عرض مشاركة واحدة
قديم 19-04-07, 10:15 PM   #104
 
الصورة الرمزية مس لاجئة

مس لاجئة
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 5461
تاريخ التسجيل : Sep 2006
عدد المشاركات : 5,496
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ مس لاجئة
رد: تفسير القران الكريم


أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

آية 180


( كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف حقا على المتقين )التفسير :
180 - وكما شرع الله القصاص لصلاح الأمة وحفظ المجتمع، كذلك شرع الله شريعة فيها صلاح الأسرة وحفظ
كيانها وهى شريعة الوصية، فعلى من ظهرت أمامه أمارات الموت وعلم أنه ميت لا محالة، وكان ذا مال يعتد به أن
يجعل من ماله نصيبًا لمن يدرك من والديه وأقاربه - الأقربين غير الوارثين - وليراع فى ذلك ما يحسن ويقبل فى
عرف العقلاء فلا يعطى الغنى ويدع الفقير، بل يؤثر ذوى الحاجة ولا يسوى إلا بين المتساوين فى الفاقة، وكان ذلك
الفرض حقًا واجبًا على من آثر التقوى واتبع أوامر الدين.



آية 181


( فمن بدله بعد ما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه إن الله سميع عليم )التفسير : 181 - وإذا صدرت الوصية عن
الموصى كانت حقًا واجبًا لا يجوز تغييره ولا تبديله، إلا إذا كانت الوصية مجافية للعدل، فمن بدّل هذا الحق فغيَّر
الوصية العادلة القويمة بعد ما علم هذا الحكم وثبت عنده فقد ارتكب ذنبًا عظيمًا ينال عقابه، وقد برئ الموصى من
تبعته، ولا يظن أحد أن يفعل ذلك ولا يجازى عليه، فإن الله سميع عليم لا تخفى عليه خافية.



آية 182


( فمن خاف من موص جنفا أو إثما فأصلح بينهم فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم )التفسير : 182 - أما إذا كانت
الوصية زائغة عن العدل وعن الصراط القويم الذى بَيَّنَّاه بأن حَرَم الموصِى الفقيرَ وأعطى الغنى، أو ترك الأقربين
وراعى الفقراء غير الوارثين الأجانب، فسعى ساع فى سبيل الخير وأصلح بين الموصى إليهم ليرد الوصية إلى
الصواب، فلا إثم عليه فيما يحدثه من تغيير الوصية وتبديلها على هذا الوجه، ولا يؤاخذه الله على ذلك، فإن الله غفور
رحيم.



آية 183


( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون )التفسير : 183 - وكما شرع الله
لكم القصاص والوصية لصلاح مجتمعكم، والحفاظ على أسركم، شرع الله كذلك فريضة الصيام تهذيبًا لنفوسكم، وتقويمًا
لشهواتكم، وتفضيلا لكم على الحيوان الأعجم الذى ينقاد لغرائزه وشهواته، وكان فرض الصيام (1) عليكم مثل ما
فرض على من سبقكم من الأمم فلا يشق عليكم أمره. لأنه فرض على الناس جميعًا، وكان وجوب الصيام والقيام به،
لتتربى فيكم روح التقوى، ويقوى وجدانكم، وتتهذب نفوسكم. -----(1) علاوة على فوائد الصيام الروحية
والتهذيبية، فقد أثبت الطب الحديث أن للصيام فوائد طبية عدة فهو يفيد فى علاج كثير من الأمراض كضغط الدم
المرتفع وتصلب الشرايين والبول السكرى، ويصلح الجهاز الهضمى وهبوط القلب والتهاب المفاصل ويعطى الجسم
والأنسجة فرصة للراحة والتخلص من كثير من الفضلات الضارة بالجسم كما أنه وقاية من كثير من الأمراض
المختلفة.



آية 184


( أياما معدودات فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن
تطوع خيرا فهو خير له وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون )التفسير : 184 - وفرض الله عليكم الصيام فى أيام
معدودة قليلة لو شاء سبحانه لأطال مدته ولكنه لم يطلها، ولم يكلفكم فى الصوم ما لا تطيقون، فمن كان مريضًا مرضًا
يضر معه الصوم، أو كان فى سفر، فله أن يفطر ويقضى الصوم بعد برئه من المرض أو رجوعه من السفر، أما غير
المريض والمسافر ممن لا يستطيع الصوم إلا بمشقة لعذر دائم كشيخوخة ومرض لا يرجى برؤه فله الفطر حينئذٍ،
وعليه أن يطعم مسكينًا لا يجد قوت يومه، ومن صام متطوعًا زيادة على الفرض فهو خير له، لأن الصيام خير دائمًا
لمن يعلم حقائق العبادات.



آية 185


( شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان
مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما
هداكم ولعلكم تشكرون )التفسير : 185 - وهذه الأيام هى شهر رمضان الجليل القدر عند الله، لقد أنزل فيه القرآن
يهدى جميع الناس إلى الرشد ببيِّاناته الواضحة الموصلة إلى الخير، والفاصلة بين الحق والباطل على مَرِّ العصور
والأجيال، فمن أدرك هذا الشهر سليمًا غير مريض، مقيمًا غير مسافر فعليه صومه، ومن كان مريضًا مرضًا يضر معه
الصوم أو كان فى سفر فله أن يفطر وعليه قضاء صيام ما أفطره من أيام الصوم، فإن الله لا يريد أن يَشُقَّ عليكم فى
التكاليف وإنما يريد لكم اليسر، وقد بين لكم شهر الصوم وهداكم إليه لتكملوا عدة الأيام التى تصومونها وتكبروا الله
على هدايته إياكم وحسن توفيقه.



آية 186


( وإذا سألك عبادى عنى فإنى قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لى وليؤمنوا بى لعلهم يرشدون )التفسير :
186 - وإنى مطلع على العباد، عليم بما يأتون وما يذرون، فإذا سألك- يا محمد- عبادى قائلين: هل الله قريب منا
بحيث يعلم ما نخفى وما نعلن وما نترك؟ فقل لهم: إنى أقرب إليهم مما يظنون، ودليل ذلك أن دعوة الداعى تصل فى
حينها، وأنا الذى أجيبها فى حينها كذلك، وإذا كنت استجبت لها فليستجيبوا هم لى بالإيمان والطاعة فإن ذلك سبيل
إرشادهم وسدادهم.


آية 187

( أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس لهن علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم
وعفا عنكم فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود
من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل ولا تباشروهن وأنتم عاكفون فى المساجد تلك حدود الله فلا تقربوها كذلك يبين الله
آياته للناس لعلهم يتقون )التفسير : 187 - أحَلَّ الله لكم ليلة الصوم إتيان نسائكم لاختلاطكم بهن واختلاطهن بكم فى
النهار والمبيت، ولعسر ابتعادكم عنهن وتخفيفًا عليكم. وقد علم الله أنكم كنتم تنقصون حظ نفوسكم وتظلمونها، فتحرمون
عليها إتيان النساء فى ليل رمضان فتاب عليكم من الغلو وعفا عنكم، والآن وقد تبين لكم حِلُّ ذلك فلا تتحرجوا من
مباشرتهن، وتمتعوا بما أباحه الله لكم وكلوا واشربوا فى ليل رمضان حتى يظهر لكم نور الفجر، متميزًا من ظلام
الليل، كما يتميز الخيط الأبيض من الخيط الأسود، وإذا ظهر ذلك فصوموا وأتموا الصيام إلى غروب الشمس. وإذا
كان الصيام من العبادات التى يجب التفرغ لها والتجرد فيها من شهوات النفس ومقاربة النساء فى نهار الصوم، فكذلك
عبادة الاعتكاف فى المساجد وملازمتها توجب الخلوَّ لها وعدم التمتع بالنساء ما دام المرء ملتزمًا بها. وما شرع الله
لكم فى الصوم والاعتكاف حدود وضعها الله لكم فحافظوا عليها ولا تقربوها لتتجاوزوا أوامرها، وقد أوسع الله فى
بيانها للناس على هذا النحو ليتقوها ويتجنبوا تبعاتها.



آية 188


( ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون )التفسير :
188 - وقد حرَّم الله عليكم أكل مال غيركم دون وجه من الحق دائمًا، فلا يستحل أحدكم مال غيره إلا بوجه من
الوجوه التى شرعها الله كالميراث والهبة والعقد الصحيح المبيح للملك ( 1)، وقد ينازع أحدكم أخاه فى المال وهو
مبطل، ويرفع أمره إلى الحاكم أو القاضى ليحكم له وينتزع من أخيه ماله بشهادة باطلة أو بينة كاذبة، أو رشوة
خبيثة، فبئس ما يفعل وما يجرُّ على نفسه من سوء الجزاء. -----(1) هذه الآية الكريمة إشارة إلى جريمة الرشوة،
وهى أخطر الجرائم التى تودى بالأمم. وفى نص الآية جميع الأركان لتلك الجريمة من راشٍ صاحب حاجة، ومرتشٍ
وهو أحد الحكام ذوى السلطان يبيع سلطانه الوظيفى ليعطى الراشى ما ليس له به حق، أو يعطل على صاحب الحق
حقه لمصلحة الراشى.


توقيع : مس لاجئة





مس لاجئة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس