عرض مشاركة واحدة
قديم 27-06-08, 08:08 PM   #1
 
الصورة الرمزية sad_girl

sad_girl
فخر زهرة الشرق

رقم العضوية : 334
تاريخ التسجيل : Aug 2002
عدد المشاركات : 2,424
عدد النقاط : 177

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ sad_girl
ما ‏الذي ‏يحدث ‏عندما ‏ينفخ ‏في ‏الأكل ‏لتبريده؟


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


صورة ‏مجهرية ‏لنوع ‏من ‏أنواع ‏البكتريا ‏اسمها Helicobacter pylori ‏والتي ‏تعيش ‏في ‏الفم ‏وفي ‏خروجها ‏من ‏الفم ‏إلى ‏الطعام ‏يمكن ‏أن ‏تسبب ‏عدة ‏أمراض ‏منها ‏القرحة ‏المعدية

الحمد ‏لله ‏والصلاة ‏والسلام ‏على ‏أشرف ‏خلقه ‏سيدنا ‏محمد ‏وعلى ‏آله ‏وصحبه ‏وسلم ‏أجمعين ‏أما ‏بعد ‏فالنفخ ‏في ‏الطعام ‏والشراب ‏أو ‏إخراج ‏النفس ‏فيه ‏عادة ‏يومية ‏يفعلها ‏الإنسان ‏دائما ‏عندما ‏يأكل ‏أو ‏يشرب ‏شيئاً ‏ساخناً ‏بغرض ‏تبريده، ‏ولكنها ‏للأسف ‏عادة ‏خاطئة ‏جدا ‏وقد ‏تؤدي ‏والعياذ ‏بالله ‏للإصابة ‏بداء ‏السكري ‏أو ‏إلتهاب ‏الأغشية ‏المبطنة ‏للمعدة ‏القرحةUlcer) ).

عن ‏ابن ‏عباس ‏رضي ‏الله ‏عنه ‏أنه ‏صلى ‏الله ‏عليه ‏وسلم ‏نهى ‏عن ‏النفخ ‏في ‏الطعام ‏والشراب. ‏صحيح ‏الجامع ‏للسيوطي ‏تخريج ‏الألباني ‏حديث ‏صحيح.

وقال ‏صلى ‏الله ‏عليه ‏وسلم(‏إذا ‏شرب ‏أحدكم ‏فلا ‏يتنفس ‏في ‏الإناء) ‏رواه ‏البخاري(149).

وفي ‏هذا ‏الحديث ‏نهي ‏للشارب ‏أن ‏يتنفس ‏في ‏الإناء ‏الذي ‏يشرب ‏منه، ‏سواء ‏انفرد ‏بالشرب ‏من ‏هذا ‏الإناء، ‏أو ‏شاركه ‏فيه ‏غيره، ‏وهذا ‏من ‏مكارم ‏الأخلاق ‏التي ‏علمها ‏النبي ‏صلى ‏الله ‏عليه ‏وسلم ‏لأمته، ‏لتترقى ‏في ‏مدارج ‏الكمال ‏الإنساني.

قال ‏الحافظ ‏ابن ‏حجر ‏العسقلاني ‏في ‏فتح ‏الباري: '‏وهذا ‏النهي ‏للتأدب ‏لإرادة ‏المبالغة ‏في ‏النظافة، ‏إذ ‏قد ‏يخرج ‏مع ‏النَّفَس ‏بصاق ‏أو ‏مخاط ‏أو ‏بخار ‏ردئ ‏فيكسبه ‏رائحة ‏كريهة ‏في ‏تقذر ‏بها ‏هو ‏أو ‏غيره ‏من ‏شربه' ‏انتهى.

إذاً ‏لا ‏يختص ‏بهذا ‏الأدب ‏من ‏كان ‏يشاركه ‏في ‏الإناء ‏غيره، ‏بل ‏المنفرد ‏بالإناء ‏كذلك، ‏فإنه ‏لوقع ‏في ‏الشراب ‏أو ‏الطعام ‏شيء ‏مما ‏يُستقذر ‏فإنه ‏سيستقذره، ‏وإن ‏كان ‏من ‏نفسه.

وقال ‏العلامة ‏المناوي ‏رحمه ‏الله ‏في '‏فيض ‏القدير '(6/346):'‏والنفخ ‏في ‏الطعام ‏الحار ‏يدل ‏على ‏العجلة ‏الدالة ‏على ‏الشَّرَه ‏وعدم ‏الصبر ‏وقلة ‏المروءة' ‏انتهى.

وهذا ‏النهي ‏عن ‏الأمرين ‏للكراهة، ‏فمن ‏فعلهما ‏أو ‏أحدهما ‏لا ‏يأثم ‏إلا ‏أنه ‏قد ‏فاته ‏أجر ‏امتثال ‏هذه ‏التوجيهات ‏النبوية، ‏كما ‏فاته ‏أيضاً ‏التأدب ‏بهذا ‏الأدب ‏الرفيع ‏الذي ‏تحبه ‏وترضاه ‏النفوس ‏الكاملة.

أما ‏من ‏الجانب ‏العلمي..

ففي ‏الإنسان ‏تعيش ‏بكتيريا ‏يكون ‏عددها ‏أكثر ‏من ‏عدد ‏خلاياه ‏ولكنها ‏بفضل ‏الله ‏ورحمته ‏نافعة ‏للجسم ‏وغير ‏ضاره ‏بحيث ‏أنها ‏تقوم ‏بعمليات ‏تنشيط ‏التفاعلات ‏الحيوية ‏وأيضا ‏تنشيط ‏التفاعلات ‏اللازمة ‏للهضم.

وتوجد ‏بعض ‏من ‏هذه ‏البكتيريا ‏بالملايين ‏في ‏الفم، ‏ونوع ‏من ‏هذه ‏البكتيريا ‏يسمى Helicobacter pylori ‏كما ‏هو ‏موضح ‏في ‏الصورة ‏التالية:



شكل ‏البكتيريا ‏ومكان ‏تواجدها ‏بالمعدة

ولكن ‏تلك ‏البكتيريا ‏عند ‏خروجها ‏من ‏الفم ‏تكون ‏ضاره ‏بدرجة ‏كفيلة ‏أن ‏تقتل ‏ذلك ‏الإنسان ‏في ‏بعض ‏الأحيان ‏وأن ‏تصيبه ‏بمرض ‏خطير ‏في ‏أحيان ‏أخرى.

تقوم ‏تلك ‏البكتيريا ‏عندما ‏تخرج ‏من ‏الفم ‏بواسطة ‏النفخ ‏بالتحوصل ‏على ‏الطعام ‏الساخن ‏حيث ‏أن ‏البكتيريا ‏كائنات ‏حساسة ‏للحرارة ‏فتقوم ‏بحماية ‏نفسها ‏بالتحوصل ‏ثم ‏يتناول ‏الإنسان ‏ذلك ‏الطعام ‏حيث ‏تتواجد ‏البكتيريا ‏فيه ‏بشكل ‏كبير ‏جدا ‏وتكون ‏في ‏أتم ‏الاستعداد ‏للدخول ‏إلى ‏داخل ‏الجسم، ‏تخيل ‏كم ‏مرة ‏يقوم ‏الإنسان ‏بالنفخ ‏في ‏ذلك ‏الطعام ‏وكم ‏هي ‏كمية ‏البكتيريا ‏المتواجدة ‏فيه! ‏ثم ‏يقوم ‏الإنسان ‏بتناول ‏ذلك ‏الطعام ‏مع ‏تلك ‏البكتيريا ‏المتحوصلة.

تبدأ ‏الرحلة ‏من ‏الفم ‏ومن ‏ثم ‏المرئ ‏إلى ‏أن ‏تصل ‏إلى ‏المعدة ‏فتقوم ‏تلك ‏البكتيريا ‏بالتنشيط ‏و ‏إفراز ‏انزيم ‏اليوريا Urease enzyme ‏الذي ‏يسبب ‏التهاب ‏الأغشية ‏المبطنة ‏للمعدة ‏مسببا ‏بذلك ‏خرقا ‏في ‏الجدار ‏حيث ‏تبدأ ‏المعدة ‏بهضم ‏نفسها ‏وحدوث ‏تآكل ‏بجدار ‏المعدة ‏مما ‏يؤدي ‏إلى ‏هضم ‏المعدة ‏لنفسها.

آلية ‏عمل ‏البكتيريا ‏وحدوث ‏القرحة ‏داخل ‏المعدة

أيضا ‏تسبب ‏تلك ‏البكتيريا ‏ضعفا ‏في ‏إفراز ‏الأنسولين ‏بالبنكرياس ‏مما ‏يؤدي ‏إلى ‏ارتفاع ‏نسبة ‏السكر ‏بالدم ‏وحدوث ‏مرض ‏السكري. ‏وكما ‏يقول ‏المثل ‏العربي ‏بأنالوقاية ‏خير ‏من ‏العلاج ‏فإن ‏الوقاية ‏من ‏ذلك ‏كله ‏تتمثل ‏في ‏الحفاظ ‏على ‏نظافة ‏الفم ‏واستعمال ‏السواك ‏أو ‏الفرشاة ‏والمعجون ‏أو ‏حتى ‏المضمضة ‏كما ‏يحدث ‏عند ‏الوضوء.

هذا ‏والله ‏تعالى ‏أعلى ‏وأعلم ‏وعافانا ‏الله ‏وإياكم


توقيع : sad_girl


زهرة الشرق

sad_girl غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس