رد: سوق عكاظ-السبع المعلقات سوق عكاظ
[frame="14 90"]قصيدة أعني على برق الشاعر امرؤ القيس
--------------------------------------------------------------------------------
أعني على برق
أعِنّـي عَلَـى بَـرْقٍ أَرَاهُ وَمِيـضِ
يُضيءُ حَبِـيًّا فِي شَمارِيـخَ بِيـضِ
وَيَهْـدَأُ تَـارَاتٍ سَـنَـاهُ وَتَـارَةً
يَنُوءُ كَتَعتَـابِ الكَسيـرِ المَهيـضِ
وَتَخْـرُجُ مِنْـهُ لامِعَـاتٌ كَأنّهَـا
أكُفٌّ تَلَقّى الفَـوْزَ عِنـدَ المُفيـضِ
قَعَدْتُ لَهُ وَصُحُبَتـي بَيـنَ ضَارجٍ
وَبَيـنَ تِـلاعِ يَثْلَـثَ فالعَرِيـضِ
أَصَابَ قَطَاتَيـنِ فَسـالَ لِوَاهُـمَا
فَوَادِي البَدِيِّ فانتَحَـى للأرِيـضِ
بِـلادٌ عَـرِيضَـةٌ وَأَرْضٌ أرِيضَـةٌ
مَدَافِعُ غَيْـثٍ فِي فضـاءٍ عَرِيـضِ
فأضْحَى يَسُحُّ المَـاءَ مِنْ كلّ فِيقـةٍ
يَحُوزُ الضِّبَابَ فِي صَفَاصِفَ بِيـضِ
فأُسْقي بِهِ أُخْتِي ضَعِيفَـةَ إِذْ نَـأتْ
وَإِذْ بَعُـدَ المَـزَارُ غَيـرَ القَرِيـضِ
وَمَرْقَبَةٍ كالـزُّجّ أشرَفْـتُ فَوْقَهَـا
أُقلّبُ طَرْفِـي فِي فَضَـاءٍ عَرِيـضِ
فظَلْتُ وَظَلّ الجَوْنُ عِنـدِي بلِبـدِهِ
كَأَنِّي أُعَـدّي عَنْ جَنـاحٍ مَهِيـضِ
فَلَمّا أجَنّ الشّمسَ عَنِّـي غؤورُهَـا
نَزَلْـتُ إلَيْـهِ قَائِمـاً بالحَضِيـضِ
يُبَارِي شَبَاة الرُّمـحِ خَـدٌّ مُذَلَّـقٌ
كَصَفحِ السِّنانِ الصُّلَّبـيِّ النَّحِيـضِ
أُخَفّضُـهُ بالنَّقْـرِ لَمّـا عَلَـوْتُـهُ
وَيَرْفَعُ طَرْفاً غَيـرَ جَافٍ غَضِيـضِ
وَقد أغتَدِي وَالطّيـرُ فِي وُكُنَاتِهَـا
بِمُنْجَـرِدٍ عَبْـلِ اليَدَيـنِ قَبِيـضِ
لَهُ قُصْرَيَـا غَيـرٍ وَسَاقَـا نَعَامَـةٍ
كَفَحلِ الهِجانِ يَنتَحـي للعَضِيـضِ
يَجُمُّ عَلَى السّاقَيـنِ بَعـدَ كَلالِـهِ
جُمومَ عُيونِ الحِسي بَعدَ المَخيـضِ
ذَعَرْتُ بِهَا سِرْبـاً نَقِـيًّا جُلُـودُهُ
كَمَا ذَعَرَ السِّرْحانُ جنبَ الرَّبِيـضِ
وَوَالَـى ثَلاثـاً واثْنَتَيـنِ وَأرْبَعـاً
وَغادَرَ أُخـرَى فِي قَنـاةِ الرَّفِيـضِ
فَـآبَ إِبَـابـاً غَيـرَ مُـوَاكِـلٍ
وَأخْلَفَ مَـاءً بَعدَ مَـاءٍ فَضِيـضِ
وَسِـنٌّ كَسُنَّيْـقٍ سَنَـاءً وَسُنَّمـاً
ذَعَرْتُ بِمِـدْلاجِ الهَجيـرِ نَهُـوضِ
أَرَى المَرْءَ ذَا الأذوَادِ يُصْبحُ مِحْرِضـاً
كَإحرَاضِ بَكْرٍ فِي الدّيـارِ مَـرِيضِ
كَأَنّ الفَتَى لَمْ يَغْنَ فِي النَّاسِ سَاعَـةً
إِذَا اختَلَفَ اللَّحيـانِ عِندَ الجَـرِيضِ[/frame]
|