عرض مشاركة واحدة
قديم 11-04-08, 05:20 PM   #1

أبو الطيب
عضوية متميزة

رقم العضوية : 179
تاريخ التسجيل : Jul 2002
عدد المشاركات : 346
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ أبو الطيب
إيران توظف الغباء الامريكي لمصلحتها


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بعد خمسة اعوام من احتلال العراق، اعترف الجنرال ديفيد بترايوس قائد القوات الامريكية ان ايران تلعب دورا تدميريا في العراق بدعمها للميليشيات الشيعية المسلحة، لان هذا الدعم هو سبب اندلاع العنف في بغداد.
بترايوس الذي كان يدلي بشهادته امام الكونغرس لا يأتي باي جديد في هذا الاطار، فجميع الشخصيات التي جاءت بها الولايات المتحدة الي العراق علي ظهر دباباتها، وسلمتها الحكم، وحلت الجيش العراقي الرسمي لتمكين ميليشياتها من السيطرة الكاملة علي مقدرات البلاد، هي في الاساس من منظمات واحزاب نشأت وترعرعت وتمولت وتدربت في ايران.
فاذا اخذنا الائتلاف الحاكم في العراق حاليا بقيادة السيد نوري المالكي نجد ان جميع احزابه ايرانية في الاساس، فحزب الدعوة الذي يمثله السيد المالكي تأسس بقرار ايراني، وكذلك المجلس الاعلي الاسلامي الذي يتزعمه السيد عبد العزيز الحكيم، والشيء نفسه يقال ايضا عن السيد جلال الطالباني رئيس الجمهورية وميليشيا البيشمركة التي يتزعمها. ولا نعتقد ان الولايات المتحدة الامريكية، ومحافظيها الجدد، لم يكونوا علي اطلاع علي هذه المعلومات.

الخطأ ليس خطأ ايران، ولا هو خطأ هذه الميليشيات، وانما خطأ عباقرة الادارة الامريكية ومستشاريها الذين ادعوا العلم بشؤون الشرق الاوسط، وقرروا تغيير النظام في العراق عبر الحرب والاحتلال، ووعدوا بشرق اوسط جديد ديمقراطي مزدهر وآمن.
ايران دولة اقليمية عظمي في المنطقة، وستظل كذلك، وتسعي من اجل خدمة مصالحها، وتعمل علي تخريب مشروع امريكي وقع اصحابه في مصيدتها الدموية في العراق، وهي تتلذذ حاليا بتعذبيهم مثل القطة عندما تصطاد فأرا صغيرا وتتسلي به قبل قتله والتهامه.
ومن المفارقة ان حكام العراق الحاليين الذين يحظون بدعم الولايات المتحدة المالي والسياسي هم ايرانيو الهوي والانتماء (الحكيم والمالكي والطالباني) وكذلك المعارضة المتمثلة في التيار الصدري، اي ان اهل الحكم والمعارضة في العراق هم في الجيب الايراني، بينما تدفع الولايات المتحدة الثمن غاليا من جيب دافعي الضرائب فيها، ودماء ابنائهم.

ما يجري في العراق حاليا هو حرب بالوكالة بين ايران والولايات المتحدة الامريكية، ومن الواضح ان الغلبة حتي الان للطرف الايراني دون اي جدال. فايران حققت كل ما تريد دون ان تخسر جنديا ايرانيا واحدا، او تطلق طلقة واحدة، وهذا هو اكبر انجاز دبلوماسي وعسكري في التاريخ بكلفة مادية وبشرية شبه معدومة.
المؤسسة الحاكمة في ايران مؤسسة علي درجة كبيرة من الدهاء علي عكس نظيرتها الامريكية او العربية، فهي مؤسسة تخطط بشكل جيد ومتأن، وتعرف كيف تستخدم اوراق ضغطها بحكمة عالية، ولهذا نجحت في توظيف الغباء السياسي والاستراتيجي العربي والامريكي لمصالحها ولخدمة اهدافها المتوسطة والبعيدة المدي.
ادارة الرئيس بوش أزالت اكبر عدوين لايران في المنطقة، اي نظام الرئيس العراقي صدام حسين في الغرب، وطالبان في الشرق، وجعلت العراق الضعيف المحاصر الممزق جغرافيا وديموغرافيا ساحة نفوذ ايرانية، والاخطر من كل هذا ان الانشغال الامريكي في حربي العراق وافغانستان سهل لايران عملية المضي قدما في تطوير صناعتها العسكرية، وبرامجها النووية، وتعزيز اذرعتها الضاربة في لبنان (حزب الله) وفلسطين (حماس والجهاد الاسلامي).
الرئيس بوش، وبعد خمس سنوات من احتلال العراق لا يجد ما يقوله غير الاشارة الي تحسن امني طفيف في بغداد، اي ان عدد الجثث تناقص قليلا، بينما يتباكي قائد قواته في العراق من شدة النفوذ الايراني وتوغله ونجاحه في افشال مشروع الاحتلال الامريكي علي الارض. انها انجازات عظيمة للدولة الاقوي والاعظم في التاريخ!

منقول من احدى الصحف


توقيع : أبو الطيب
مشـــــيناها خطـــــــــى كتبــــت عليـــــــــــــنا

أبو الطيب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس