الموضوع: من اشعار نزار
عرض مشاركة واحدة
قديم 16-04-09, 04:40 PM   #1
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
من اشعار نزار


هذا انا

ادمنت احزاني
فصرت اخاف ان لا احزنا
وطعنت الافا من المرات
حتى صار يوجعني, بان لا اطعنا
ولعنت في كل اللغات..
وصار يقلقني بان لا العنا..
ولقد شنقت على جدار قصائدي
ووصيتي كانت..
بان لا ادفنا
وتشابهت كل البلاد.
فلا ارى نفسي هناك
ولا ارى نفسي هنا..
وتشابهت كل النساء
فجسم مريم بالظلام.. كما منى..
ما كان شعري لعبة عبثية
او نزهة قمرية
اني اقول الشعر -سيدتي-
لاعرف من انا..
يا سادتي:
اني اسافر في قطار مدامعي
هل يركب الشعراء الا قطارات الضنى؟
اني افكر باختراع الماء..
ان الشعر يجعل كل حلم ممكنا
وانا افكر باختراع النهد..
حتى تطلع الصحراء, بعدي, (الميجنا)
ان صادروا وطن الطفولة من يدي
فلقد جعلت القصيدة موطنا..

يا سادتي:
ان السماء رحيبة جدا..
ولكن الصيارفة الذين تقاسموا ميراثنا..
وتقاسموا اوطاننا..
وتقاسموا اجسادنا..
لم يتركوا شبرا لنا..
يا سادتي:
قاتلت عصرا لا مثيل لقبحه
وفتحت جرح قبيلتي المتعفنا..
انا لست مكترثا
بكل الباعة المتجولين..
وكل كتاب البلاط..
وكل من جعلوا الكتاب حرفة
مثل الزنى..

يا سادتي
عفوا اذا اقلقتكم
انا لست مضطرا لاعلن توبتي
هذا انا..
هذا انا..
هذا انا..



نهرُ الأحزان


عيناكِ كنهري أحـزانِ
نهري موسيقى.. حملاني
لوراءِ، وراءِ الأزمـانِ
نهرَي موسيقى قد ضاعا
سيّدتي.. ثمَّ أضاعـاني
الدمعُ الأسودُ فوقهما
يتساقطُ أنغامَ بيـانِ
عيناكِ وتبغي وكحولي
والقدحُ العاشرُ أعماني
وأنا في المقعدِ محتـرقٌ
نيراني تأكـلُ نيـراني
أأقول أحبّكِ يا قمري؟
آهٍ لـو كانَ بإمكـاني
فأنا لا أملكُ في الدنيـا
إلا عينيـكِ وأحـزاني
***
سفني في المرفأ باكيـةٌ
تتمزّقُ فوقَ الخلجـانِ
ومصيري الأصفرُ حطّمني
حطّـمَ في صدري إيماني
أأسافرُ دونكِ ليلكـتي؟
يا ظـلَّ الله بأجفـاني
يا صيفي الأخضرَ ياشمسي
يا أجمـلَ.. أجمـلَ ألواني
هل أرحلُ عنكِ وقصّتنا
أحلى من عودةِ نيسانِ؟
أحلى من زهرةِ غاردينيا
في عُتمةِ شعـرٍ إسبـاني
يا حبّي الأوحدَ.. لا تبكي
فدموعُكِ تحفرُ وجـداني
إني لا أملكُ في الدنيـا
إلا عينيـكِ ..و أحزاني
***
أأقـولُ أحبكِ يا قمـري؟
آهٍ لـو كـان بإمكـاني
فأنـا إنسـانٌ مفقـودٌ
لا أعرفُ في الأرضِ مكاني
ضيّعـني دربي.. ضيّعَـني
إسمي.. ضيَّعَـني عنـواني
تاريخـي! ما ليَ تاريـخٌ
إنـي نسيـانُ النسيـانِ
إنـي مرسـاةٌ لا ترسـو
جـرحٌ بملامـحِ إنسـانِ
ماذا أعطيـكِ؟ أجيبيـني
قلقـي؟ إلحادي؟ غثيـاني
ماذا أعطيـكِ سـوى قدرٍ
يرقـصُ في كفِّ الشيطانِ
أنا ألـفُ أحبّكِ.. فابتعدي
عنّي.. عن نـاري ودُخاني
فأنا لا أمـلكُ في الدنيـا
إلا عينيـكِ... وأحـزاني











أحلى خبر

كَتَبْتُ (أُحبُّكِ) فوقَ جدار القَمَرْ
أُحبُّكِ جدّاً
كما لا أَحَبَّكِ يوماً بَشَرْ
ألمْ تقرأيها ؟ بخطِّ يدي
فوق سُورِ القَمَرْ
و فوق كراسي الحديقةِ..
فوقَ جذوع الشَجَرْ
وفوق السنابلِ ، فوق الجداولِ ، فوقَ الثَمَرْ..
و فوق الكواكب تمسحُ عنها… غُبارَ السَفَرْ..
حَفَرتُ (أُحبُّكِ) فوق عقيق السَحَرْ
حَفَرتُ حدودَ السماء ، حَفَرتُ القَدَرْ..
ألم تُبْصِريها ؟
على وَرَقات الزهَرْ
على الجسر ، و النهر ، و المنحدرْ
على صَدَفاتِ البحارِ ، على قَطَراتِ المطرْ
ألمْ تَلْمَحيها ؟
على كُلِّ غصنٍ ، و كُلِّ حصاةٍ ، و كلِّ حجرْ
كَتبتُ على دفتر الشمس
أحلى خبرْ..
أُحبُّكِ جداً
فَلَيْتَكِ كُنْتِ قَرَأتِ الخبرْ


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس