّهَ مِنْ طَيِّب مشيم وَحَسَن مُبْتَسِم
يَسُنّ بالضرو مَنَّ براقش أَوْ هيلان أَوْ ضَامِر مِنْ العتم
رَكَّزَ فِي اَلسَّام وَالزَّبِيب أقاحي كَثَيِّب تَعْلُ و بالرهم
بِمَاء مُزْن دومة قَدْ جَرَّدَ فِي لَيْل شَمَال شبم
شَجَّتْ بِهِ قرقف مِنْ الراح إسفنط عَقَار قَلِيلَة اَلنَّدَم
أُلْقِيَ فِيهَا فَلِجَان مِنْ مِسْك دا رين وَفَلَّجَ مِنْ فِلْفِل ضرم
رَدَّتْ إِلَى ‎ أُكَلِّف اَلْمَنَاكِب مَرْسُوم مُقِيم فِي اَلطِّين مُحْتَدِم
جُون كَجَوْز اَلْحِمَار جَرَّدَهُ اَلْبَيْطَار لَا بِالْإِغْوَاءِ وَلَا هَزَمَ
تُهْدِر فِيهِ وساورنه كَمَا رَجَعَ هَدْر مِنْ مُصَعِّب قطم
أَيْنَ طَيَّبَ هَذِهِ اَلْمَوْصُوفَة , مِنْ طِيب مَنْ تُشَاهِدهُ مِنْ اَلْأَتْرَاب اَلْعَرَب ? كُلًّا وَاَللَّه !
أَيْنَ اَلْأَهْل مِنْ اَلْغَرْب ? وَأَيْنَ فوها اَلْمُذَكِّر مَا وَلُبّ , إِلَيْهَا اَلْمُنْكَر ? إِنَّهَا
لِتَفَضُّل عَلَى تِلْكَ فَضْل اَلدُّرَّة اَلْمُخْتَزَنَة عَلَى اَلْحَصَاة اَلْمُلْقَاة , وَالْخَيِّرَات ,
اَلْمُلْتَمِسَة عَلَى اَلْأَعْرَاض المتقاة .
مَا سَامَك أَيُّهَا اَلرَّجُل وزبينك ? مَا حَسُنَ فِي اَلْعَاجِلَة حَبِيبك وَإِنَّ ثَغْرًا يَفْتَقِر ,
إِلَيَّ قَضِيب البشام , ليجشم حَلِيفه بَعْض الإجشام ! لَوْلَا أَنَّهُ ضُرِّي بِالْحِبْرِ , مَا
أَفْتَقِر إِلَى ضرو مَطْلُوب أَوْ غُصْن مِنْ العتم مجلوب , وَمَا اَلْمَاء اَلَّذِي وَصَفْته مِنْ
دومة وَغَيْره يُنَافِي اَللَّوْمَة ? أَلَيْسَ هُوَ إِنْ أَقَامَ أَجُنَّ , وَلَا يَدُوم لِلْمَاكِثِ إِذَا
دجن ? وَأَنْ فَقَدْ بَرُدَ اَلشَّمَال . , رَجَعَ كَغَيْرِهِ , مِنْ السمل , تُلْقِي الغسر فَهِيَ
الهابة وَتُشْبِه اَلْغِرَاء اَلشَّابَّة وَالْغَرَّاء الهاجرة ذَات اَلسَّرَاب .
وَمَا قرقفك هَذِهِ المشجونة وَلَوْ أَنَّهَا لِلشَّرْبَةِ مَحْجُوبَة ? قَرَّبَتْ مَنْ حَاجَّتْك فَلَا تُنَطْ
لَا كَانَتْ الفيهج وَلَا الإسفنط ? طَالَمَا ثَمِلَتْ فِي رُفْقَتك فَنَدِمَتْ وَأَنْفَقَتْ مَا تَمْلِك
فَعَدِمَتْ


حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس