عرض مشاركة واحدة
قديم 14-06-09, 02:11 AM   #24
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: المعري-فيلسوف الشعراء-حسين الحمداني


تَسْمَع قَوْلِي
فَلَا لَعَمْر اَلَّذِي قَدْ زُرْته حُجَجًا وَمَا هريق عَلَى اَلْأَنْصَاب مِنْ جَسَد
وَالْمُؤْمِن العائذات اَلطَّيْر تَمْسَحهَا ركبان مَكَّة , بَيْن الغيل , وَالسَّنَد ,
وَقُولِي
حَلَفَتْ فَلَمْ أَتْرُك لِنَفْسِك , رِيبَة وَهَلْ يَأْثَمْنَ ذُو إمة , وَهُوَ طَائِع
بِمُصْطَحِبَات مَنَّ لِصَافٍ وَنَبْرَة يُرِدْنَ اَلْآلَات , سِيَرهنَّ تُدَافِع
وَلَمْ أُدْرِك اَلنَّبِيّ صَلَّى اَللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَتَقُوم اَلْحُجَّة عَلَيَّ بِخِلَافَة , وَأَنَّ اَللَّه
تَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ , عَزَّ مَلِكًا وَجَلَّ , يَغْفِر مَا عَظُمَ بِمَا قَلَّ , فَيَقُول لَا زَالَ قَوْله
عَالِيًا , يَا أَبَا سوادة , وَيَا أَبَا أمامة , وَيَا أَبَا لَيْلَى , اِجْعَلُوهَا سَاعَة
مُنَادَمَة , فَإِنَّ مِنْ قَوْل شَيْخنَا اَلْعَبَّادِيّ , أَيُّهَا اَلْقَلْب , تُعَلِّل , بَدَّدْنَ إِنَّ هَمِّي فِي
سَمَاع وَأُذُن وَشَرَاب خسرواني إِذَا ذَاقَهُ اَلشَّيْخ تُغْنِي وأرجحن
وَقَالَ
وَسَمَاع يَأْذَن اَلشَّيْخ لَهُ وَحَدِيث مِثْل ماذي , مُشَار
فَكَيْفَ لَنَا بِأَبِي بَصِير ? فَلَا تُتِمّ اَلْكَلِمَة , إِلَّا وَأَبُو بَصِير , قَدْ خمسهم ,
فَيُسَبِّحُونَ اَللَّه وَيُقَدِّسُونَهُ , وَيَحْمَدُونَهُ عَلَى أَنَّ جَمْع بَيْنهمْ وَيَتْلُو جُمَل اَللَّه
بِبَقَائِهِ هَذِهِ اَلْآيَة , " وَهُوَ عَلَى جَمْعهمْ إِذَا يَشَاء قَدِير " .
فَإِذَا أَكَلُوا مِنْ طَيِّبَات اَلْجَنَّة , وَشَرِبُوا مِنْ شَرَابهَا اَلَّذِي خَزَنَهُ اَللَّه لِعِبَادَة
اَلْمُتَّقِينَ , قَالَ كت اَللَّه أَنْف مبغضه يَا أَبَا أمامة إِنَّك لِحَصِيف اَلرَّأْي لَبِيب فَكَيْفَ
حَسُنَ لَك لبك أَنْ تَقُول لِلنُّعْمَانِ بْن اَلْمُنْذِر .
زَعَمَ اَلْهُمَام بِأَنَّ فاها بَارِد عَذْب إِذَا مَا ذُقْته قُلْت ازدد
رعم اَلْهُمَام , وَلَمْ أَذُقْهُ بِأَنَّهُ يُشْفَى بِبَرْد لثاتها اَلْعَطَش اَلصَّدَى
ثُمَّ أُسَمِّر بِك اَلْقَوْل , حَتَّى أَنْكَرَهُ عَلَيْك خَاصَّة وَعَامَّة ? ‎ .
فَيَقُول اَلنَّابِغَة بِذَكَاء , وَفَهْم , لَقَدْ ظَلَمَنِي مَنْ عَابَ عَلَيَّ , وَلَوْ أَنْصَفَ لِعِلْم
أَنَّنِي اِحْتَرَزْت أَشَدّ اِحْتِرَاز , وَذَلِكَ أَنَّ اَلنُّعْمَان كَانَ مُسْتَهْتِرًا بِتِلْكَ اَلْمَرْأَة
فَأَمَرَنِي أَنْ أُذَكِّرهَا فِي شِعْرِي , فَأَدْرَتْ ذَلِكَ فِي خَلَدِي , فَقُلْت , أَنَّ وَصِفَتهَا , وَصْفًا
, مُطْلَقًا , جَازَ , أَنْ يَكُون بِغَيْرِهَا مُعَلِّقًا , وَخَشِيَتْ أَنْ أَذْكُر أَسِمهَا فِي اَلنُّظُم
فَلَا يَكُون ذَلِكَ مُوَافِقًا لِلْمَلِكِ , لِأَنَّ اَلْمُلُوك يَأْنَفُونَ مِنْ تَسْمِيَة نِسَائِهِمْ , فَرَأَيْت
أَنْ أُسْنِد اَلصِّفَة إِلَيْهِ فَأَقُول زَعْم اَلْهُمَام إِذْ كُنْت لَوْ تَرَكْت ذِكْره لَظَنَّ اَلسَّامِع ,
أَنَّ صِفَتِي عَلَى اَلْمُشَاهَدَة وَالْأَبْيَات اَلَّتِي جَاءَتْ بَعْد دَاخِله فِي وَصْف اَلْهُمَام , فَمَنْ
تَأَمُّل اَلْمَعْنَى , وَجَدَهُ غَيْر مُخْتَلّ وَكَيْفَ وَيُنْشِدُونَ ,
وَإِذَا نَظَرَتْ رَأَيْت أقمر مُشْرِقًا
وَمَا بَعْده ? فَيَقُول أَرْغَمَ اَللَّه أَنْف , شانئه , نَنْشُد وَإِذَا نَظَرَتْ , وَإِذَا لَمَسَتْ ,
وَإِذَا طَعَنَتْ وَإِذَا نَزَعَتْ , عَلَى اَلْخِطَاب , فَيَقُول اَلنَّابِغَة , قَدْ يُسَوِّغ هَذَا , وَلَكِنَّ
اَلْأَجْوَد أَنْ تَجْعَلُوهُ إِخْبَارًا عَنْ اَلْمُكَلِّم لِأَنَّ قَوْلِي , زُعِمَ اَلْهُمَام , يُؤَدِّي مَعْنَى
قَوْلنَا قَالَ اَلْهُمَام فَهَذَا أَسْلَم إِذْ كَانَ اَلْمَلِك إِنَّمَا يَحْكِي عَنْ نَفْسه , وَإِذَا
جَعَلْتُمُوهُ عَلَى اَلْخِطَاب , قُبْح , إِنْ نَسَبْتُمُوهُ إِلَيَّ فَهُوَ مندية , وَإِنْ نَسَبْتُمُوهُ إِلَى
اَلنُّعْمَان , فَهُوَ إزراء وَتَنْقُص فَيَقُول أَيْدٍ اَللَّه اَلْفَضْل , بِزِيَادَة مُدَّته لِلَّهِ دَرْك
يَا كَوْكَب بُنِيَ مَرَّة , وَلَقَدْ صَحَّفَ عَلَيْك , أَهْل اَلْعِلْم , مِنْ اَلرُّوَاة وَكَيْفَ لِي بِأَبَوَيْ
عَمْرو اَلْمَازِنِيّ وَالشَّيْبَانِيّ وَأَبِي عُبَيْدَة وَعَبْد اَلْمَلِك وَغَيْرهمْ مِنْ اَلنَّقْلَة لِأَسْأَلهُمْ
كَيْفَ يَرْوُونَ وَأَنْتِ شَاهِد , لِتَعَلُّم , إِنِّي غَيْر المتخرص وَلَا الولاغ ? فَلَا يُقِرّ هَذَا
اَلْقَوْل فِي حذنة , أَبِي أمامة , إِلَّا وَالرُّوَاة أَجْمَعُونَ قَدْ أَحْضُرهُمْ اَللَّه اَلْقَادِر ,
مِنْ غَيْر مَشَقَّة , نَالَتْهُمْ , وَلَا كَلَفَّة فِي ذَلِكَ أَصَابَتْهُمْ , فَيُسَلِّمُونَ بِلُطْف وَرِفْق ,
فَيَقُول , ‎ أَعْلَى اَللَّه قَوْله , مِنْ هَذِهِ اَلشُّخُوص , الفردوسية ? فَيَقُولُونَ نَحْنُ
الرواه اَلَّذِينَ شِئْت إِحْضَارهمْ آنِفًا فَيَقُول لَا إِلَه إِلَّا اَللَّه مَكَّنُونَا مُدَوَّنًا ,
وَسُبْحَان اَللَّه بَاعِثًا وَارِثًا وَتَبَارَكَ اَللَّه قَادِرًا لَا غَادِرًا ! ! كَيْفَ تَرْوُونَ أَيُّهَا
المرحومون قَوْل اَلنَّابِغَة فِي اَلدَّالِيَة وَإِذَا نَظَرَتْ وَإِذَا لَمَسَتْ , وَإِذَا طَعَنَتْ وَإِذَا
نَزَعَتْ أبفتح اَلتَّاء , أَمْ بِضَمِّهَا , فَيَقُولُونَ بِفَتْحِهَا فَيَقُول هَذَا شَيْخنَا أَبُو أمامة
يَخْتَار اَلضَّمّ , وَيُخْبِر أَنَّهُ حَكَاهُ عَنْ اَلنُّعْمَان , فَيَقُولُونَ :
هُوَ كَمَا جَاءَ فِي اَلْكِتَاب اَلْكَرِيم " وَالْأَمْر إِلَيْك فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ " فَيَقُول
ثَبَّتَ اَللَّه كَلَّمْته عَلَى اَلتَّوْفِيق مَضَى اَلْكَلَام فِي هَذَا يَا أَبَا أَمَامه , فَأَنْشَدْنَا
كَلِمَتك اَلَّتِي أَوَّلهَا :
أَلَمَّا عَلَى الممطورة المتأبده أَقَامَتْ بِهَا اَلْمُرَبَّع المتجرده
مضمخة بِالْمِسْكِ مخضوبة اَلشَّوَى بَدْر وَيَاقُوت , لَهَا , مُتَقَلِّده
كَأَنَّ ثَنَايَاهَا , وَمَا ذُقْت طَعْمهَا مجاجة نَحْل فِي كَمَيِّت مِبْرَده
لِيُقَرِّر بِهَا اَلنُّعْمَان عَيْنًا , فَإِنَّهَا لَهُ نِعْمَة , فِي كُلّ يَوْم , مُجَدِّدَة , فَيَقُول أَبُو
أَمَامه مَا أَذْكُر أَنِّي سَلَكْت هَذَا القري , قَطُّ , فَيَقُول مَوْلَايَ اَلشَّيْخ , زَيَّنَ اَللَّه ,
أَيَّامه بِبَقَائِهِ , إِنَّ ذَلِكَ , لِعَجَب , فَمِنْ اَلَّذِي تُطَوِّع , فَنَسَبَهَا إِلَيْك ? أَنَّهَا لَمْ
تُنْسَب إِلَيَّ عَلَى سَبِيل اَلتَّطَوُّع , وَلَكِنْ عَلَى مَعْنَى اَلْغَلَط , وَالتَّوَهُّم , وَلَعَلَّهَا لِرَجُل
مِنْ بَنِي ثَعْلَبَة , بْن سَعْد , فَيَقُول , نَابِغَة , بُنِيَ جعدة , صَحِبَنِي شَابّ فِي
اَلْجَاهِلِيَّة وَنَحْنُ نُرِيد اَلْحَيْرَة , فَأَنْشَدَنِي هَذِهِ اَلْقَصِيدَة لِنَفْسِهِ وَذَكَرَ أَنَّهُ مِنْ
ثَعْلَبَة بْن عكابة وَصَادَفَ قُدُومه شكاة مِنْ اَلنُّعْمَان , فَلَمْ يَصِل إِلَيْهِ , فَيُوَلَّ
نَابِغَة بَنِي ذُبْيَان , مَا أَجْدَرَ ذَلِكَ أَنْ يَكُون !
وَيَقُول اَلشَّيْخ كُتُب اَللَّه , لَهُ مَثُوبَة , اَلْمُتَّقِينَ , لِنَابِعَة بُنِيَ جعدة , يَا أَبَا
لَيْلَى , اُنْشُدْنَا كَلِمَتك اَلَّتِي عَلَى اَلشِّين , اَلَّتِي يَقُول , فِيهَا وَلَقَدْ أغدوا بِشُرْب
أَنْف , قَبْل أَنْ يَظْهَر فِي اَلْأَرْض ربش مَعَنَا زق إِلَى سهمة تَسْقِ
الآكال مِنْ رَطْب وَهَشّ فَنَزَلْنَا بمليع مُقْفِر مَسَّهُ طَلّ , مِنْ الدجن
وَرَشّ وَلَدَيْنَا قينة مُسْمِعه ضَخْمَة اَلْأَرْدَاف مِنْ غَيْر نَفْش
وَإِذَا نَحْنُ بإجل نَافِر , وَنَعَام خَيْطه , مِثْل اَلْحَبَش فَحَمَلْنَا
مَا هُنَا يُنْصِفنَا فَوْق يعبوب مِنْ اَلْخَيْل أَجَشّ ثُمَّ قُلْنَا دُونك
اَلصَّيْد , بِهِ تُدْرِك اَلْمَحْبُوب مِنَّا وَتَعِشْ فَأَتَانًا بشبوب ناشط
وظليم مَعَهُ أَمْ خشش فأشتوينا مَنْ طَيِّب , غَيْر مَمْنُون وَأَبَنَّا بغبش
فَيَقُول نَابِغَة , بُنِيَ جعدة , مَا جلعت اَلشِّين قَطُّ رُوَيْدًا , وَفِي هَذَا اَلشِّعْر أَلْفَاظ
لَمْ أَسْمَع بِهَا قَطُّ , ربش وَسَهْمه وخشش .
فَيَقُول مَوْلَايَ اَلشَّيْخ اَلْأَدِيب اَلْمُغْرَم بِالْعِلْمِ , يَا أَبَا لَيْلَى لَقَدْ طَالَ عَهْدك
بِأَلْفَاظ اَلْفُصَحَاء وَشَغْلك شَرَاب مَا جَاءَتْك , بِمِثْلِهِ بَابِل وَلَا أذرعات , وثناتك
لُحُوم اَلطَّيْر الراتعة , فِي رِيَاض اَلْجَنَّة , فَنَسِيَتْ , مَا كُنْت عَرَفْت , وَلَا مُلَامَة ,
إِذَا نَسِيَتْ ذَلِكَ , وَإِنَّ أَصْحَاب اَلْجَنَّة , اَلْيَوْم , فِي شَغْل فَاكِهَة وَلَهُمْ مَا يَدْعُونَ "
.


حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس