عرض مشاركة واحدة
قديم 23-09-07, 10:53 AM   #17

أبو الطيب
عضوية متميزة

رقم العضوية : 179
تاريخ التسجيل : Jul 2002
عدد المشاركات : 346
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ أبو الطيب
رد: أحمد منصور يكشف خبايا معركة الفلوجة وهزيمة أمريكا في العراق


فوضي الصحافة

حينما كنت أذهب إلي العراق قبل احتلاله من قبل القوات الأمريكية في نيسان/أبريل من العام 2003 ، أي حينما كان يحكمه صدام حسين، كنت لا أجد سوي الصحــــف الحزبية والرسمية التي بقيت طيلة خمسة وعشـــــرين عاماً تضع صور الرئيس السابق في صدر صفحاتها الأولي وتتحدث عن إنجازاته وتكاد وأنت تقرؤها تشعر أنك تعيــــــش في عصر خاص هو عصر صدام حسين. وفي كل زيارة كنت أشعر أن هذه نفس الصحف التي قرأتها في الزيارة الماضية، لكني كنت أدقـــــق في التاريخ فأجده تاريخ اليوم الذي أنا فيه وليس تاريخ الزيارة السابقة.
أما في بغداد وبعد عام من الاحتلال فقد كنت أجلس كل صباح علي كومة من الصحف العراقية، لكن ما كنت أستطيع قراءته من هذه الكومة من الصحف كان لا يزيد عن صحيفتين إلي ثلاث، أما النسيج الباقي من الصحف فهو يبدأ من صحف تعبِّر عن آراء أحزاب أو سياسيين سابقين أو ما يطلق عليهم العراقيون عملاء لأنظمة ودول مختلفة أو عائلات أو أفراد أو صحف فضائح تنشر قصصاً مختلقة لا أصل لها، أو قصصاً أخري نشرت قبل سنوات في الصحف العربية فأعادوا صياغتها وإخراجها بأسلوب فضائحي ركيك ورخيص. أما باقي الصحف ـ نقلاً عن أحد أعضاء مجلس إدارة جمعية الصحفيين العراقية ـ فقد زادت في بغداد وحدها خلال عام واحد من الاحتلال عن مئتين وثلاثين صحيفة بعضها لم يصدر منه سوي عدد واحد، وبعض الجهات والأفراد يصدرون أكثر من صحيفة، الكثير منها أو أغلبها كان يوزَّع مجاناً في الشوارع وعلي المكاتب والفنادق. ومن المناظر التي كانت مألوفة في بغداد صباحاً أن تجد عراقياً يحمل تحت إبطه كمية من الصحف ويمشي يوزِّع منها علي من يعرف، وكثير منها علي من لا يعرف. والغريب أن بعض هذه الصحف ربما لم يكن يقرؤها سوي الذين يكتبون فيها. وأذكر أني قرأت في إحداها قصة عن طلاق إحدي الممثلات أذكر أني قرأت نفس القصة قبل عدة سنوات في الصحف المصرية حتي إن هذه الممثلة ربما تزوجت وطلقت عـــدة مرات بعد هذه القصة، لكنها هنا برواية عراقية جديدة مليئة بالفبركة والتدليس. إنها الفوضي العارمة والفبركة التي تطال كل شيء. هذا في بغداد، أما في المحافظات والمدن الأخري فقد كان يصدر ويوزع بها مئات الصحف الأخري.


توقيع : أبو الطيب
مشـــــيناها خطـــــــــى كتبــــت عليـــــــــــــنا

أبو الطيب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس