عرض مشاركة واحدة
قديم 14-06-09, 02:06 AM   #21
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: المعري-فيلسوف الشعراء-حسين الحمداني


اَلْبِلَاد وَأَنْجِدَا
فَيَخْرِمهُ فِي اَلنِّصْف اَلثَّانِي
وَيَقُول " اَلْأَعْشَى " قُلْت لَعَلِّي وَقَدْ كُنْت أومن بِاَللَّهِ وَبِالْحِسَابِ , وَأُصَدِّق بِالْبَعْثِ
وَأَنَا فِي اَلْجَاهِلِيَّة اَلْجُهَلَاء , فَمِنْ ذَلِكَ قَوْلِي , فَمَا أَيُبْلِي , عَلَى هَيْكَل , بِنَاهٍ
وَصُلْب فِيهِ وَصَارَا
يَتَرَاوَح مِنْ صَلَوَات اَلْمَلِيك صُوَرًا سُجُودًا وَطَوْرًا جؤارا
بِأَعْظَم مِنْك تُقَى فِي اَلْحِسَاب إِذَا اَلنَّسَمَات نَفَضْنَ الغبارا
فَذَهَبَ عَلَيَّ إِلَى اَلنَّبِيّ صَلَّى اَللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ يَا رَسُول اَللَّه , هَذَا أَعَسَى
قَيْس " , قَدْ رُوِيَ مَدْحه فِيك , وَشَهِدَ أَنَّك نَبِيّ مُرْسَل فَقَالَ هَلَّا جَاءَنِي فِي اَلدَّار
اَلسَّابِقَة ? فَقَالَ عَلَيَّ : قَدْ جَاءَ وَلَكِنْ صَدَّتْهُ قُرَيْش وَحُبّه لِلْخَمْرِ فَشَفَعَ لِي فَأَدْخَلَتْ
اَلْجَنَّة , عَلَى أَنْ لَا أَشْرَب فِيهَا خَمْرًا , فَقَرَّتْ عَيْنَايَ بِذَلِكَ , وَإِنَّ لِي منادح فِي
اَلْعَسَل وَمَاء اَلْحَيَوَان وَكَذَلِكَ مَنْ لَمْ يَتُبْ مِنْ اَلْخَمْر فِي اَلدَّار اَلسَّاخِرَة , لَمْ
يَسُقْهَا فِي اَلْآخِرَة .
وَيَنْظُر اَلشَّيْخ فِي رِيَاض اَلْجَنَّة فَيَرَى قَصْرَيْنِ منيفين فَيَقُول فِي نَفْسه , لأبلغن
هَذَيْنِ اَلْقَصْرَيْنِ , فَأَسَالَ لِمَنْ هُمَا ? فَإِذَا قَرُبَ إِلَيْهِمَا رَأْي , عَلَى أَحَدهمَا مَكْتُوبًا
هَذَا اَلْقَصْر , لِزُهَيْر بْن أَبِي سَلْمَى المزني " وَعَلَى اَلْآخَر , هَذَا اَلْقَصْر , لِعَبِيد
بْن اَلْأَبْرَص اَلْأَسَدِيّ " , فَيَعْجَب مِنْ ذَلِكَ وَيَقُول هَذَانِ , مَاتَا فِي اَلْجَاهِلِيَّة , وَلَكِنَّ
رَحْمَة رَبّنَا , وَسِعَتْ كُلّ شَيْء وَسَوْفَ أَلْتَمِس لِقَاء هَذَيْنِ اَلرَّجُلَيْنِ , فَأَسْأَلهُمَا بِمَ
غَفَرَ لَهُمَا , فَيَبْتَدِئ بِزُهَيْر فَيَجِدهُ , شَابًّا , كَالزَّهْرَةِ , اَلْجِنِّيَّة , قَدْ وَهَبَ بُلْه
قَصْر مَنْ وَنِيَّة , كَأَنَّهُ مَا لَبِسَ جِلْبَاب هَرَم , وَلَا تَأَفُّف مِنْ البرم , وَكَأَنَّهُ لَمْ يُقِلّ
, فِي اَلْمِيمِيَّة .
سَمَّتْ تَكَالِيف اَلْحَيَاة , وَمَنْ يَعِشْ ثَمَانِينَ حَوْلًا , لَا أَبَا لَك يَسْأَم
وَلَمْ يُقِلّ فِي اَلْأُخْرَى
أَلَمْ تَرْنِي عَمَرَتْ تِسْعِينَ حُجَّة
وَعَشْرًا تِبَاعًا عِشْتهَا وثمانيا ?
فَيَقُول جِير جِير , ! أَنْتَ أَبُو كَعْب وَيُجِير ? فَيَقُول ? نَعَمْ فَيَقُول ادام اَللَّه عِزَّة
, بِمَ غَفَرَ لَكَبَّ وَقَدْ كُنْت فِي زَمَان اَلْفَتْرَة , وَالنَّاس همل , لَا يُحْسِن مِنْهُمْ اَلْعَمَل
? فَيَقُول : كَانَتْ نَفْسِي , مِنْ اَلْبَاطِل , نُفُورًا , فَصَادَفْت مَلِكًا غَفُورًا , وَكُنْت
مُؤْمِنًا بِاَللَّهِ اَلْعَظِيم وَرَأَيْت فِيمَا يَرَى اَلنَّائِم حَبْلًا نَزَلَ مِنْ اَلسَّمَاء فَمَنْ تُعَلِّق
بِهَا مِنْ سُكَّان اَلْأَرْض , سَلَّمَ , فَعَلِمَتْ أَنَّهُ أَمْر مِنْ أَمْر اَللَّه فَأَوْصَيْت بُنِّيّ وَقُلْت
لَهُمْ عِنْد اَلْمَوْت , إِنْ قَامَ قَائِم , يَدْعُوكُمْ إِلَى عِبَادَة اَللَّه فَأَطِيعُوهُ , وَلَوْ
أَدْرَكَتْ مُحَمَّدًا لَكُنْت أَوَّل اَلْمُؤْمِنِينَ , وَقُلْت فِي اَلْمِيمِيَّة وَالْجَاهِلِيَّة , عَلَى السكنة
والسفة ضَارِب بالجران : ‎
فَلَا تَكْتُمْنَ اَللَّه مَا فِي نُفُوسكُمْ
لِيُخْفِيَ , وَمِنْهَا يَكْتُم اَللَّه يَعْلَم
يُؤَخِّر , فَيُوضَع فِي كِتَاب , فَيَدَّخِر
لِيَوْم اَلْحِسَاب , أَوْ يُعَجِّل فَيَنْقِم
فَيَقُول : ألست اَلْقَائِل
وَقَدْ أَغْدُو عَلَى ثبة كِرَام , نشاوي واجدين لِمَا نَشَاء يَجْرُونَ اَلْبُرُود وَقَدْ تَمَشَّتْ
حَمِيَا اَلْكَأْس فِيهِمْ , وَالْغِنَاء
أفأطلقت لَك اَلْخَمْر كَغَيْرِك مِنْ أَصْحَاب اَلْخُلُود ? أَمْ حَرَّمَتْ عَلَيْك مِثْلَمَا حَرَمَتْ عَلَى
" أَعْشَى قَيْس " فَيَقُول زُهَيْر : أَنَّ أَخَا بَكْر أَدْرَكَ مُحَمَّدًا , فَوَجَبَتْ عَلَيْهِ اَلْحُجَّة ,
لِأَنَّهُ بَعَثَ بِتَحْرِيم اَلْخَمْر وَحَظْر مَا قَبَّحَ مِنْ أَمْر , وَهَلَكْت أَنَا وَالْخَمْر , كَغَيْرِهَا
مِنْ اَلْأَشْيَاء يَشْرَبهَا أَتْبَاع اَلْأَنْبِيَاء فَلَا حُجَّة عَلَيَّ
فَيَدْعُوهُ اَلشَّيْخ إِلَى اَلْمُنَادَمَة فَيَجِدهُ مِنْ ظراف اَلنُّدَمَاء فَيَسْأَلهُ عَنْ أَخْبَار
اَلْقُدَمَاء .
وَمَعَ اَلْمُنْصِف باطية مِنْ اَلزُّمُرُّد , فِيهَا مِنْ اَلرَّحِيق , اَلْمَخْتُوم شَيْء يَمْزُج
بِزَنْجَبِيل , اَلْمَاء أَخَذَ مِنْ سَلْسَبِيل فَيَقُول زَاد اَللَّه فِي أَنْفَاسه أَيْنَ هَذِهِ الباطية
, مِنْ اَلَّتِي ذَكَرَهَا السروي فِي قَوْله
وَلَنَا باطية مَمْلُوءَة , جونه يَتْبَعهَا برذينها فَإِذَا مَنَّا حاردت أَوْ بكأت , فِي
عَنْ خَاتَم أُخْرَى طِينهَا .
ثُمَّ يَنْصَرِف إِلَى " عَبِيد " فَإِذَا هُوَ قَدْ أَعْطَى بَقَاء اَلتَّأْيِيد , فَيَقُول , اَلسَّلَام
عَلَيْك يَا أَخَا بَنِي أَسَد فَيَقُول وَعَلَيْك اَلسَّلَام وَأَهْل اَلْجَنَّة أَذْكِيَاء , لَا يُخَالِطهُمْ
اَلْأَغْبِيَاء , لَعَلَّك تُرِيد أَنْ تَسْأَلنِي بْن غَفَرَ لِي ? فَيَقُول أَجْل وَأَنَّ فِي ذَلِكَ لعجبا !
أألفيت حَكَمًا لِلْمَغْفِرَةِ مُوجِبًا وَلَمْ يَكُنْ عَنْ اَلرَّحْمَة مُحَجَّبًا ? فَيَقُول عَبِيد , أَخْبَرَك
أَنِّي دَخَلْت اَلْهَاوِيَة وَكُنْت قُلْت فِي أَيَّام اَلْحَيَاة .
مَنْ يَسْأَل اَلنَّاس يَحْرِمُوهُ وَسَائِل اَللَّه لَا يَخِيب
وَسَارَ هَذَا اَلْبَيْت فِي آفَاق , اَلْبِلَاد , فَلَمْ يَزَلْ , يَنْشُد وَيَخِفّ عَنِّي اَلْعَذَاب , حىت
أَطْلَقَتْ , مِنْ اَلْقُيُود وَالْأَصْفَاد , ثُمَّ كَرَّرَ إِلَى أَنْ شَمَلَتْنِي اَلرَّحْمَة , بِبِرْكَة ذَلِكَ
اَلْبَيْت , وَإِنَّ رَبّنَا لِغَفُور رَحِيم .
فَإِذَا سَمِعَ اَلشَّيْخ ثَبَتَ اَللَّه وَطْأَته , وَمَا قَالَ ذَاكَ اَلرَّجُلَانِ طَمَع فِي سَلَامه كَثِير
مِنْ أَصْنَاف اَلشُّعَرَاء .
فَيَقُول لِعَبِيد , أَلُكْ عِلْم بِعُدَيّ بْن زَيْد اَلْعَبَّادِيّ ? فَيَقُول , هَذَا مَنْزِله , قَرِيبًا
, مِنْك فَيَقِف عَلَيْهِ فَيَقُول , كَيْفَ كَانَتْ سَلَامَتك , عَلَى اَلصِّرَاط وَمُخَلِّصك مِنْ بَعْد
اَلْإِفْرَاط ? فَيَقُول إِنِّي كُنْت عَلَى دِين اَلْمَسِيح , وَمَنْ كَانَ مِنْ أَتْبَاع , اَلْأَنْبِيَاء ,
قَبْل أَنْ يَبْعَث مُحَمَّد فَلَا بَأْس عَلَيْهِ , وَإِنَّمَا اَلتَّبِعَة , عَلَى مَنْ سَجَدَ لِلْأَصْنَامِ وَعَدَ
فِي اَلْجَهَلَة , مِنْ اَلْأَنَام , فَيَقُول اَلشَّيْخ " يَا أَبَا سوادة , أَلَّا تُنْشِدنِي
اَلصَّادِيَّة فَإِنَّهَا بَدِيعَة مِنْ أَشْعَار اَلْعَرَب , ? فَيَنْبَعِث مُنْشِدًا . , أَبْلَغَ خَلِيلَيْ عَبْد
هِنْد فَلَا زِلْت قَرِيبًا مِنْ سَوَاد اَلْخُصُوص
مُوَازِي اَلْقُرَّة . أَوْ دُونهَا غَيْر بَعِيد مِنْ غمير اَللُّصُوص
تَجْنِي لَك الكمأة ربعية بالخب تَنْدَى فِي أُصُول القصيص
تفنصك اَلْخَيْل , وَتَصْطَادك اَلطَّيْر وَلَا تنكع لَهْو القنيص
تَأْكُل مَا شِئْت وَتَعْتَلِهَا , حَمْرَاء مُلَخَّص كَلَوْن اَلْفُصُوص
غَيَّبَتْ عَنِّي عَبْد فِي سَاعَة اَلشَّرّ وجنبتب أَوَان اَلْعَوِيص
لَا تَنْسَيْنَ ذَكَرِي عَلَى لَذَّة اَلْكَأْس وطوف بالخذوف النحوص
إِنَّك ذُو عَهْد , وَذُو مُصَدِّق مُخَالِفًا هَدْي اَلْكَذُوب اللموص
يَا عَبْد هَلْ تُذَكِّرنِي سَاعَة فِي مَوْكِب أَوْ رَائِدًا للقنيص
يَوْمًا مَعَ اَلرَّكْب , إِذَا أوفضوا نَرْفَع فِيهِمْ مِنْ نجاء القلوص
قَدْ يُدْرِك صَدْرك فِي رِيبَة يَذْكُر مِنِّي تَلَفِيّ أَوْ حلوص
يَا نَفْس أَبْقِي , وَأَتَّقِي شَتْم ذِي اَلْأَغْرَاض أَنَّ اَلْحُلْم مَا إِنْ ينوص
يَا لَيْتَ شِعْرِي وَأَنَّ ذُو عُجَّة مَتَى أَرَى شُرْبًا حَوَالَيْ أَصِيص
بَيْت جلوف بَارِد ظَلَّهُ فِيهِ ظِبَاء ودواخيل خُوص والربوب
اَلْمَكْفُوف أردانه يَمْشِي رُوَيْدًا كتوقي الرهيص ينفح مَنْ يَنْفُخ
مَنَّ أردانه اَلْمِسْك وَالْعَنْبَر والغلوى وَلَبَنِيّ قفوص
وَالْمُشْرِف اَلْمَشْمُول نُسْقِي بِهِ أَخْضَر مطموثا بِمَاء الخريص
ذَلِكَ خَيْر مِنْ فيوج عَلَى اَلْبَاب وَقَيْدَيْنِ وَغِلّ قروص أَوْ مُرْتَقِي
نيق عَلَى نقنق أُدَبِّر عُود ذِي إكاف فَمُوصٍ لَا يُثَمِّن اَلْبَيْع
وَلَا يَحْمِل الردف وَلَا يُعْطِي بِهِ قَلْب خُوص أَوْ مِنْ نُسُور , حَوْل , مَوْتِي مَعًا , يَأْكُلْنَ


حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس