عرض مشاركة واحدة
قديم 22-05-09, 01:16 AM   #2
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: رؤية للحاضر والمستقبل فى ضوء الفتن والملاحم


رسول الله صلى الله عليه وسلم الطائرة، فإنهم في الغالب لن يتخيلوها، وهكذا.

ولذلك، تجد أن الكثير من الأحاديث لها ألفاظ وتفاصيل قد تبدو مضطربة، لعدم تخيل الراوي لهذا الحدث في المستقبل.

ومهمة الباحث في عصرنا الحاضر، والذي يطبق أحاديث المستقبل على الواقع، مهمته أن يحاول التوفيق والجمع بين الأحاديث والآثار، وإن كانت قيل عنها أنها ضعيفة لغرابة ما فيها من ألفاظ أو تفاصيل.

فعلى سبيل المثال، قد لا يتخيل الراوي في الماضي أنه سيتم اختراع وسيلة مواصلات تقطع المسافة بين المدينة ومكة في خلال ساعتين مثلا. فقد يستغرب الأحاديث التي تذكر تنقل المهدي بينهما في أيام قليلة وهم يحتاجون إلى أيام كثيرة جدا بوسائل مواصلاتهم العادية. وهكذا.

ولذلك، سنحاول بإذن الله عز وجل الاعتماد على الأحاديث الصحيحة أولا في تحديد المعالم العامة للأحداث، ثم نتطرق إلى تفاصيل كثيرة بإذن الله عز وجل من خلال الأحاديث الأضعف، مطبقين على الواقع الذي نعيشه ومستشرفين لأحداث المستقبل من خلال ذلك.

وهنا قد يقول قائل، أن تطبيق الأحداث التي جاءت في الأحاديث على الواقع قد يسبب المشاكل.

والحقيقة أن سوء تطبيق الأحاديث على الواقع هو الذي يسبب المشاكل. أما عدم تطبيقها على الواقع بالكلية فهذا ليس صحيح أيضا، وإلا فلم أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الأحداث إن لم نطبقها على الواقع؟

لقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه الأحداث لنحذر منها ونكون على هدى في تصرفاتنا، لا أن نركن هذه الأحاديث على الأرفف.

فعن سيدنا حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أنه قال:

"هذه فتن قد أظلت كجباه البقر يهلك فيها أكثر الناس إلا من كان يعرفها قبل ذلك"

والشاهد من قول سيدنا حذيفة هو قوله "إلا من كان يعرفها قبل ذلك"، أي أن هذه الفتن، سيهلك فيها أكثر الناس إلا من كان يعرف هذه الفتن من قبل بإخبار النبي صلى الله عليه وسلم عنها.

فالفتن، يختلط فيها الحق بالباطل، ولا يعلم الإنسان فيها كيف يتصرف.

فعن سيدنا أي الدرداء أنه قال:

"إن الفتنة إذا أقبلت شبهت وإذا أدبرت سفرت، وإن الفتنة تلقح بالنجوى وتنتج بالشكوى فلا تثيروها إذا حميت ولا تعرضوا لها إذا عرضت، إن الفتنة راتعة في بلاد الله تطأ في خطامها فلا يحل لأحد من البرية أن يوقظها حتى يأذن الله لها، الويل لما أخذ بخطامها ثم الويل له ثم الويل ثم الويل"

والشاهد من قوله هو: "إذا أقبلت شبهت وإذا أدبرت أسفرت".

أي إذا أقبلت الفتنة فإن أمرها يشتبه على الناس، وعندما تدبر الفتنة أي تنتهي وينتهي زمانها فإنها تسفر أي يتضح الباطل من الحق بعد انتهائها.

ولذلك، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أخبرنا عن هذه الأمور لكي نعلم مسبقا ما هو الحق والباطل فيها، حتى لا يدعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لعقولنا، والتي تكون تائهة لا تستطيع تمييز الحق من الباطل في خضم الفتنة.

يتبع بإذن الله عز وجل...


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس