سؤال: أنا أم لثلاثة أطفال. طفلتي البكر -8 سنوات- تخاف من النوم لوحدها في غرفتها تقول انها تخاف من ظهور اشياء في الغرفة. هي لا تنام قبل ال 11 رغم أنني أرسلها الى غرفتها باكرا في الساعة 8:30 _ 9:00 الطفل الثاني -6 سنوات- يرفض النوم في غرفته يبكي كثيرا. أضعه في غرفته وعند خروجي يلحق بي يريد ان ينام في غرفة التلفاز. الطفل الثالث جيل سنتين ونصف ينام في غرفة التلفاز على سرير لوحده ولا أجد صعوبه في ذلك. إنني لا أعرف سبب إصرار ابني الثاني على النوم في تلك الغرفه! ربما لأن اخاه ينام فيها مع العلم بأنه له غرفة خاصة به. ماذا أفعل؟
الجواب: لا يمكن لأي طفل وبأي جيل كان أن يرفض النوم من غير أي سبب.
ربما السبب هو طريقتك في التربية. التعويد على النوم يحتاج لتنظيم وثبات.
وجود أكثر من طفل في البيت تلك نعمة للعب التمثيلي والتحدث مع الدمى. أنصح بأنشطة منهكة ومفيدة لجسميهما ساعات العصر، مشوار في الطبيعة، رياضة وفعاليات جسمانية تنفيسية.
بالنسبة للطفلة التي تخاف. تلك مرحلة عمرية طبيعية وعابرة.
من المهم أن تنهك جسمها برياضة مفيدة مسائيا. بعد فعاليات رياضية متنوعة ومتعبة، حمام دافئ وسوف يطلب جسمها النوم تلقائيا.
من المهم أن تجلسي بجانب سريرها وتسردي لها قصة ذات نهاية سعيدة. بعد البوسة وتصبحين على خير تشرحين لها بأنك سوف تباشرين بعمل ما هناك-أمام عينيها- ولكن خارج الغرفة. –طي غسيل، كيّ، ... أي عمل ضروري مسائي-. سوف يعتاد جسمها على نوم ثابت وبساعة ثابتة. العادة تحتاج 21 يوما.
أسلوب تربوي إيجابي يطمئنها ويخفي عن مخيلتها الصور المخيفة.
بالنسبة لطفلك بجيل السادسة ربما السبب هو وجود الصغير في غرفة التلفاز.
رفض طفلك النوم بسريره سببه ما اكتسبه تربويا -لتعبكم، لضعفكم، لعدم صبركم...".
نجاح انتزاع أي عادة سلوكية غير مستحبة هو باستبدالها بعادة مستحبة.
سؤالي لك هو: هل أنت جاهزة ومستعدة للاستبدال؟
الاستبدال التربوي يحتاج:
1) لثبات- أي يوما بعد يوم وبعد يوم... مدة 21 يوما-
2) لحزم – لا للضعف أو التنازل أو يوم استبدال ويوم حرام ويوم تعبت...-
3) لتوقيت ثابت- ساعة محددة يوميا وطبعا عندما يكون منهكا من شدة النعاس-.
الأسلوب: إنني أومن بالتربية الإيجابية – يمكنك استخدام أي أسلوب إيجابي يناسبك-، مثال: بعد أن تنتهي من جميع خدماته الجسمانية، العقلية والعاطفية- استحمام دافئ ضروري-.
عندما تلاحظين تعبه وحاجته للنوم وهو منهك- من جميع النواحي- إجلسي معه على كرسي بجانب سريره. من غير انفعال أو غضب وباشري بذكر اسم لأحد أطفال يعرفهم، كشكش وتابعي قائلة: "كشكش و...و... راحوا يناموا بسريرهم".
نحن الآن سوف نحكي قصة "...". يستلقي في سريره وأثناء التحدث معه تجلسين بجانب سريره ويدك تربت على جسمه أو جبهته لطمأنته وتباشرين بالسرد.
لا تغيري من طريقة حديثك معه حتى إن صرخ بأعلى صوته. استمري بطمأنته بلمسات وغمرة.. إلى أن يخلد للنوم. إذا ما أفاق في منتصف الليل فلتجلسي بجانب سريره وبلمسات مطمئنة وبصوت لطيف تهدهدي له. يمكن أيضا النوم على صوت فيروز أو موسيقى كلاسيكية.
إثبتي وابقي جالسة مكانك مطمئنة إياه. لا للانفعال السلبي.
هكذا يوميا حتى 3 أسابيع فيعتاد النوم في ساعة ثابتة وفي مكان ثابت. لا تغيّري مواعيده أو الأماكن بحجة أنك اليوم في...
يمكنك تطوير الأسلوب التربوي الإيجابي الذي يناسبك.
تلك هي الطريقة التربوية الإيجابية الصحيحة لاستبدال عادة سلبية بعادة إيجابية.
ما فهمته من رسالتك بأنه طفل ذكي وإيجابي بإمكانه الإستجابة بسرعة.
في كتابي "نعم للتربية الإيجابية" الفصل الثالث ص 14 أشرح عن تركيب الشخصية