عرض مشاركة واحدة
قديم 09-06-07, 11:30 AM   #129
 
الصورة الرمزية مس لاجئة

مس لاجئة
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 5461
تاريخ التسجيل : Sep 2006
عدد المشاركات : 5,496
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ مس لاجئة
رد: تفسير القران الكريم



آية 217


( يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم فى الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون )التفسير : 217 - وقد كره المسلمون القتال فى الشهر الحرام فسألوك عنه، فقل لهم: نعم إن القتال فى الشهر الحرام (1) إثم كبير، ولكن أكبر منه ما حدث من أعدائكم من صد عن سبيل الله وعن المسجد الحرام، وإخراج المسلمين من مكة، وقد كان إيذاؤهم للمسلمين لإخراجهم من دينهم أكبر من كل قتل، ولذلك أُبيح القتال فى الشهر الحرام لقمع هذه الشرور، فهو عمل كبير يُتقى به ما هو أكبر منه. واعلموا - أيها المسلمون - أن سبيل هؤلاء معكم سبيل التجنى والظلم، وأنهم لا يقبلون منكم العدل والمنطق، ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا، ومن يضعف أمام هجماتهم ويرتد عن دينه حتى يموت على الكفر فأولئك بطلت أعمالهم الصالحة فى الدنيا والآخرة، وأولئك أهل النار هم فيها خالدون. -----(1) الأشهر الحرم أربعة وردت عدتها فى سورة التوبة حيث قال سبحانه وتعالى: { إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرًا فى كتاب الله يوم خلق السموات والأرض، منها أربعة حرم، ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم } الآية 25 التوبة، وقد حدد الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الأشهر الأربعة بأسمائها فى حديثه الشريف الذى أخرجه البخارى من خطبته فى حجة الوداع حيث قال: " أيها الناس، إن النسىء زيادة فى الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عامًا ويحرمونه عامًا ليواطئوا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله ويحرموا ما أحل الله، وإن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض وإن عدد الشهور اثنا عشر شهرًا منها أربعة حرم، ثلاثة متواليات. ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورابع هو رجب مضر الذى بين جمادى وشعبان "، وكانت قبيلة ربيعة تستثقل القتال فى رمضان لشدة الحرارة فكانت تسميه رجب وتحرمه ولذا حدد الرسول رجب الحرام بأنه رجب قبيلة مضر الذى بين جمادى وشعبان، وحكمة تحريم القتال فى الأشهر الحرم أن جعلها الله هدنة إجبارية ( يخلد ) الناس فيها إلى الراحة والهدوء والقيام على أمور معاشهم من زراعة وتجارة، وهذه الحرمة قائمة مفروضة منذ عهد إبراهيم - عليه السلام - ومنذ فرض الله على الناس حج بيته " الكعبة " والوقوف بعرفات فى اليوم العاشر من ذى الحجة فحرم القتال فى هذا الشهر، فالشهر الذى قبله والشهر الذى بعده رحمة من الله بعباده، وليأمن الحجاج على أنفسهم وأموالهم فى هذا الموسم ومنذ أن يخرجوا من ديارهم قاصدين مكة إلى أن يعودوا إليها بعد أداء مناسك الحج والعمرة ثلاثة أشهر متواليات حرم الله فيها القتال ليعم الأمن والسلام جميع الناس من خرج منهم حاجًا ومن لم يخرج أما الشهر الرابع وهو رجب فهو وسط بين بقية أشهر العام. متى يحل الجهاد فى الأشهر الحرم؟ الحكم فى ذلك أنزله الله سبحانه وتعالى فى القرآن الكريم بالجواز متى كان دفعًا لاعتداء، والمناسبة التى نزل فيها الوحى بهذا الحكم فى سرية عبد الله بن جحش، وحاصل الخبر أن الرسول صلى الله عليه وسلم بعثه وسلمه كتابًا أمره ألا يفضه إلا بعد مسيرة يومين، ثم يقرأه على رفاقه ولا يكرهن أحدًا على السير معه بعد أن يعلمهم بمهمته وهى" أن تسير مع من يتبعك حتى تأتى بطن نخلة - مكان بين نجد والطائف - ترصد بها عير قريش وتعلم لنا من أخبارهم " والكتاب صريح بعدم القتال وإنما استطلاع حركات العدو، ولكن الذى حدث بعد قراءة كتاب النبى أن اثنين من رجال عبد الله بن جحش ذهبا يطلبان بعيرًا لهما ضل فأسرتهما قريش، وهما سعد بن أبى وقاص وعتبة بن غزوان، ثم نزل الركب بنخلة فمرت بهم عير قريش تحمل تجارة عليها عمرو بن الحضرمى وكان ذلك فى آخر شهر رجب، وكانت قريش قد حجزت أموال بعض المسلمين فى مكة عند الهجرة. منهم بعض من كان فى سرية ابن جحش فتشاوروا فى قتال أهل العير وحاروا فيما يصنعون إن تركوا العير تمضى ليلتها امتنعت بالحرم وفاتهم تعويض ما حجزته قريش فى هذه الفرصة، وإن قاتلوا أهلها قاتلوهم فى شهر حرام هو شهر رجب، ولكنهم اندفعوا للقتال فقتلوا عمرو الحضرمى وأسروا رجلين مشركين وأصابوا بعض الغنائم. فلما رجعوا إلى المدينة وقدموا للرسول صلى الله عليه وسلم الخمس من غنيمتهم فأباه واستنكر عملهم وقال: ما أمرتكم بقتال فى الشهر الحرام، وساءت مقابلتهم من أهل المدينة إلى أن نزل الوحى بالآية الكريمة: { يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه، قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل }.

صدق الله العظيم





توقيع : مس لاجئة





مس لاجئة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس