رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10
أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
|
|
|
رد: المعري-فيلسوف الشعراء-حسين الحمداني
أَمَّا ربش فَمِنْ قَوْلهمْ , أَرْض ربشاء , إِذَا ظَهَرَتْ فِيهَا قِطَع مِنْ اَلنَّبَات , وَكَأَنَّهَا
مَقْلُوبَة عَنْ برشاء , وَأَمَّا السهمة فَشَبِيهَة بِالسُّفْرَةِ , تَتَّخِذ مِنْ اَلْخُوص , وَأَمَّا
خشش فَإِنَّ أَبَا عَمْرو اَلشَّيْبَانِيّ ذِكْر فِي كِتَاب اَلْخَاء , أَنَّ الخشش وَلَد اَلظَّبْيَة .
فَكَيْفَ تُنْشِد قَوْلك .
وَلَيْسَ بِمَعْرُوف لَنَا أَنْ نَرُدّهَا صِحَاحًا , وَلَا مُسْتَنْكِرًا , أَنْ تعقوا أَتَقَوَّل وَلَا
مُسْتَنْكِرًا أَمْ مُسْتَنْكِر ? فَيَقُول الجعدي , بَلْ مُسْتَنْكِرًا فَيَقُول اَلشَّيْخ فَإِنَّ اُنْشُدْ
مُسْتَنْكِر مَا تَصْنَع بِهِ ? فَيَقُول , أَزْجُرهُ وأزبره نُطْق بِأَمْر لَا يُخْبِرهُ .
فَيَقُول اَلشَّيْخ طُول اَللَّه لَهُ أَمَد اَلْبَقَاء أَنَا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ , مَا أَرَى
سِيبَوَيْهِ إِلَّا وَهُمْ فِي هَذَا اَلْبَيْت , لِأَنَّ أَبَا لَيْلَى أُدْرِكَ جَاهِلِيَّة , وَإِسْلَامًا ,
وَغُذِّيَ بِالْفَصَاحَةِ غُلَامًا .
وَيَنْثَنِي إِلَى أَعْشَى قِيسَ فَيَقُول يَا أَبَا بَصِير أَنْشَدْنَا قَوْلك
أَمِنَ قَتْله بالأنقاء دَارٍ غَيْر مَحْلُوله
أَنَاة يَنْزِل القوسي مِنْهَا مَنْظَر هَوْله وَمَا صهباء مَنْ
عانه فِي الذارع مَحْمُولَة تَوَلَّى , كَرَمهَا أصهب يَسْقِيه
وَيَغْدُو لَهُ ثوت فِي اَلْخَرَس أَعْوَامًا وَجَاءَتْ وَهِيَ مَقْتُولَة
بِمَاء المزنة اَلْغَرَّاء رَاحَتْ وَهِيَ مَشْمُولَة
بِأَشْهَى مِنْك لِلظَّمْآنِ لَوْ أَنَّك مَبْذُولَة
فَيَقُول أَعْشَى قِيسَ مَا هَذِهِ مِمَّا صَدَرَ عَنِّي , وَإِنَّك مُنْذُ اَلْيَوْم لِمُولَع بالمنحولات .
وَيَمُرّ رَفّ , مِنْ إِوَزّ اَلْجَنَّة , فَلَا يَلْبَث , أَنْ يَنْزِل , عَلَى تِلْكَ اَلرَّوْضَة , وَيَقِف
وُقُوف مُنْتَظِر لِأَمْر , وَمِنْ شَأْن طَيْر اَلْجَنَّة أَنْ يَتَكَلَّم فَيَقُول , مَا شَأْنكُمْ ? فَيُقِلْنَ
أَلْهَمَنَا أَنْ نَسْقُط فِي هَذِهِ اَلرَّوْضَة فَنُغْنِي لِمَنْ فِيهَا مِنْ شُرْب , فَيَقُول عَلَى بَرَكَة
اَللَّه اَلْقَدِير فَيَنْتَفِضْنَ فَيَصِرْنَ جَوَارِي كَوَاعِب يَرْفُلْنَ فِي وَشْي اَلْجَنَّة , وَبِأَيّهنَّ
المزاهر , وَأَنْوَاع مَا يَلْتَمِس بِهِ اَلْمَلَاهِي , فَيَعْجَب وَحَقّ لَهُ اَلْعَجَب وَلَيْسَ ذَلِكَ
بِبَدِيع مِنْ قُدْرَة اَللَّه جَلَّتْ عَظَمَته وَعَزَّتْ كَلَّمَتْهُ , وَسَبَغَتْ عَلَى اَلْعَالَم نَعَّمَتْهُ وَوَسِعَتْ
كُلّ شَيْء , رَحِمَتْهُ , وَوَقَعَتْ بِالْكَافِرِ نِقْمَته فَيَقُول لِإِحْدَاهُنَّ عَلَى سَبِيل اَلِامْتِحَان ,
أعملي قَوْل أَبِي أمامة , وَهُوَ هَذَا اَلْقَاعِد أَمْن آل مية رائح , أَوْ مغتد ,
عِجْلَانِ ذَا زَاد وَغَيْر مُزَوَّد ? .
ثَقِيلًا أَوَّل فَتَصْنَعهُ فَتَجِيء بِهِ مُطْرِبًا , وَفِي أَعْضَاء اَلسَّامِع مُتَسَرِّبًا , وَلَوْ نَحْت
صَنَم مِنْ أَحْجَار بِهِ مُطْرِبًا , وَفِي أَعْضَاء اَلسَّامِع , مُتَسَرِّبًا , وَلَوْ نَحْت صَنَم , مِنْ
أَحْجَار أَوْ دُفّ أُشِرْ , عِنْد , اَلنَّجَّار , ثُمَّ سَمِعَ ذَلِكَ اَلصَّوْت لِرَقْص , وَإِنْ كَانَ
مُتَعَالِيًا هَبَطَ وَلَمْ يُرَاعِ , أَنْ يوقص فَيَرُدّ عَلَيْهِ , أَوْرَدَ اَللَّه قَلْبه المحاب ,
زول تَعْجِز عَنْهُ اَلْحِيَل وَالْحَوْل فَيَقُول هَلُمَّ خَفِيف اَلثَّقِيل اَلْأَوَّل ! فَتَنْبَعِث فِيهِ
بِنَغَم لَوْ سَمِعَهُ الغريض لَأَقَرَّ أَنَّ مَا تَرَنَّمَ بِهِ مَرِيض , فَإِذَا أَجَادَتْهُ , وَأَعْطَتْهُ
اَلْمَهَرَة وَزَادَتْهُ قَالَ عَلَيْك بِالثَّقِيلِ اَلثَّانِي , مَا بَيْن مثالثك وَالْمَثَانِي فَتَأْبَى
بِهِ عَلَى قُرْبِي , لَوْ سَمِعَهُ عَبْد اَللَّه بْن جَعْفَر لِقَرْن أَغَانِي , بديح إِلَى هَدِير ذِي
المشفر فَإِذَا رَأَى ذَلِكَ قَالَ سُبْحَان اَللَّه ! كُلّ مَا كَشَفَتْ اَلْقُدْرَة بَدَتْ لَهَا عَجَائِب
لَا تَثْبُت لَهَا النجائب , فصيري إِلَى خَفِيف اَلثَّقِيل اَلثَّانِي , فَإِنَّك لِمَجِيدَة ,
مُحْسِنَة تَطْرُد بِغَنَائِك اَلسُّنَّة , فَإِذَا فَعَلَتْ , مَا أَمَرَّ بِهِ أَتَتْ بِالْإِغْوَاءِ , وَقَالَتْ
, لِلْأَنْفُسِ أَلَّا تَمْرَحِينَ ? ثُمَّ يَقْتَرِح , عَلَيْهَا , اَلرَّمْل وَخَفِيفه , وَأَخَاهُ اَلْهَزَج
وذفيفه , وَهَذِهِ اَلْأَلْحَان اَلثَّمَانِيَة , لِلْأُذُنِ ثَمِّنِيهَا المانية .
فَإِذَا تَيَقَّنَ لَهَا حذاقة , وَعَرَفَ مِنْهَا بِالْعُودِ , لِبَاقَة , هَلَّلَ وَكَبُرَ , وَأَطَالَ حَمَد
رَبّه , وَأَعْتَبِر , وَقَالَ وَيْحك ! , أَلَمْ تَكُونِي , اَلسَّاعَة إِوَزَّة , طَائِرَة , وَاَللَّه
خُلُقك مَهْدِيَّة , لَا حَائِرَة , ? فَمِنْ أَيْنَ لَك كُلّ هَذَا اَلْعِلْم , وَكَأَنَّك لجذل اَلنَّفْس
خلم ? لَوْ نَشَأَتْ بَيْن مَعْبَد , وَأَبَنَّ سريج , لَمَا هَجَتْ اَلسَّامِع بِهَذَا الهيج , فَكَيْفَ
نَفَضْت بَلَه إِوَزّ وَهَزَزْت إِلَى اَلطَّرَب أَشَدّ اَلْهَزّ ? فَتَقُول وَمَا اَلَّذِي رَأَيْت إِوَزّ وَهَزَزْت
|