عرض مشاركة واحدة
قديم 14-06-09, 02:03 AM   #18
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: المعري-فيلسوف الشعراء-حسين الحمداني


مِنْ رَصْف نَازِع سَيْلًا رَصْفًا
وَكَمْ عَلَى تِلْكَ اَلْأَنْهَار مِنْ آنِيَة , زَبَرْجَد , مَحْفُور , وَيَاقُوت خَلْق عَلَى خَلْق
اَلْفَوْر , مِنْ أَصْفَر وَأَحْمَر وَأَزْرَق , يَخَال إِنَّ لَمْس أَحْرَقَ , كَمَا قَالَ " اَلصَّنَوْبَرِيّ "
تُخَيِّلهُ سَاطِعًا , وَهَجه و فَتَأْبَى اَلدُّنُوّ إِلَى وَهَجه
وَفِي تِلْكَ اَلْأَنْهَار أَوَانٍ عَلَى هَيْئَة اَلطَّيْر اَلسَّابِحَة , وَالْغَانِيَّة , عَنْ اَلْمَاء ,
اَلسَّائِحَة , فَمِنْهَا , مَا هُوَ عَلَى صُوَر الكراكي , وَأُخَر تُشَاكِل المكاكي , وَعَلَى
خَلْق طَوَاوِيس وَبَطّ , فَبَعْض فِي اَلْجَارِيَة وَبَعْض فِي اَلشَّطّ يَنْبُع مِنْ أَفْوَاههَا شَرَاب ,
كَأَنَّهُ مِنْ اَلرِّقَّة , سَرَاب , وَلَوْ جَرَّعَ , جُرْعَة مِنْهُ " الحكمي " , لِحُكْم أَنَّهُ اَلْفَوْز
القدمي , وَشَهِدَ لَهُ كُلّ وَصَافٍ اَلْخَمْر , مِنْ مُحَدِّث , فِي اَلزَّمَن , وَعَتِيق اَلْأَمْر , أَنَّ
أَصْنَاف الأشربة , اَلْمَنْسُوبَة , إِلَى دَار اَلْفَانِيَة , كَخَمْر , " عَانَة " , و "
أذرعات " وَهِيَ مظنة للنعات , و عَزَّة وَبَيْت رَاسٍ , والفلسطية , ذَوَات الأحراس
وَمَا جَلَبَ مِنْ " بَصَرِي " فِي الوسوق تَبْغِي بِهِ اَلْمُرَابَحَة , عِنْد سُوق , وَمَا ذَخَرَهُ ,
اِبْن بِجَرَّة , وج وَاعْتَمَدَ بِهِ أَوْقَات اَلْحَجّ قَبْل أَنْ تَحْرِم عَلَى اَلنَّاس القهوات ,
وَتَحْظُر لِخَوْف اَللَّه مِنْ اَلشَّهَوَات , قَالَ ‎ " أَبُو ذؤيب " , وَلَوْ أَنَّ مَا عِنْد أَبَّنَ بِجَرَّة
عِنْدهَا
مِنْ اَلْخَمْر , لَمْ تُبَلِّل , لَهَاتِي بناطل
وَمَا أعتصر ب " صرخد " أَوْ أَرْض " شبام " لِكُلّ مَلِك غَيْر عبام , وَمَا تَرَدَّدَ ذِكْره
مَنَّ كَمَيِّت " بَابِل " , " صريفين " وَأَتَّخِذ لِلْأَشْرَافِ المنيفين وَمَا عَمِلَ مِنْ أَجْنَاس
اَلْمُسْكِرَات مفتوقات لِلشَّارِبِ وموكرات , كالجعة وَالتَّبَغ و المزر والسكركة , ذَات
اَلْوِزْر , وَمَا وُلِدَ مِنْ النخبل , لِكَرِيم يَعْتَرِف , أَوْ بَخِيل وَمَا صَنَعَ فِي أَيَّام "
آدَم " وشيث إِلَى يَوْم اَلْبَعْث , مِنْ مُعَجَّل , أَوْ مكيث و إِذْ كَانَتْ تِلْكَ اَلنُّطْفَة ,
مَلِكَة , لَا تَصْلُح أَنْ تَكُون بِرَعَايَاهَا , مُشْتَبِكَة ,
وَيُعَارِض تِلْكَ المدامة أَنْهَار مِنْ عَسَل مُصَفَّى مَا كَسَبَتْهُ اَلنَّحْل , اَلْغَادِيَة , إِلَى
اَلْأَنْوَار وَلَا هُوَ فِي موم مُتَوَارٍ , وَلَكِنْ قَالَ لَهُ اَلْعَزِيز اَلْقَادِر كُنْ فَكَانَ ,
وَبِكَرَمِهِ أُعْطِي اَلْإِمْكَان , وَهُوَ لِذَلِكَ عَسَلًا لَمْ يَكُنْ بِالنَّارِ , مبسلا , لَوْ جَعَلَهُ
اَلشَّارِب المحرور غِذَاءَهُ طُول اَلْأَبَد , مَا قُدِّرَ لَهُ عَارِض موم , وَلَا لَبْس ثَوْب
اَلْمَحْمُوم , وَذَلِكَ كُلّه بِدَلِيل قَوْله مِثْل اَلْجَنَّة , اَلَّتِي وَعَدَ اَلْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَار
مِنْ مَاء آسِن , وَأَنْهَار مِنْ لَبَن , لَمْ يَتَغَيَّر طَعْمه وَأَنْهَار مِنْ خَمْر لَذَّة لِلشَّارِبِينَ
, وَأَنْهَار مِنْ عَسَل , مُصَفِّي , وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلّ اَلثَّمَرَات , [ فَلَيْتَ شِعْرِي , عَنْ
اَلنَّمِر بْن تولب العكلي " وَهَلْ يَقْدِر لَهُ أَنْ يَذُوق ذَلِكَ الآري فَيَعْلَم أَنَّ شَهِدَ
اَلْفَانِيَة , إِذَا قِيسَ إِلَيْهِ وَجَدَ يشاكه , الشري , وَهُوَ لَمَّا وَصَفَ أَمْ حَصَّنَ , وَمَا
رَزَقَتْهُ فِي اَلدَّعَة وَالْأَمْن , ذِكْر حِوَارِي , بِسَمْن وَعَسَل مُصَفِّي , فَرَحِمَهُ اَلْخَالِق
مُتَوَفِّي , فَقَدْ كَانَ أَسْلَم وَرَدِّي حَدِيثًا مُنْفَرِد , وَحَسْبنَا بِهِ لِلْكَلِمِ مسردا , و قَالَ
اَلْمِسْكِين " ‎ اَلنَّمِر " .
أُلِمّ بِصُحْبَتِي , وَهُوَ هجوع خَيَال طَارِق مِنْ أُمّ حِصْن
لَهَا مَا تَشْتَهِي عَسَلًا , مُصَفِّي إِذَا شَاءَتْ وَحِوَارِيّ بِسَمْن
وَهُوَ أَدَامَ اَللَّه تَمْكِينه يَعْرِف حِكَايَة خَلْف اَلْأَحْمَر مَعَ أَصْحَابه , فِي هَذَيْنِ ,
اَلْبَيْتَيْنِ , [ وَمَعْنَاهَا أَنَّهُ قَالَ لَهُ لَوْ كَانَ مَوْضِع " أَمْ حِصْن " أَمْ حفص مَا كَانَ
يَقُول فِي اَلْبَيْت اَلثَّانِي ? فَسَكَتُوا فَقَالَ , حِوَارِي بلمص , يَعْنِي الفالوذ .
وَيُفَرِّع عَلَى هَذِهِ اَلْحِكَايَة , فَيَقُول , لَوْ كَانَ مَكَان أَمْ حِصْن أَمْ جُزْء وَآخِره هَمْزَة
مَا كَانَ يَقُول فِي اَلْقَافِيَة اَلثَّانِيَة ? فَأَنَّهُ يُحْتَمَل أَنْ يَقُول وَحِوَارِيّ بكشء وَمِنْ
قَوْلهمْ كشأت اَللَّحْم إِذَا شَوَيْته حتي يَبِسَ وَيُقَال كشأ اَلشِّوَاء إِذَا أَكَلَهُ , أَوْ يَقُول
بوزء مِنْ قَوْلهمْ وزأت اَللَّحْم إِذْ شَوَيْته , وَلَوْ قَالَ حَوَارِيّ بنسء لَجَازَ وَأَحْسَن مَنْ
يَتَأَوَّل فِيهِ و أَنْ يَكُون مِنْ نسأ اَللَّه فِي أَجْله , أَيّ لَهَا خُبْز مَعَ طُول حَيَاة ,
وَهَذَا أَحْسَن مِنْ أَنْ يَحْمِل عَلَى أَنَّ النسء اَللَّبَن اَلْكَثِير , اَلْمَاء , وَقَدْ قِيلَ , أَنَّ
النسيء اَلْخَمْر , وَفَسَّرُوا بَيْت " عُرْوَة بْن اَلْوَرْد " , عَلَى اَلْوَجْهَيْنِ .
سَقَوْنِي النسيء , ثُمَّ تُكَتِّفُونِي عداة اَللَّه مِنْ كَذِب وَزُور
وَلَوْ حَمْل حِوَارِي بنسء , عَلَى اَللَّبَن أَوْ اَلْخَمْر , لَجَازَ لِأَنَّهَا تَأْكُل اَلْحِوَارِيّ
بِذَلِكَ أَيّ لَهَا اَلْحِوَارِيّ مَعَ اَلْخَمْر , وَقَدْ حَدَثَ مُحَدِّث أَنَّهُ أَنَّهُ رَأْي بِسَيْل مِلْك اَلرُّوم
, وَهُوَ يَغْمِس خُبْزًا فِي خَمْر وَيُصِيب مِنْهُ وَلَوْ قِيلَ حِوَارِي بلزء , مِنْ قَوْلهمْ لزأ
إِذَا أَكَلَ لِمَا بَعْد وَتَكُون اَلْبَاء فِي ( بلزء ) بِمَعْنَى فِي
وَلَا يُمْكِن أَنْ يَكُون رَوِيّ هَذَا اَلْبَيْت أَلْفًا لِأَنَّهَا لَا تَكُون إِلَّا سَاكِنَة , وَمَا قَبْل
اَلرَّوِيّ هَا هُنَا سَاكِن , فَلَا يَجُوز ذَلِكَ .
فَإِنْ خَرَجَ إِلَى اَلْبَاء , مِنْ أُمّ حَرْب , جَازَ أَنْ يَقُول , وَحِوَارِي بصرب وَهُوَ اَللَّبَن ,
اَلْحَامِض , وَيَجُوز بِإِرْب , أَيْ بِعُضْو مِنْ شِوَاء , أَوْ قَدِيد , وَيَجُوز بكشب وَهُوَ أَكْل
اَلشِّوَاء .
فَإِنْ قَالَ مِنْ أُمّ صَمْت , جَازَ أَنْ يَقُول , وَحِوَارِي بكمت يَعْنِي جَمْع تَمْرَة كَمَيِّت وَذَلِكَ
مِنْ صِفَات اَلتَّمْر , وَيَنْشُد " لِلْأَسْوَدِ أَبَّنَ يُعَفِّر " .
وَكُنْت إِذَا مَا قَرَّبَ اَلزَّاد , مُولَعًا بِكُلّ كَمَيِّت جِلْدَة لَوْ توسف


حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس