عرض مشاركة واحدة
قديم 25-12-08, 12:20 PM   #3
 
الصورة الرمزية هيام1

هيام1
مشرفة أقسام المرأة

رقم العضوية : 7290
تاريخ التسجيل : Apr 2007
عدد المشاركات : 15,155
عدد النقاط : 197

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ هيام1
رد: غادة السمان: الكتابة فرصة للحصول على مزيد من الأوكسجين


< كيف ترين الحرية في العالم العربي؟


- الحرية مفهوم نسبي، لا مفهوم مُطلق، ولا شكّ يختلف هذا المفهوم بين بلد عربي وآخر، كما يختلف في البلد الواحد بين بيئة وأخرى، فما يتوفر في لبنان مثلا كبلد دفع باهظا ثمنا لحرّيته ولا يزال يتكبّد الشيء الكثير لأجلها لا يُمكن أن نراه في بلد كالمملكة العربية السعودية على وفرة كل شيء فيها، والحرية ليست مجرد شكل منفلت من عقال الالتزام، أو مجرّد ترف ومنشآت لا حدود لفخامتها، الحرية معنى ومبنى وأسلوب ومسؤولية قبل كل شيء، شخصيا لم أعرف المعاناة في أي مرحلة من المراحل، وسعيدة جدا بما توارثته من عادات دمشقية عريقة حملتها معي باكتراث بالغ نظّمت مفهوم الحرية لدي وهذّبته.


< لك تجربة في كتابة الزوايا والأعمدة في عدة صحف عربية ، كيف تقيمين هذه التجربة وهل تلك المواعيد الثابتة مع القراء تزيد من مسؤولية الكاتب؟


- ثمّة مرحلتان للكتابة في الصحافة العربيّة، تتمثّل في حضور واسع النطاق ما قبل إصدار إسرائيليات بأقلام عربية، وحضور رغم الغياب المتّفق عليه في عموم الصحافة العربية لما بعد إصدار إسرائيليات بأقلام عربية، ولا يخفى على العاملين في هذا المضمار أنّ الكتابة بالنسبة للكاتب ليست مجرد وسيلة للظهور والتعبير عن الذات، بل مجالا حيويا لكسب الرزق المشروع، وخاصّة أنّ الكاتب لا يملك وسيلة أخرى غير قلمه ليعتاش منه ماديا ومعنويا بذات الوجوب والضرورة.
وحضوري في الحالين لم يكن بحكم صلاتي وعلاقاتي ومساندة هذا أو ذاك، فأنا خبيرة في تكديس العداوات ويندر أن أفلح في الاحتفاظ بما يشبه الصديق إذا استثنيت فكرة الحصول على صديق بمعنى الكلمة، ولطالما كانت مقالاتي الأسبوعية مثيرة للجدل، ودائما ثمّة قارئ متطرّف على شاكلتها، كأن يتقبّلها عموما أو يرفضها عموما، ومن هنا فَرَضَتْ مقالتي الأسبوعية نفسها لما فيها من طرح جريء ومباشر، حمّلني الكثير من التَبعات التي أتمنى ألا تصل حدّ الويلات، ووقتها لا ينفع حرف ولا حبرٌ ولا من يحزنون.
قبل إسرائيليات بأقلام عربية كنت قد اعتدت تصدير المقالات في وقتها، واعتاد القارئ تناول مقالتي بكثير من اللهفة، كنت أتلقى على أثر كل نشر الكثير من الآراء والتعليقات، بعد إصداري المذكور

< لك تجربة إذاعية حدثينا عنها وكيف جاءت هذه الفكرة هل هي منطلقة منك ، أم أن ثقافتك وشخصيتك وجمالك جعلوا المهتمين يقومون بدعوتك للعمل الإذاعي؟


- تجربتي الإذاعية في إذاعة "صوت بيروت " تجربة ممتعة بالتأكيد، تجربة أدين للمهتمين بإتاحة فرصة ربما لولا أن توجّه لي تلك الدعوة لتقديم برنامج إذاعي لما تنبّهت إلى تلك الإمكانية المتوفرة في خامة الصوت وإمكانيّة إدارة الحوار وتسخير المخزون الثقافي والمتابعة اليومية لمعظم المُستجدّات كل ذلك كان رافدا لاستطاعتي على الارتجال الدائم داخل الاستديو، وجميع الضيوف تشيد بتلك الملكة على الارتجال المتواصل ضمن سياق الحلقة كأسلوب إعلامي جديد يتيح أكبر مجال للتفاعل والتحاور على مدار البثّ، أمّا عن جمالي الذي يأتي في آخر اعتباراتي فأرجو أن يساندني لتوفير فرصة مماثلة في مؤسسة تلفزيونية تحترم نهجها، وتحترم مشاهدها، وتحترم إمكانيتي بذات القدر.

< غادة السمان هذا الاسم قد يتبادر لذهن من يسمعه أن المقصود منه هي الكاتبة السورية غادة أحمد السمان هل أنت تسعدين بهذا الخلط؟


- أجزم أنّ السعادة من نصيب سواي في هذا الخلط، فلولا اسمي المرتبط بحيوية مستمرة لحبر وحرف وحضور لافت، هل كان من الجائز مثلا أن تستحضر ذاكرتك وسؤالك، ذاك الاسم الذي ذكرت في المطوي أعطاف البال؟.


< القضايا العربية والصراع مع العدو ومع الغرب هل في نظرك أن الكاتب والأديب العربي كان لهما بالمرصاد أم أن أغلب أدبائنا في الفترة الأخيرة أخذتهم الدنيا وتناسوا ونسوا قضايانا؟



- القضايا العربيّة بعد غياب رجالها ومناضليها الأشاوس ومنظريها ومفكريها وجهابذتها، بالتأكيد أصبحت مجرّد قضايا هزلية، تستجدي السلطة أولا من قِبَل الأديب لتكريسه بوقا من أبواقها، وتستجدي العدو من قِبَلِ الطرفين، ليصبح سندا وجسرا لتخطّي الحدود لغةً ومنابرَ وإصدارات، ليدخل المحافل الدولية الثقافية دخول الواثقين.

< كانت لك كتابات حول مرض البطالة المتفشي في العالم العربي..- داء الإفلاس هو الأخطر في عصر المال والتحولات الماديّة، وعلاج الإفلاس هو علاج فاشل إذا لم يتوفّر الراعي الحقيقي المُنزّه المؤمن بقيمة قلمي ومواقفه وميزاته وحامله.


< غنت من كلماتك الفنانة ماجدة الرومي أكثر من قصيدة حدثينا عن هذه التجربة وكيف ترين السيدة ماجدة الرومي من خلال العلاقة التي تربطكما؟

- ماجدة الرومي شهادتي بها مجروحة تماما، فأنا شديدة الانحياز لصوتها ورقيّها ولباقتها وتواضعها وإنسانيتها وأناقتها في الجوهر والمظهر، أعتزّ أنّ كلماتي عرفت الطريق إلى خلايا وجدانها وحنجرتها، باحتفاء كبير حسب رأيها في أكثر من مناسبة، نتواصل لأوقات بعيدة نسبيا، للأسف يضيق الوقت للتواصل المستمر بيننا، فالالتزامات الفادحة عادة هي التي تقرر لنا أجندة المواعيد.

< ماذا تمثل لك بيروت؟

- وطن حقيقي لكنه مُستعار، ملاذ جميل لكنه غير آمن، هاجس حيوي لكنه مؤرّق قضى على بقية سلالات الحلم في داخلي، نبيل أرعن لا يقف ابتزازه المادي عند حدّ.


< ماذا يمثل الرجل في حياتك؟
- همزة وصل لخيبة دائمة.

< كيف ترين الصحافة العربية هل ترينها بعين الرضا في العموم، أم أن الصحافة الصفراء تشكل سوادها الأعظم؟


- لا أصنّف الصحافة بناء على ألوانها، لكنّها صحافة مترديّة بالتأكيد، فهي مرآة عاكسة لحال مجتمعاتنا ودولنا وسياسيينا واقتصادنا وما يكتنف كل ذلك من نفاق وتدليس ومراوغة مخزية، الصحافة عموما لم تعد سلطة رابعة كما حُددت رسالتها النبيلة، بل أصبحت سلطة تابعة بعدما فقد معظم العاملين بها أرواحهم الحقيقية واتكلوا على أقنعتهم وقدرتها الفائقة على دخول المزاد.


< ما هى آخر أعمالك الإبداعية؟


- التحضير لإصدار مجموعة شعرية طال انتظارها، لما أتحلّى به من كسل مزمن، ولما يعتري الوقت في بيروت من غدر مفاجئ، ومستجدات مُتعاقبة. ستكون انطلاقتها من عمان - المملكة الأردنية الهاشمية، سأتحدّث بالتفصيل عنها لدى إصدارها قريبا بمشيئة الله.

< كلمة أخيرة تقولينها للقراء وكذلك للمسؤولين عن الثقافة في الوطن العربي؟

- افعلوا شيئا للذاكرة واحجزوا لكم وإن سطرا واحدا على متن صفحات التاريخ، كفاكم ثرثرة وخوضا في الحبر الفاسد، الصحافة كلمة وموقف أمام الذات أولا، ستهترئون قريبا وتلعنكم الحقائق التي تعلّمتم وأدها وطمر رؤوسكم في الوحل إلى جانبها، أخرجوها للنور لتخرجكم معها، ثمّة أجيال تزدريكم، لا تأبه لرغوة الكلام
.

.


توقيع : هيام1
قطرة الماء تثقب الحجر ، لا بالعنف ولكن بدوام التنقيط.


زهرة الشرق

هيام1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس