هذه قصيدة الدكتور : عبد الستار السوداني
أشرقتَ بدراً زادَ في إشراقي
فتكحَّلتْ لكَ بالوفا أحداقي
نوَّرتَ كلَّ جوانحي وأضأتها
وأحلتَ ناراً ساكنَ الأشواقِ
لكَ يا عراقُ لواعجٌ في أضلعي
لا تنطفي كلواعجِ العشّاقِ
لله قلبي والحنينُ حرائقٌ
لله عيني والدموعُ سَواقي
لي أسوةٌ عند الحنَانِ أو الرضا
بحنانِ يحيى أو رضا إسحاقِ
أطرقتُ أرجو في لقاكَ وسيلةً
فأطالَ بعدُكَ لوعةَ الإطراقِ
حاولتُ حرقَ الذكرياتِ فرَاعني
أن اللهيبَ سعى إلى إحراقي
أرهقنَ قلبي بالحنينِ فإن شكا
أو إن بكى أمعنَّ في الإرهاقِ
وسكنَّ أعماقي فكيفَ تحمُّلي
لزلازلٍ تهتزُّ في أعماقي ؟
لي عندَ بغدادٍ سماتُ هوى الصِّبا
فلقد شببتُ بها عن الأطواقِ
ولقد توقّيتُ الهوى وصروفَهُ
ووقعتُ فيهِ فما له من واقي
كم قلتُ إني قد وصفتُ مشاعري
وأطلَّ من شوقي لوصلكَ باقي
أعيا هواكَ قريحتي وقصائدي
فخجلتُ من قلَمي ومن أوراقي
بغدادُ ليلُكِ ليس ليلاً عابراً
فالليلُ أجملُ ما يكون عراقي
مرّت بأجفانِ الرقادِ لَهُ رؤىً
وأبو نواسَ يطوفُ في الأسواقِ
دعْ عنكَ لومَ أبي نواسَ فربما
يغري ملامُكَ أن يزيدَ الساقي
واشربْ بكأسِ الشوقِ من قلقي معي
فالخمرُ في قلقي وفي أشواقي
شوقي لدجلةَ والنخيلُ تحيطُها
كقلادةٍ تلتفُّ بالأعناقِ
فالماءُ عذبٌ وهْو في شطآنها
والتمرُ حُلْوٌ وهو في الأعذاقِ
يا ليتَ لي سجناً بمائكَ قارباً
ينسابُ والسعفُ الجميلُ وثاقي
بغدادُ عنكِ يكادُ يخنقني النوى
قد أطبقت يمناهُ حولَ خناقي
قولي لطيفكِ : لا يغادرْ مقلتي
ويكنْ كشمسِ اللهِ في آفاقي
قولي لطيفكِ كي يعاودَ أعيني
نفدت بقايا الصبرِ في أحداقى
فهواكِ ما فوقَ الجبينِ تميمةٌ
وترابُ أرضِكِ رقيةٌ للراقي
***
اعجبتني احبب ان اهديها لكم
.
.