عرض مشاركة واحدة
قديم 17-05-08, 08:22 PM   #1
 
الصورة الرمزية حبىالزهرة

حبىالزهرة
المراقب العـام

رقم العضوية : 1295
تاريخ التسجيل : Oct 2003
عدد المشاركات : 29,780
عدد النقاط : 263

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حبىالزهرة
الفرق بين كلمة القلب و الفؤاد




اهلا بكم أحبتي الكرام

هل تبادر إلى أذهاننا يوماً ما، ما هو الفرق بين كلمة (القلب و الفؤاد) ؟ لا أظن ذلك فالناس غالباً لا تدرك معاني الألفاظ. فتعالوا نستعرض معا ما قرأته لكم عما جاء من فرق بين المسميين .

والجواب القلب في القرآن الكريم يشير إلى العقل، و الفؤاد يشير إلى مركز الأحاسيس فينا، و إليكم الأدلة، و أرجوا من الجميع أن يضعوا كلمة القلب بمعنى العقل في أذهانهم و سترون الاختلاف

الدليل الأول: ((أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا ))

الدليل الثاني: ((وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ )) القصص 10،

الفؤاد هنا مركز المشاعر فأم موسى أنفطر فؤادها على وليدها الصغير وكان الربط وظيفة القلب بمعنى العقل الذي ضبط المشاعر والأفعال لأنها كانت ستذهب إليه، ونحن نعلم دقة القرآن الكريم في استخدام الألفاظ و الدلالات اللغوية.

الدليل الثالث: ((وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا)) الكهف 22،

وغفلة القلب هي غفلة العقل وعندما يغفل العقل تنشط الشهوات بغير رقيب و لا حسيب و الله أولاً و أخراً عُرف بالعقل.

الدليل الرابع: ((رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ)) النور 37،

عندما تقوم الساعة ستتغير الأفكار التي كانت متبناة في العقول من قبل الكافرين الذين رفضوا فكرة الحساب و الجزاء يوم القيامة.

الدليل الخامس: ((يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ* إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ )) الشعراء 89،

سلم عقله من كل الأفكار المنحرفة التي تنادي بإنكار البعث أو عبادة الأصنام أو عبادة الطغاة و التعلق بهم وظن أن العزة لديهم، وسيدنا إبراهيم عليه السلام أتى الله بقلب سليم أي عقل سليم فلقد رفض أن يعبد حجارة لا تضر و لا تنفع، و القرآن الكريم مليء بالحوارات التي كان يناقش بها سيدنا إبراهيم عليه السلام الكافرين.

الدليل القرآني السادس و الأخير: ((يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا )) الأحزاب 32

و أخيرا حديث عن الرسول (صلى الله عليه وسلم ): حدثنا سليمان بن حرب عن وابصة بن معبد الأسدي أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال: (( لوابصة جئت تسأل عن البر و الإثم قال قلتُ نعم، قال فجمع أصابعه فضرب بها صدره وقال استفت نفسك استفت قلبك يا وابصة ثلاثاً، البر ما اطمأنت إليه النفس و اطمأن إليه القلب، و الإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر و إن أفتاك الناس و أفتوك )) سنن الدارامي 2421،

فالقلب بمعنى العقل هو الحاكم الأول و الأخير على ما يعرض على الإنسان من أفعال يجب عليه القيام بها من شر و خير،

قال الله تعالى "((أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ)) الحج 46

هذه الآية دلالة قاطعة على إعجاز القرآن الكريم فالمقصود بالقلب الأول هو العقل كما هو موجود في كل القرآن الكريم من أوله إلا آخره.ولكن هل المقصود في القول الثاني هو العقل؟

لا بل هو القلب المتداول الآن ولهذا بين الله سبحانه وتعالى في هذه الآية تبيان جليا فقال التي في الصدور لأن القرآن عندما يتكلم عن القلوب إنما يقصد القلوب التي في الرؤوس أما هنا فأراد أن يوضح هذه المرة أن القلوب التي تعمى هي التي في الصدور وليست التي في الرؤوس فالقلوب التي في الرؤوس ربما لا تفقه وربما لا تفكر ولكن إن فكرت وعرفت الحقيقة لا تتبع هذه الحقيقة لأن القلب الذي في الصدر يرفض الإتباع لهذا نجد أن الهداية منقسمة إلى قسمين هداية الدلالة وهي محلها القلب الذي في الرأس وهداية التوفيق أو القبول وهي محلها في القلب الذي في الصدر .

وحقا كما قال ربنا عز وجل"فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ)) تعمى عن الموعظة والخشوع..........

والآن سؤال آخير لماذا يسمى العقل قلبا؟

الجواب قبل أن تعرف لماذا يسمى العقل قلبا يجب أن تعرف لماذا يسمى القلب الذي في الصدر قلبا .....

يسمى القلب الذي في الصدر قلبا لأنه كثير التقلبات من خير إلا شر ومن حسد إلى حب ومن إيمان إلا كفر ومن عفاف إلى شهوات بذيئة وهكذا أيها الإخوة

وسمي العقل بالقلب لأنه يقلب الحقائق وتقلب عليه الحقائق فأحيانا يرى الحق باطل والباطل حقا وهكذا فيا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلوبنا على دينك ، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

ولعلنا نذكر حديث الحبيب المصطفي (صلي الله عليه وسلم )
(الا ان في الجسد مدغه اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب )
صدقت يا رسولنا الحبيب الكريم
فاللهم اجعل قلوبنا عامره بذكرك واسررارنا خاضعه لطاعتك انك علي كل شيء
وصلي الله علي سيدنا محمد وعلي اله وصحبه وسلم .

مع تمنياتي ان اكون قد وفقت بطرح ما قرأته لكم وتقبلوا تحيتي


توقيع : حبىالزهرة

الصدق في أقوالنا أقوى لنا
والكذب في أفعالنا أفعى لنا


زهرة الشرق .. أكبر تجمع عائلي

حبىالزهرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس