عرض مشاركة واحدة
قديم 25-12-08, 12:14 PM   #2
 
الصورة الرمزية هيام1

هيام1
مشرفة أقسام المرأة

رقم العضوية : 7290
تاريخ التسجيل : Apr 2007
عدد المشاركات : 15,155
عدد النقاط : 197

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ هيام1
رد: غادة السمان: الكتابة فرصة للحصول على مزيد من الأوكسجين


< زرتي ليبيا سنة 1998 وشاركت في مهرجان الربيع ما هو انطباعك عن تلك الزيارة وكيف رأيت المشهد الثقافي الليبي؟


- بين 1998 وبين اليوم 2008 عشر سنوات مضت وهذا عقد كامل من الزمن، وهو يعتبر وقت طويل نسبيا بعمر الشعوب والدول على صعيد الدول المتقدمة الساعية لأي تطوّر كان، أو حتى تقهقر أو تردي كما يحصل عادة في العالم الثالث وحده، ومن المجحف بحق ليبيا أن أتحدّث عنها في المرحلة المذكورة، فقد كانت تعاني معاناة فادحة بسبب الحصار المفروض عليها، ومهرجان الربيع كان لفتة ذكية وهامّة جدا من القائد معمّر القذافي عندما استقطب 500 شخصية فاعلة من جميع دول العالم لتشهد وترى، وأفخر أني كنت الشاعرة الوحيدة من بين 38 شاعرا اعتلوا المنبر للمشاركة، وعدّتُ في حينه مُدججةً بالأحاسيس والمشاعر المُتناقضة وخاصّة أنّ الكرم الليبي فاق التوقّع فقد كانت رحلة فاخرة بامتياز كُتَب لها بحكم تقّطع أوصال الخطوط الجويّة الواصلة مباشرة إلى ليبيا أن نقوم بجولة مترفة عبر عدّة عواصم عربية ونمضي في فنادقها الراقية، أياما ناهزت الشهر ويزيد استغلّها البعض من الوفد المُشارك أيّما استغلال أسفر عن أرقام باهظة للغاية.
ولم تكن المحطّة الليبية وهي أساس الجولة، تزيد عن ثلاثة أيام فقط، كُثّفتْ فيها البرامج بشكل هائل ومُرهق في آن، وأرهقَ ما كان فيها، شعوري بمعاناة الناس الذين لفتني بهم تلك العفوية والطيبة والتلقائيّة والغصّة المريرة مما يعانون، وكتبت في حينه عن ذلك في أكثر من صحيفة عربية، وتحدّثت تلفزيونيا في عدة محطات أهمها في ذاك الوقت عبر شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال (l.b.c.) وعلى شاشة المستقبل وغيرهما، ولا أستطيع أن أجزم بشأن المشهد الثقافي في عجالةِ وعموميةِ ما ذكرت، ولكن في الإجمال ثمّة مبدعون حقيقيون لا يزالون داخل الجماهيرية الليبية نعتزّ بنتاجهم الإبداعي الذي يصل بخفر شديد ربما، وأيضا هناك مبدعون كثر تخطّوا جغرافيا الجماهيرية إلى تخوم العواصم الفسيحة لاحتواء الضوء. وبجميع الأحوال أستطيع القول أن ليبيا الألفية الثالثة تختلف عما كانت عليه وهي على أهبّة الانفتاح والنهوض، ولطالما لفتني القائد معمّر القذافي بسياسته الآخذة في التصعيد أحيانا والتهدئة أخرى، وكأنّه يملك فراسة عميقة تخوّله ضبط اللحظة الحاسمة للصعود أو الصمود، للإقبال أو الإدبار. وربما أكتب عن ذلك في مقام آخر بشكل أكثر تفصيلا.

< المشهد الثقافي اللبناني كيف ترينه؟

- المشهد الثقافي اللبناني بجميع تردّياته، يظلّ الأكثر حيوية في المنطقة العربية عموما، يساعده في ذلك وفرة المنابر وتنوعها، الانفتاح على الآخر وعلى كافة التنوعات الثقافية، أضف إلى وفرة الوسائل والوسائط الإعلامية من مرئي ومسموع إذا استثنينا المكتوب منها، ولكن ثمّة واقع يفرض نفسه وهو أنّ الثقافة الفعلية للأسف هي حكر على دائرة الضوء، وقد وُظّفت توظيفا سخيّا لخدمة "البريستيج " الاجتماعي والسياسي على حدّ سواء بما فيهم الاقتصاديين الذين دخلوا الدائرة الثقافية لاستثمار الضوء بجيوبهم المُتخمة، وليس بنبضهم الحيّ الرشيق. لا شكّ من توفّر الكثير من المناسبات الثقافية في لبنان، ولكنها مناسبات أقرب للتبادل والتباهي الاجتماعي أكثر من كونه للتلاقح الفكري، والتلاقي الوجداني.


< شبكة المعلومات الدولية قدمت الفرصة لكل المثقفين في التواصل مع القراء بكل سهولة ويسر فهل ترين هذا التيسير حالة صحية أم أنه في أغلب الأحيان يكون على حساب الكتابة الجيدة الرصينة والحقيقية؟


الشبكة العنكبوتيّة هي أشبه بسوق عام، فيه الغثّ وفيه السمين، للجميع الحق في عرض بضاعته، والمتلقي يخضع لمفهوميّ العرض والطلب، فالكتابة الجيدة متوفّرة والرخيصة كذلك، ولكن السؤال هل كل من يكتب لا يزال يعتبر بقدسية الكلمة ومسؤولية وقعها؟ نقرأ لكتّاب كبار جدا يشغلون أكثر المنابر بريقا ومع ذلك، يقتصر التداول المُبهم وتكريسه المُريب على أهمّية الاسم، بغضّ النظر عن فحوى ومضمون النص الذي يأتي خاويا بكل معنى الكلمة في كثير من الأحيان، لكنها اللعبة الثقافية ولها ملائكتها وزنادقتها. أثيريّا كما ورقيّا بذات القدر وإن بدت أكثر.


هيام1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس