الموضوع: ينابيع السعادة
عرض مشاركة واحدة
قديم 21-09-08, 01:00 PM   #1
 
الصورة الرمزية فتى الزهرة

فتى الزهرة
العضوية الذهبية

رقم العضوية : 8381
تاريخ التسجيل : Jun 2007
عدد المشاركات : 1,207
عدد النقاط : 40

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ فتى الزهرة
ينابيع السعادة


[grade="0000FF 800080 808080 008000 800080"]ينابيــع السـعـــادة

كيف ترى السعادة ؟
سؤال طرحته على مجموعة من أصناف البشر، فأتتني الإجابات مختلفة متباينة منهم من يقول: أراها في كثرة المال وكثرة الولد، ومنهم من يقول: بل هي في صحة الجسد! وصنف آخر: يراها في السياحة والمتعة.. أما من كان منهم مريضاً فإنه يلتمسها في الانغماس في رغبات النفس وشهواتها.. وهكذا تكون إجابة من نقصت أنظارهم عن الحقيقة.. وكَلَّ تقديرهم للدقيقة! لم أجد إجابة شافية.. لكني أمسكت بذلك القلم المؤمن فسألته:
ما هي الينابيع التي تستمد منها سعادتك؟
فأجابني بلسان الواثق وهو يهز رأسه بتساؤل: من أين أبدأ؟ وعن أي شيء تريدني أن أتحدث؟
أأبدأ بالإيمان الذي يملأ القلب لذة وحلاوة؟ أم بالقناعة التي تحوّل أقل الناس عيشاً يشارك الملوك في نعيمهم؟ أم أتحدث عن تلاوة القرآن التي تزيد الإيمان، وتحلق بتاليه.. حتى يبلغ به الحور والجنان؟ أم..

الايمان بالله :
أخذ القلم نفسَـاً عميقاً ثم انتصب بشموخ وتابع حديثه: نعم.. إن أول ينبوع ننهل منه فترتوي عروقناً. وتخضر أوراقنا، هو ينبوع الإيمان بالله. إذ لا سعادة إطلاقاً بدون الإيمان الراسخ بالله عز وجل وبالقدر خيره وشره. بل ستبدو لنالحياة بدون الإيمان كسحابة سوداء من الضنك والشقاء، لكن الالتزام بتعاليم الدين من واقع نبعه الصافي يسعدنا ويدفعنا إلى الفضائل، ويسعد بنا المجتمع كله.

القناعــة :
أما الينبوع الثاني: فهو ينبوغ القناعة. حيث إن الذي لايعرف القناعة لن يعرف السعادة أبداً ولو ملك كنوز الأرض. وهذا يذكرنا بمثال حي وهو ما يروى عن ذلك الرجل الفقير الذي كان يجلس على شاطىء البحر بأسمال بالية وفي يده قطعة من الخبز اليابس. يغمسها في ماء البحر المالح ثم يرفعها إلى فيه ويقول وهو في غاية السعادة: إننا لفي سعادة لو علم بها الملوك وأبناء الملوك لجالدونا عليها بالسيوف! لا عجب فهي القناعة. وهذا مصداق لقوله صلى الله عليه وسلم : "من أصبح آمناً في سربه، معافىً في بدنه، عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها".
وهذا الأمر مشاهد أيضاً بالتجربة. فكم نرى من إنسان تقي.. مؤمن.. لديه مال يسير. أسعد من صاحب المال الكثير المصحوب بالجشع والمشكلات.

التوكل على الله :
وثالث الينابيع: ينبوع التوكل على الله.. والاعتماد عليه. فالمتوكل على الله قوي القلب لاتؤثر فيه الأوهام ولاتزعجه الحوادث. لعلمه أن الله قد تكفل لمن توكل عليه بالكفاية التامة. فيطمئن لوعده، كما أنه يسعد حينما يسعى في بذل الخير للناس ويحسن إليهم. ولاينتظر منهم اي مقابل. بل يرجو ذلك من ربه ـ سبحانه.

تلاوة القرآن :
ورابع الينابيع : تلاوة القرآن والاشتغال بذكر الله عن هموم الدنيا واللجوء إلى الله بالدعاء مع اليقين بأنه سبحانه سيجيب دعوته في الحال ، أو يدفع عنه من السوء مثلها ـ أو يدخرها له في الآخرة.

اليقين :
أما الينبوع الخامس: فهو اليقين بأن كل نعيم في هذه الحياة زائل لا محالة وأن السعادة الأبدية في الآخرة..
فالإنسان إذا علم أن السعادة ليست حالة دائمة.. لم يعلق آماله على مستحيل. ولم يفجع إذا طرأ عليه ما يكدّر صفو حياته.. والمؤمن حينما يدرك طبيعة الحياة ينظر في حال من هم دونه في أمر الدنيا، فلا يزدري نعمة الله عليه.. ويحسُ بأنه يملك كنوزاً من السعادة ومن ثم ينفي عن نفسه الحسد والغيرة.. ويوفر لها طمأنينة القلب.. والشعور بالرضا.. وراحة البال.. فيهنأ بلقمته ونومته.. ويغتبط بحياته بشكل دائم.

الكفاح :
والينبوع السادس: الكفاح في الوصول إلى هدف ـ أو أمر معين ـ وأفضل الكفاح.. ما كان في طلب العلم.. فلا ألذ ولا أشهى من السعي في طلب العلم.. وكذلك مجاهدة النفس وترويضها على الالتزام بتعاليم الإسلام.

التكيف مع الأحوال :
وسابع ينبوع يجلب لنا السعادة ويبعد عنا شبح القلق: هو التكيف مع الأحوال والأوضاع التي نعيشها.. ثم الرضا بها ونسيان وتجاهل مالانستطيع تغييره.

التعرف على أنفسنا :
أيضاً.. هناك ينبوع ثامن: وهو التعرف على أنفسنا التي بين جوانبنا.. فنعرف مايناسبها من الأعمال.. ولا نحملها مالانطيق.. لأن لكل نفس قدرة كالجسور تماماً.. فمن الجسور ما يحمل عشرة أطنان.. ولو حمل عليه أكثر من ذلك لتصدَّع وانهار.. ومنها ما يحمل آلاف الأطنان دون أن يتأثر.. فالمؤمن يثق بأن سعادته بحجم قدرته.. وأن ربه حكم.. عدل.. رحيم . [/grade]



[motr1]ارجوا من الله تعالى ان يجعلنا جميعا في قمه السعادة[/motr1]



فتى الزهرة...


توقيع : فتى الزهرة
زهرة الشرق

فتى الزهرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس