عرض مشاركة واحدة
قديم 26-01-09, 02:00 AM   #1
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
خطبة وداع في لقاء اللص الطريف



بسم الله الرحمن الرحيم

::][) إِشِي إِشِي .. يا أبو حسَيـــن (][::

إحم إحم ،

كنتُ في مقال سابق قد وعدتكم بتحضير قاموس خاص بـ’اللغة الغزاوية‘ ..
وفي مقال أسبق منه كنتُ قد وعدتكم أن أعلّمكم طريقة تصنيع ’صاروخ‘ من ’علبة تونة‘ !
وعلى ما يبدو أني أخلفت في كلا الوعديْن ، سامحَني ربي .. ،

قبل عدة أيام ، وحينما زارت الكهرباء بيتنا ، وزار الإنترنت البيت بعدها بقليل ، قلت : لأدخل أستطلع العالم عبر الإنترنت ، فأنا في بقعة لا أظن أن سكان ’سيبيريا‘ لا يعرفونها ..
وبحكم كوني ’غزيّة‘ الموطن ، فغزة عالمي الخاص وعالَم كل فلسطيني يعيش فيها ، ومن ضمن خصوصياتها - التي لا يدركها حتى سكان الضفة - هي ’اللغة‘ الغزاويّة !

نعم .. ’اللغة‘ ، وليست ’اللهجة‘ .. والقامـــوس تقريباً إنتهى ويحتاج بعض التعديل ، وأنصح بطباعته كي تستطيع فهم أهل غزة إن قدّر الله لك زيارتهم .. ،
(على الهامش : إحدى الأخوات نصحتني أن أطبعه وأهديه للمتضامنين الأجانب الذين زاروا غزة في سفن الحصار)

لعلكم تستغربون إن تكلمت في موضوع هو خارج ’النص‘ ، والعديد يتوقع مني أن أتكلم عن غزة ووضعها الحالي ، ولأني أعرف أن "الضرب في الميت حرام" ، فمهما تكلمت عنها ما الذي سأجنيه غير ’تقليب‘ المواجع عليكم ، وبقاء المسلمين يتفرجون علينا ! .. لا يهم ،


بعد فوز الرئيس الأمريكي الجديد "باراك أوباما" ، أردت أن أكتب موضوع ’تهنئة‘ له .. ولكن على طريقة "مجاهدة الشام" ، ولكن الأمور لم تُتَح لي ، فجهازي كان ’راسه يوجعه‘ ، وأذكر أني أخذت صورة فوتوغرافية بجانب لمبة الكهرباء المضائة في بيتنا - فالكهرباء مثل الديناصورات .. ’إنقرضت‘ ! - ، يعني ’من الآخر‘ لم أستطِع كتابة الموضوع ..
(على الهامش : مثلما نصحت "ماري أنطوانيت" ، ملكة فرنسا ، من فوق قصرها في "فرساي" الشعب الفرنسي أن يأكل البسكويت لأنه لا يجد الخبز ! نصحتني إحدى الأخوات - كي أتغلب على مشكلة الكهرباء ’الديناصورية‘ وأتابع كتابة المقالات - أن أشتري حاسوب محمول "لاب توب" !)

يبدو أن كثرة ’الهوامش‘ في هذا المقال ستجعل الصفحة ’مخربشة‘ .. ولكن إطمئنوا .. فلن أزيد الهوامش عن 100 هامش !
بالمناسبة .. حياتنا كلها على الهامش ، رواتبنا ، أوضاعنا ..
يا عمي نحن أمّة ’على الهامش‘ في هذا العالم .. فلماذا لا "تزيد هوامشي فوق الهوامش هامشاً" !


ابتعدنا كثيراً - كعادتي - ، فعذراً ..
نعود ،
"إشي إِشِي" : بكسر الألف والشين ، قال قاموسيَ الغزاوي : إشي يعني "شيء" ، والـ"إشي" الثانية هي توكيد معنوي ، وفي ’الاصطلاح‘ الغزاوي : مصطلح يدل على دقة إتقان حدث معين .
يُقال : شفت اليوم فيلم أكشن .. بس "إشي إشي" (بمعنى : فيلم مُتقن ورهيب ، و"شفت" بمعنى رأيت) .
وتُطلق كذلك للدلالة على الإعجاب بشيء ما ، يُقال : شفت اليوم تشكيلة أواعي .. بس إشيء إشيء (بمعنى : ملابس رائعة وجميلة جداً ، و"أواعي" : يُقال تأوّع يتأوع تأوّعاً فهي أواعي ، أي ملابس) .

(طَـفَـحْ إن شاء الله) .. هكذا قالت والدتي حفظها الله حينما كانت الـBBC تبث عبر الراديو أخبار المساء ، وكان الخبر عن عشاء رئاسي في البيت الأبيض على شرف الرئيس ’المنصرف‘ جورج بوش .. ،
طبعاً لترجمة ما بين القوسين أعلاه ، أحتاج لصفحة مستقلة .. !

ليست كثيرة المشاهد التي رأيتها حول أوباما ، ولكن كثيرة الأخبار التي سمعتها عنه ،
كثير منكم لعله لا يعرف إسمه هذا الرئيس الثلاثي .. وليس هذا ’عيباً‘ ، فحكامنا ’المحترمين‘ سيفرضون علينا في المناهج سؤالاً في مادة "النحو" تكون صيغته : أعرب اسم الرئيس الأمريكي ’ثلاثيا‘ ! ..
هذه المادة بالطبع هي "النحو الحديث" ، فبدل "أعرب ما تحته خط" ، ولأننا ، من زمان ، مسحنا كل الخطوط بكافة ألوانها الحمراء والخضراء و’الزنبقية‘ - وما يزعل موغابي - ؛ أصبحت "أعرب ثلاثياً" ! ، ولا تسألوني "كيف" و"متى" و"ربما" .. لأني لا أعــرف !

نعود للإسم الثلاثي .. و’حطوه حلقة في ودانكو‘ ..
إسمه يا سادة "باراك حسين أوباما" ، وباللغة الإنجليزية للذين يقرأون المقال من الشمال إلى اليمين "Barack Hussein Obama" ، ..
ولأن ثقافتنا العربية المتجذرة والأصيلة تكنى الرجل باسم أبيه ، فـ"فيصل تركي الشمري" - على سبيل المثال - لا بد أن يكون "أبو تركي" ، وهكذا .. ،
فمن الطبيعي - خاصة بعد أن تقرأ المعلومات ’الخاصة‘ أدناه - أن أسمّيه "أبو حسين" .. ،

أظن أنه الآن قد اتّضح عنوان المقال ،

قبل أيام صرّح أبو حسين أنه يريد إرسال المزيد من جنوده إلى أفغانستان ،
وأن معركته المصيرية هي في الحرب هناك ، لا العراق ، فمن أولى أولوياته هو هزيمة الإرهاب القاعدي المتطلبن أو الطالباني المتقعد - على أرجح الأقوال كلاهما بمعنى واحد - ..

أوبــاما ، وكعادتنا كعرب ، ولأن - وبحسب معلوماتي الخاصة - جَدُ جدِّه كان يعمل ’زبالاً‘ في بلدية نيروبي ، حيث هاجر من سلطنة عُـمَان إلى كينيا طلباً للعمل ، ثم تزوج كينية ، وعلى ذلك .. فإن حفيد حفيده السيد أوباما فيه ’شرِش‘* عربي !
لذلك لا تستغربوا لو غيّر اسمه إلى "باراك عبد الناصر" ، أو "أوباما الصحاف" ، فكلنا نتفنن في ’الجعجعة‘ ولا نرى لا طحناً ولا فحماً ولا بطاطا منيلة بستين نيلة حتى .. ،

هذه الثقة الزائدة بالنفس لدى "أبو حسين" جعلتني أتساءل : يا تُرى ، ما هي أول الهدايا التي سيرسلها من يريد أن يرسلها إلى أوباما وشلّــته الجديدة ؟!

جاء الهجوم الطالباني على السفارة الأمريكية في كابل ، فقلت : يبدو أن هذه هي الهدية ، ولكن ليست بمستوى "أبو حسين" وشلّته الجديدة .. ،
ثم أتت بعدها أحداث "مومبــاي" ، هذه الأحداث - وبغض النظر عن مواقفنا جميعاً منها - تستحق أن نحترم من نفذوها ، لدقتها وجرأتها وبراعة تنفيذها من الناحية التكتيكية ..
50 ساعة ’تنبطح‘ فيها مدينة تعداد سكانها يقارب الثمانين مليون نسمة على الأرض ! ، ومِمّـن ؟! من 12 شخصاً فقط .. !
هجمــات .. بس شو .. "إشي إشي" ،
"إشي إشي" في كل شيء ..

كنتُ أظن أن الأمور تقف عند حدود كشمير المسلمة ، ومطالب المسلحين بتحقيق الانفصال الكامل عن الهند ، ووقف اضطهاد المسلمين فيها ، ورد جزء بسيط من مجازر الهندوس عبدة البقر ضد المسلمين ، خاصة وأن عيد الأضحى على الأبواب و’إلـه‘ الهندوس سنذبحه ونأكله !
إلا أن الأمر تعداه إلى رسالة من قلب مومبـاي ، من مكانٍ لم يخطر ببال أي أحدٍ منا ، إلى "أبو حسيــن" أن مواطني بلادك سيلاحقهم القتل والرعب والخوف أينما حلّوا بسبب سياسة بلادك الخارجية ، فقد وصلنا إلى اليوم الذي يصبح فيه جواز السفر الأمريكي ، الذي يلهث شبابنا طلباً له ، يصبح تهمة بحد عينه قد تكلف صاحبها حياته !

والكيان العِبري لم يكن بعيداً عن هذه الرسالة ، فقد مرت بـ’ترانزيت‘ في تل أبيب قبل أن تكمل طريقها إلى واشنطن ، هذا الترانزيت الذي أخطأت طائرته في الهبوط ، فخسر الكيان العبري بسبب ’سوء‘ الأحوال الجوية 6 من مواطنيه ، الذين ذهبوا في ’60 داهية‘ .. ،

"أبو حسين" يا سادة .. لن يختلف كثيراً عن سلفه الغبي "أبو جورج" إلا في الشكل !
هو أسود في البيت الأبيض .. أحب أن أسميه "نيجاتيف Negative" - وهو شريط الصور بعد أن يتم تحميضها - ، ففيه تظهر الصور بعكس ألوانها تماماً ، وهذا الأسود وورائه مبنى البيت الأبيض ، تماماً يطابق النيجاتيف لرجل أبيض وراءه البيت ’الأسود‘ ، لذلك كلاهما واحد ..

أبو حسين .. يريد أن يهزم ’الإرهاب‘ في أفغانستان ، فإذ بـ’الإرهاب‘ - مع اختلاف تفسيره لديّ - يضرب مواطنيه في مومباي ، فتكون مفاجأة من طراز "إشي إشي" .. ،

أبو حسين ينطبق عليه المثل "دبور زن على خراب عشه" ..
تعهد بأمن إسرائيل ، وأن القدس عاصمة موحدة لإسرائيل ، واستمرار ’نحر‘ المسلمين الأبرياء في أفغانستان ، وشوية ’مكياج‘ لوضع قواته في العراق .. فما الذي اختلف فيه عن "أبو جورج" ؟!!
حتى وزير الحرب ’أبو الجيـك‘ (روبرت جيتس) ظل في منصبه ، و"الكلام إلك .. إفهمي يا جارة" ..
فهل تنتظر يا أبو حسين منا أن نقيم لك احتفالات الفوز تهنئة على هذه الإنجازات العظيمة وإنتا "لسه في أول يوم" !


القادم كبير يا أبو حسين ..
العراق ليست أفضل حالاً ، والهجمات بدأت تزحف في قلب بغداد ، ..
و(طالبان أفغانستان) على أبواب كابل ، و(طالبان باكستان) على أبواب بيشاور ..
وأنت على أبواب البيت الأبيض ، والسعيد من وُعِظ بغيره ، والتعيس - ولا أظنك إلا منهم - من اتعظ به الناس ..
على فكرة .. خسائر الأسهم الأمريكية وصلت إلى 3 آلاف مليار دولار !
إبقى سلملي على المواطنين الأمريكيين اللي ’هيشحتوا‘ من وراء البلاوي اللي سابها "أبو جورج" ..

إحساسي يقول لي أن هناك هدية ’خاصة‘ لكَ ،
قد يكون من أعدها تعلم طريقة صنع ’هدية‘ من ’قنينة كاتشب‘ ..
كاتشب "إشي إشي" .. ولكنه كاتشب من النوع ’الحار‘ ..

والسلام مسك الختــــام ،
أختكم .. مجـــاهدة الشام

ــــــــــــــــــــ

* شرش : على وزن "سِدر" ، وفي الاصطلاح الغزاوي تعني : جذر ؛ (شرش عربي) أي بعض الجذور العربية ، ويُقال أيضاً (فلان فيه شرش هبل) أي أنه أهبل بنسبة أقل من 50% .. ،
* (طَـفَـحْ إن شاء الله) : طَفَحَ على وزن أكَلَ ، بمعنى أكل ، وتقال ضمن أسلوب الشتيمة .
والمصطلح أعلاه يُطلق كـ"دعاء" على من تكرهه حينما تراه يأكل
.

منقول بتصرف


حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس