أراك عصي الدمع
أرَاكَ عَصِيَّ الدّمعِ شِيمَتُـكَ الصّبـرُ
أما للهوى نهـيٌّ عليـكَ ولا أمـرُ ؟
بلى أنـا مشتـاقٌ وعنـديَ لوعـة ٌ
، ولكنَّ مثلـي لا يـذاعُ لـهُ سـرُّ !
إذا الليلُ أضواني بسطتُ يدَ الهـوى
وأذللتُ دمعـاً مـنْ خلائقـهُ الكبـرُ
تَكادُ تُضِيءُ النّارُ بيـنَ جَوَانِحِـي إذا
هـيَ أذْكَتْهَـا الصّبَابَـة ُ والفِـكْـرُ
معللتي بالوصـلِ ، والمـوتُ دونـهُ
، إذا مِتّ ظَمْآناً فَـلا نَـزَل القَطْـرُ!
حفظتُ وضيعتِ المودة َ بيننا و أحسنَ
، منْ بعـضِ الوفـاءِ لـكِ ، العـذرُ
و مـا هـذهِ الأيـامُ إلا صحـائـفٌ
لأحرفها مـن كـفِّ كاتبهـا بشـرُ
بنَفسي مِنَ الغَادِينَ في الحَـيّ غَـادَة
ً هوايَ لها ذنـبٌ ، وبهجتهـا عـذرُ
تَرُوغُ إلى الوَاشِيـنَ فـيّ، وإنّ لـي
لأذْناً بهَا، عَنْ كُـلّ وَاشِيَـة ٍ، وَقـرُ
بدوتُ ، وأهلي حاضـرونَ ، لأننـي
أرى أنَّ داراً ، استِ من أهلها ، قفرُ
وَحَارَبْتُ قَوْمي فـي هَـوَاكِ، وإنّهُـمْ
وإيايَ ، لولا حبكِ ، المـاءُ والخمـرُ
فإنْ كانَ ما قالَ الوشاة ُ ولـمْ يكـنْ
فَقَد يَهدِمُ الإيمـانُ مَـا شَيّـدَ الكُفـرُ