السلام عليكم
وصلتني عبر الايميل وأحب أن تقرأوا هذا المقال
قد يسمع المواطن العربي آخر نكته فيضحك ويرتمي علي الارض، فينفض الغبار المضيء عن نوافذ الحزن اليومي، التاريخي، ولكن عندما تصبح النكته دعوه للقهر، للعهر السياسي، ومنع تجول الاحاسيس ومصادرة المشاعر يغرق المواطن العربي في تساؤل بارد، مطلقاً، مفجراً ابجدية الارانب البيضاء التي تخرج من جيوب السياسيين بخفه واستهزاء... الفنان العراقي كاظم الساهر يفتش في لهجته العراقيه عن مساحه يطل منها علي الوطن الجريح، يشاطر شعبه، التعب والالم، والدمار والدماء.. رغم ان رعشته الفنيه احياناً تقع تحت الزجاج الكريستالي المعطر فيحاول نسيان الالتزام الوطني ونراه في اغانٍ وعبر كلمات واعلانات تفوح منها رائحة المال اكثر مما تفوح منها الوطن المسلوب، المهم ان الفنان كاظم الساهر اقام مؤخراً حفلة غنائية في مدينة القاهرة، وفي هذه الحفلة سحب بغداد، العراق الي المنصة وقام بتعرية الجسد الذي لم يعد فيه مكان بدون طعنات.. فتنهد خلف اكوام الاتهامات وامطر لغة الرفض.. وغني مستنجداً بالله:
ليس لنا سواك يا الله
فارحمنا من الذين دمروا بلادنا
يكرهون الورد يكرهون النساء
يكرهون الزرع يكرهون السلام
تعالي اقبل وجهك
تعالي اشرب دمعك
بغداد.. بغداد.. بغداد
تلك الليله، ذلك الحفل، تحول الي ميدان مراث للعراق
وسباق الاحاسيس التي شعرت بدفء كف الحنجرة فاحتوت الاصابع صدقاً فاخذت تصفق طرباً موجعاً تتقاذفه امواج التشرد.. لكن السفير الامريكي في القاهره وزمرته الذين جاءوا لكي يحضروا حفلاً بهيجاً مزيناً لامريكا.. غضبوا لان كلمات اغنيات كاظم الساهر لم تات علي قدر يد العابث الامريكي، اعضاء السفارة الذين يجيدون اللغة العربية خرجوا من القاعة في حالة
، كيف لهذا الفنان ان يتمرد ويتهم امريكا.. امريكا العذراء التي تقيم مهرجانات العناق.. لكن حين تجد من يرفض وضع رقبته في متناول الشد والخنق تتحول الي طقس مصاب بسل التناقض.. يريدون مصادرة الوجع والآهات.. حتي الغناء ممنوع، واذا اشتكوا يوماً من المطرب الشعبي شعبان عبد الرحيم لانه اعلن كرهــــــه لإسرائيل واستهزاءه ببوش، فان خروج السفير الامريكي من الحفلة لهو دليل واضح علي ذهوله ودهشته معتقداً ان الفن والفنانين والمواطنين الذين من المحيط الي الخليج يحمدون ويسبحون بفضل امريكا... في الوقت الذي يقف فيه الامريكي ممتطياً جواد راعي البقر الذي تحول من راعٍ للبقر الي راع لرفض منطق الحرب للعراق وتــــزداد نسبة الرافضــــين والمتســـائلين عن جـــدوي هـــذه الحرب القذرة.
علي ذمة الراوي يقال ان السفير الامريكي يهوي العربية ويتكلمها بطلاقه لدرجة انه يتخفي ليختلط بالمواطنين ليعرف رايهم بالاوضاع وبامريكا.. يا سلام علي هارون الرشيد الجديد الذي كان يتخفي لكي يعرف حال الرعية... (لا نريد إقحام الخليفه العادل عمر بن الخطاب في هذا الموضوع) يصادرون اغاني كاظم الساهر ويريدون مسح الاحاسيس الجياشة ويسرقون قصص بطولات الخلفاء الذين منحوا التاريخ العربي قصصاً في الوفاء والتغلغل بين الناس ليعرفوا صدق عيش الناس...
بقدر ما جاءت اغاني كاظم الساهر كحد السكين نقول للسفير الامريكي كاظم لم يغن (اخي جاوز الظالمون المدي) ولم يغن (اصبح عندي الآن بندقيه) و(الغضب الساطع آتٍ) انه طلب الرحمـــه من الله فليس للعراقيين سواه... فهل تحتجون ايضاً علي طلب الرحمه... عش عرباً تجد عجباً...
شوقيه عروق
