رد: عكاظ- امرؤ القيس
قصيدة جزعت ولم أجزع الشاعر امرؤ القيس
--------------------------------------------------------------------------------
جزعت ولم أجزع
جَزِعتُ وَلَمْ أجزَعْ مِنَ البَينِ مَجْزَعا
وَعزَّيْتُ قَلْبـاً بِأَكوَاعِـبِ مُولَعـا
وَأصْبَحْتُ وَدَّعْتُ الصِّبا غَيْرَ أَنَّنِـي
أُراقِبُ خَلاَّتٍ ، مِنَ العَيْشِ ، أَرْبَعـا
فَمِنْهُنَّ : قَوْلـي لِلنَّدَامَـى تَرَفَّقُـوا
يُداجُونَ نَشّاجاً مِنَ الخَمـرِ مُتْرَعـاً
وَمنهُنَّ : رَكْضُ الخَيْلِ تَرْجُمُ بِالقَنـا
يُبَـادُرْنَ سِرْبـاً آمِنـاً أَنْ يُفَزَّعـا
وَمنْهُنَّ: نَصُّ العِيسِ واللّيلُ شامِـلٌ
تَيَممَّ مَجْهُـولاً مِنَ الأرْضِ بَلْقَعـا
خَـوَارِجُ مِنْ بَرِّيّـةٍ نَحْـوَ قَرْيَـةٍ
يُجَدِّدْنَ وَصْلاً ، أَوْ يُقَرِّبنَ مَطمَعـا
وَمِنْهُنَّ : سوْقي الخَوْدَ قَد بَلّهَا النَّدى
تُرَاقِبُ مَنْظُومَ التَّمائِـمِ ، مُرْضَعـا
تَعِـزُّ عَلَيْـهَا رِيْبَتِـي ، وَيَسوءُهـا
بُكَاهُ ، فَتَثْنـي الجِيـدِ أَنْ يَتَضَرَّعـا
بَعَثْتُ إلَيْـهَا ، وَالنُّجُـومُ طَوَالـعٌ
حِذَاراً عَلَيْهَا أَنْ تَقُـومَ ، فَتَسْمعَـا
فَجاءتْ قَطُـوفَ هَيّابـةَ السُّـرَى
يُدَافِعُ رُكْنَاهَـا كوَاعِـبَ أرْبَعـا
يُزَجِّينَها مَشْيَ النَّزِيفِ وَقدْ جَـرَى
صُبابُ الكَرَى فِي مُخِّـهَا فَتَقَطَّعـا
تَقُولُ وَقَـدْ جَرَّدْتُهـا مِنْ ثِيابِهَـا
كَمَا رُعتَ مَكحولَ المَدامِـعِ أَتْلعـا
وَجَدَّكَ لَوْ شيْءٌ أَتَـانَـا رَسُولـهُ
سِوَاكَ ، وَلَكِنْ لَمْ نَجِدْ لَكَ مَدْفَعـا
فَبِتْنا تَصُدّ الوَحْـشُ عَنّـا كَأنّنـا
قَتِيلانِ لَمْ يَعْلَمْ لَنَا النَّـاسُ مَصْرَعـا
تَجَافَى عَنِ المَأْثُـورِ بَيْنِـي وَبَيْنَـها
وَتُدْنِي عَلَـيَّ السّابِـرِيَّ المُضَلَّعـا
إِذَا أخَذَتْها هِزّةُ الـرَّوْعِ أمْسَكَـتْ
بِمَنْكِبِ مِقْدَامٍ علء الهَـوْلِ أرْوَعـا
|