عرض مشاركة واحدة
قديم 05-10-07, 09:21 PM   #1

أبو الطيب
عضوية متميزة

رقم العضوية : 179
تاريخ التسجيل : Jul 2002
عدد المشاركات : 346
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ أبو الطيب
كلاب الحرب في العراق: انحطاط وسقوط


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

راح الجندي الامريكي التابع للقطاع الخاص، يبحث عن عراقي او عراقية، اثناء توجهه الي مطار بغداد، فغداً سوف يعود الي الولايات المتحدة لتمضية اجازته، وهناك لن يجد مناسبة للقتل. الي ان ابصر من بعيد سيارة قديمة تسير ببطء كي تبقي علي مسافة كبيرة من المركبة التي يستقلُّّها. العراقيون تعلـّموا بالتجربة ان الاقتراب من مواكب المستعمرين واعوانهم، ُيعرضهم للهلاك.
عندها طلب من شريكه ان يتمهّل قليلا، حتي يستطيع نيل صيده بالمسدس. وفجأة انطلقت رشقات الرصاص، فاخترقت زجاج السيارة القديمة، وأدت الي انحرافها واستقرارها في جُرْف الي جانب الطريق. هل مات العراقيون الذين كانوا بداخلها، ام ُجرِحوا؟ لا تستوقف مثل هذه الاسئلة اسراب كلاب الحرب التي انتشرت منذ 2003 في العراق.
هذه القصة ليست خيالية. لقد كشف عنها عنصر تطوّع في شركة امن متعاقدة مع قوات الغزو الامريكي في العراق، وتحقق من حدوثها مراسلون امريكيون قبل ان تتناقلها بعض الصحف والمجلاّت في الغرب. ويبدو ان وقوع مثل هذه الاعمال الشواذ ليس استثنائيا، فتواترها مستمر دون توقف.

واغلب الظن ان طلقات الاسلحة والانفجارات وما يعقبها من سكوت وجمود، تمنح المرتزقة فترة من الانتشاء والسُكْر، امام الفراغ الذي يفرضونه من حولهم. وكانهم مدفوعون بغريزة وحشية تجعلهم لا يحتملون رؤية آدمي يسعي الا وعاجلوه بنيرانهم، كما لو كانوا مصابين باضطراب ذهني افقدهم الاحساس والعاطفة وحرّرهم من ضوابط الاخلاق الانسانية.
وحتي المظاهر التي يخرجون بها، فانها لا توحي بانهم اشخاص عاديون. يتجلي ذلك من مرأي وجوه تحجبها نظارات كالقناع، ذات لون قاتم، وآذان تتدلي منها الشرُط ُ، وصدور منتفخة بالاجهزة المخفية تحت بزات واقية من الرصاص، واجساد شُكت اليها من الاكتاف الي الافخاذ، اصناف الاسلحة والذخائر. انهم صورة للفرد الذي انتجته ثقافة المجتمع الصناعي، و وليده المعتوه ، مجتمع ما بعد الصناعة (Miguel Benasayag :Le mythe de individu). بمعني انه لا يمكن التعرف علي مثل هذا الفرد، قياسا علي مواصفات الشخص الانساني الذي لا يمكن اختزال حياته، بالعيش المنمط ضمن اطار حياوي (بيولوجي). فالحياة وجود، والوجود تعدد وتحوّلٌ وتعبيرات متغيرة ومتبدِلة وعطاءات دائمة. كان الهنود الحمر يقولون للذين جاؤوا من اجل اضطهادهم وابادتهم نحن لا ُنقهر لاننا موتي* ( عن نفس المصدر) تاكيدا علي رفضهم العيش علي حساب الحياة بما هي : الارض وما دبّ عليها، والانهر والحقول، والنخيل، والثقافة، والبنون والآباء.. والرفاق والناس جميعهم.


يتبع


توقيع : أبو الطيب
مشـــــيناها خطـــــــــى كتبــــت عليـــــــــــــنا

أبو الطيب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس