عرض مشاركة واحدة
قديم 19-04-07, 10:36 PM   #105
 
الصورة الرمزية مس لاجئة

مس لاجئة
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 5461
تاريخ التسجيل : Sep 2006
عدد المشاركات : 5,496
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ مس لاجئة
رد: تفسير القران الكريم


آية 189

( يسألونك عن الأهلة قل هى مواقيت للناس والحج وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا
البيوت من أبوابها واتقوا الله لعلكم تفلحون )التفسير : 189 - ويسألك قوم عن الهلال (1) يبدو دقيقًا مثل الخيط ثم
يزيد حتى يكتمل ويستوى، ثم لا يزال ينقص حتى يعود كما بدأ، ولا يكون على حالة واحدة كالشمس. فما وراء هذا
التغير، حتى صار فى كل شهر هلال وصارت هناك أهلة؟. فقل لهم: إن لتكرار هذه الأهلة واختلاف نموها حِكَمًا
ومصالح دينية ودنيوية، فهى أمارات تحدد أوقات المعاملات فى معاشكم، وتعيِّن أوقات الحج الذى هو من أركان دينكم،
ولو استقر الهلال على حاله كالشمس ما استقام لكم توقيت معاشكم وحجكم، وليس جهلكم بحكمة اختلاف الهلال مدعاة
للشك فى حكمة الخالق، وليس من البر أن تأتوا البيوت من ظهورها، متميزين بذلك عن الناس، ولكن البر هو تقوى
القلوب وإخلاصها وأن تأتوا البيوت من أبوابها كما يأتى كل الناس، وأن تطلبوا الحق والدليل المستقيم، فاطلبوا رضا
الله، واتقوا عذابه، وارجوا بذلك فَلاَحَكُمْ وفوزكم ونجاتكم من عذاب النار. -----(1) إن القمر يعكس ضوء الشمس
نحو الأرض من أجزاء سطحه المرئية والمضيئة فتظهر الأهلة، فإذا كان القمر فى ( الاقتران ) أى بين الشمس
والأرض فهو فى المحاق ويبدأ ميلاد الهلال الجديد لجميع سكان الأرض، وإذا كان فى الاستقبال أى الجهة المقابلة
للشمس بالنسبة للأرض يظهر بدرًا ثم يأخذ فى التناقص حتى الاقتران الثانى وتتم الدورة الاقترانية أى الشهر العربى
فى مدى 5309ر29 يومًا وعلى ذلك فإنه يمكن تعيين التاريخ العربى من ساعة الهلال وشدة إضاءته، فإذا شوهد
الهلال خطًا رفيعًا عند الأفق الغربى وغرب بعد الغروب ببضع دقائق تمكن الرؤية بعد هذا الغروب، وتثبت بداية
الشهر ويتيسر تعيين التاريخ من هذا الشهر للناس. ودورة القمر هى التى علمت الناس حساب الشهور ومنها شهر
الحج وبدايته.



آية 190

( وقاتلوا فى سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين )التفسير : 190 - ومن تقوى الله تحمل
المشاق فى طاعته، وأشد المشاق على النفس هو قتال أعداء الله (1) ولكن إذا اعتدى عليكم فقاتلوا المعتدين، وقد أذن
لكم برد اعتداءاتهم، ولكن لا تعتدوا بمبادأتهم أو بقتل من لا يقاتل ولا رأى له فى القتال فإن الله لا يحب المعتدين.
-----(1) اُتّهم الإسلام بأنه قام بحد السيف وهذه الآية واحدة من الآيات القرآنية الكثيرة التى تدحض هذا الزعم،
وهى تتضمن أمرًا صريحًا للمسلمين بأن لا يبدأوا بقتال حتى يقاتلهم الغير، وسلوك هذا السبيل اعتداء مكروه من الله
لأنه لا يحب المعتدين، وهذه الآية ثانى آية نزل بها الوحى من آيات القتال: الأولى آية 39 من سورة الحج وهى {
أُذن للذين يقاتَلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير }. وموجز الدليل على ذلك أن الله سبحانه وتعالى رسم
لرسوله طريق الدعوة إلى الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة، وأن يجادل أهل الكتاب بالتى هى أحسن. ثم أمره أن
يدعو الناس إلى الإيمان عن طريق العقل بالنظر إلى بديع صنعه فى خلقه، وظل الرسول يدعو بالحسنى ثلاثة عشر
عامًا قضاها فى مكة لم يشرع فيها سيفًا ولم يرق دمًا ولم يرد على ما ألحقه الكفار به وبأتباعه من أذى بل أمرهم
بالهجرة إلى الحبشة فرارًا بدينهم، ثم نابذت قريش بنى هاشم وبنى عبد المطلب وهم خاصة أهل رسول الله وأنذروهم
بالخروج من مكة أو يسلمون محمدًا إليهم ليقتلوه، فلما أبوا ذلك قاموا بأهم أعمال الحرب إذ حاصروهم فى شعب بنى
هاشم بمكة وكتبوا بذلك معاهدة علقوها فى جوف الكعبة تعاهدوا فيها بألا يبيعوهم ولا يبتاعوا منهم ولا يزوجوهم ولا
يتزوجوا منهم. وامتد الحصار ثلاث سنوات اشتد فيها الكرب على المسلمين حتى أكلوا الحشائش الجافة وكادوا يهلكون جوعًا. وهناك أذن الرسول لهم لآن يتسللوا ليلا فيهاجروا فرادى إلى الحبشة مرة ثانية، ولما سمعوا أن
الرسول اعتزم الهجرة إلى المدينة تآمروا على قتله بواسطة جماعة تمثل مختلف القبائل بحيث يتفرق دمه فى القبائل.
ولما أفلت من المؤامرة تتبعوه فنصره الله وأعمى أعينهم عن مكان الغار فازدادوا حنقًا واشتدوا بالأذى على اتباعه
فتبعوه ارسالا إلى المدينة تاركين خلفهم أموالهم وديارهم وذراريهم. فلما استقر المسلمون بالمدينة كانت حالة الحرب
التى أعلنتها قريش منذ الحصار قائمة وظل كل فريق بعد الهجرة يترصد طريق الآخر ويستمع أخباره. فترصد
المسلمون قافلة أبى سفيان فأصرت قريش رغم عدم المساس بالقافلة على أن تخرج بقضها وقضيضها لتقضى على
الإسلام والمسلمين بالمدينة. فكان لابد للمسلمين من رد الاعتداء، وهنالك أذن الله لهم بالقتال فنزلت أولى آيات القتال
{ أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير } الآيات 39، 40، 41 من سورة الحج وهى
صريحة فى أن الترخيص بالقتال جاء معللا بأن الكفار يقاتلونهم ظلمًا وبغيًا. ثم وصف الله المسلمين بأنهم الذين
أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله. وقبل أن يبرح المشركون ميدان القتال بعد هزيمتهم ببدر نادى
كبيرهم ( الحرب يا محمد سجال وموعدنا العام القابل فى أُحد ) فكان ذلك استمرارًا لحالة الحرب المعلنة من جانب
قريش ودفاعا من جانب المسلمين. وجاءوا بجيش جرار إلى أُحد وهى على بعد ستة أميال من المدينة وبهذا كانت
غزوة أُحد اعتداء من قريش ودفاعًا من جانب المسلمين. وكذلك الشأن فى موقعة الخندق حيث أشرف جيش الكفار وبقية الأحزاب على مساكن المدينة فاضطر المسلمون إلى حفر خندق حولها واستمرت الحروب بين طرفيها اعتداء من
قريش ودفاعًا من المسلمين. ولما استتب الأمر للإسلام فى الجزيرة العربية أرسل الرسول رسله إلى الملوك والأمراء
فى أنحاء المعمورة يدعوهم إلى الإسلام فمزق كسرى كتاب الرسول وأرسل من يأتى برأس محمد، وبذلك أعلنت
الفرس الحرب ضد المسلمين فخاضوها حربًا دفاعية فتح الله بها ملك كسرى وأتباعه من ملوك العرب " المناذرة ".
أما شرحبيل بن عمرو الغسانى أمير الغساسنة فى الشام الذين كانوا يتبعون دولة الروم فقد قتل حامل كتاب رسول الله
وهو فى طريقه إلى هرقل، ثم قتل المسلمين الذين أسلموا من رعاياه وعبأ جيشًا لقتال دولة الإسلام فى الجزيرة
العربية فدافع المسلمون عن أنفسهم وأورثهم الله ملك دولة الروم الشرقية. وهكذا لم يشرع الإسلام سيفًا إلا ردًا على
اعتداء أو تأمينًا للدعوة الإسلامية، وصدق الله إذ يقول: { لا إكراه فى الدين قد تبين الرشد من الغى } سورة البقرة
آية 256.



آية 191


( واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشد من القتل ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى
يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم فاقتلوهم كذلك جزاء الكافرين )التفسير : 191 - واقتلوا أولئك الذين بدأوكم بالقتال حيث
وجدتموهم، وأخرجوكم من مكة وطنكم الذى حملوكم على الخروج منه، ولا تتحرجوا من ذلك فقد فعلوا ما هو أشد
من القتل فى المسجد الحرام إذ حاولوا فتنة المؤمنين عن دينهم بالتعذيب فى مكة حتى فروا بدينهم من وطنهم، ولكن
للمسجد الحرام حرمته فلا تنتهكوها إلا إذا انتهكوها هم بقتالكم فيه، فإن قاتلوكم فاقتلوهم وأنتم الغالبون بفضل الله،
وكذلك جزاء الكافرين يفعل بهم ما يفعلونه بغيرهم.



آية 192


( فإن انتهوا فإن الله غفور رحيم )التفسير : 192 - فإن رجعوا عن الكفر ودخلوا فى طاعة الإسلام، فإن الإسلام
يجبُّ ما قبله، والله يغفر لهم ما سلف من كفرهم بفضل منه ورحمة.



آية 193


( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين )التفسير : 193 - وقاتلوا
هؤلاء الذين حاولوا قتلكم وصدكم عن دينكم بالإيذاء والتعذيب، حتى تستأصل جذور الفتنة ويخلص الدين لله. فإن
انتهوا عن كفرهم فقد نجوا أنفسهم وخلصوا من العقاب، فلا ينبغى الاعتداء عليهم حينئذٍ وإنما العدوان على من ظلم
نفسه وأوبقها (1) بالمعاصى وتجاوز العدل فى القول والفعل. -----(1)أوبقها: أهلكها.



آية 194


( الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله
واعلموا أن الله مع المتقين )التفسير : 194 - فإذا اعتدوا عليكم فى الشهر الحرام فلا تقعدوا عن قتالهم فيه فإنه
حرام عليهم، كما هو حرام عليكم، وإذا انتهكوا حرمته عندكم فقابلوا ذلك بالدفاع عن أنفسكم فيه، وفى الحرمات
والمقدسات شرع القصاص والمعاملة بالمثل فمن اعتدى عليكم فى مقدساتكم فادفعوا هذا العدوان بمثله واتقوا الله فلا
تسرفوا فى المجازاة والقصاص، واعلموا أن الله ناصر المتقين.



آية 195


( وأنفقوا فى سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين )التفسير : 195 - جهاد الكفار
يكون ببذل النفس كما يكون ببذل المال، فأنفقوا فى الإعداد للقتال، واعلموا أن قتال هؤلاء قتال فى سبيل الله، فلا
تقعدوا عنه، وابذلوا الأموال فيه فإنكم إن تقاعدتم وبخلتم ركبكم العدو وأذلكم فكأنما ألقيتم أنفسكم بأيديكم إلى الهلاك،
فافعلوا ما يجب عليكم بإحسان وإتقان، فإن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يحسنه.


صدق الله العظيم






توقيع : مس لاجئة





مس لاجئة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس