الموضوع: من اشعار نزار
عرض مشاركة واحدة
قديم 16-04-09, 04:49 PM   #5
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: من اشعار نزار


لن تستريحوا معنا..
كل قتيل عندنا
يموت آلافا من المرات..

7
انتبهوا..
انتبهوا..
أعمدة النور لها أظافر
وللشبابيك عيون عشر
والموت في انتظاركم
في كل وجه عابر.. أو لفتة .. أو خصر ..
الموت مخبوء لكم
في مشط كل امرأة..
وخصلة من شعر ...

8
يا آل إسرائيل، لا يأخذكم الغزور
عقارب الساعة إن تؤقفت
لا بد أن تدور..
إن اغتصاب الأرض لا يخيفنا
فالريش قد يسقط من أجنحة النسور
والعطش الطويل لا يخيفنا
فالماء يبقي دائما في باطن الصخور
هزمتم الجيوش .. إلا أنكم لم تهزموا الشعور
قطعتم الأشجار من رؤوسها
وظلت الجذور..

9
ننصحكم أن تقرؤوا
ما جاء في الزبور ..
ننصحكم أن تحملوا توراتكم
وتتبعوا نبيكم للطور
فما لكم خبز هنا .. ولا لكم حضور
من باب كل جامع
من خلف كل منبر مكسور
سيخرج الحجاج ذات ليلة ..
ويخرج المنصور...

10
انتظرونا دائما..
في كل ما لا ينتظر
فنحن في كل المطارات..
وفي كل بطاقات السفر..
نطلع في روما.. وفي زوريخ..
من تحت الحجر
نطلع من خلف التماثيل..
وأحواض الزهر..
رجالنا يأتون دون موعد
في غضب الرعد.. وزخات المطر
يأتون في عباءة الرسول..
أو سيف عمر ..
نساؤنا..
يرسمن أحزان فلسطين على دمع الشجر
يقبرن أطفال فلسطين بوجدان البشر
نساؤنا..
يحملن أحجار فلسطين إلى أرض القمر..






موال دمشقى


لقد كتبنا .. وأرسلنا المراسيلا
وقد بكينا .. وبللنا المناديلا
قل للذين بأرض الشام قد نزلوا
قتيلكم لم يزل بالعشق مقتولا
يا شام. يا شامة الدنيا ، ووردتها
يا من بحسنك أوجعت الأزاميلا
وددت لو زرعوني فيك مئذنة
أو علقوني على الأبواب قنديلا
يا بلدة السبعة الأنهار .. يا بلدي
ويا قميصا بزهر الخوخ مشغولا
ويا حصانا تخلى عن أعنته
وراح يفتح معلوما، ومجهولا
هواك يا بردي ، كالسيف يسكنني
وما ملكت لأمر الحب تبديلا
أيام في دمر كنا .. وكان فمي
على ضفائرها .. حفرا .. وتنزيلا
والنهر يسمعنا أحلى قصائده
والسرو يلبس بالساق الخلاخيلا
يا من على ورق الصفصفات يكتبني
شعرا .. وينقشني في الأرض أيلولا
يا من يعيد كراريسي .. ومدرستي
والقمح، واللوز ، والزرق المواويلا
يا شام إن كنت أخفي ما أكابده


أحزان في الأندلس


كتبت لي يا غاليه..
كتبت تسألين عن إسبانيه
عن طارق، يفتح باسم الله دنيا ثانيه..
عن عقبة بن نافع
يزرع شتل نخلة..
في قلب كل رابيه..
سألت عن أمية..
سألت عن أميرها معاويه..
عن السرايا الزاهيه
تحمل من دمشق .. في ركابها
حضارة .. وعافيه..
***
لم يبق في إسبانيه
منا، ومن عصورنا الثمانيه
غير الذي يبقي من الخمر،
بجوف الآنيه..
وأعين كبيرة .. كبيرة
ما زال في سوادها ينام ليل الباديه..
لم يبق من قرطبه
سوى دموع المئذنان الباكيه
سوى عبير الورد، والنارنج والأضاليه..
لم يبق من ولادة ومن حكايا حبها..
قافية. ولا بقايا قافيه..
***
لم يبق من غرناطة
ومن بني الأحمر.. إلا ما يقول الراويه
وغير " لا غالب إلا الله "
تلقاك بكل زاويه.
لم يبق إلا قصرهم
كامرأة من الرخام عاريه..
تعيش - لا زالت - على قصة حب ماضيه..
***
مضت قرون خمسة
مذ وجل " الخليفة الصغير " عن إسبانيه
ولم تزل أحقادنا الصغير ..
كما هيه ..
ولم تزل عقلية العشيره
في دمنا كما هيه
حوارنا اليومي بالخناجر..
أفكارنا أشبه بالأظافر
مضت قرون خمسة
ولا تزال لفظة العروبه
كزهرة حزينة في آنيه..
كطفلة، جائعة.. وعاريه
نصلبها .. على جدار الحقد والكراهيه.
***
مضت قرون خمسة .. يا غاليه
كأننا .. نخرج هذا اليوم من إسبانيه..


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس