عرض مشاركة واحدة
قديم 03-12-02, 10:55 PM   #1

أبو عمر
عضوية جديدة

رقم العضوية : 436
تاريخ التسجيل : Oct 2002
عدد المشاركات : 46
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ أبو عمر
البرقع والبيكيني


البرقع و( البيكيني ) ( منقوووول )

ترجمة الأستاذ محمد إسماعيل بطرش

بقلم الكاتب الأمريكي هنري ماكاو (دكتور فلسفة) 18/9/2002

على الجدار أمامي صورة امرأة مسلمة مؤتزرة و على وجهها برقع و إلى اليسار منها صورة لإحدى المتباريات لانتخاب ملكة الجمال عارية تماما لولا (البيكيني). إحدى الامرأتين محتجبة تماما عن عيون الناس بينما الأخرى معروضة بالكامل على كل الناس. ينبئنا هذان الحدان المتطرفان الشيء الكثير عما يدعى اليوم صدام الحضارات.
يقع دور المرأة في القلب من كل حضارة. و بعيدا عن استلاب النفط العربي و الحرب المحدقة بالشرق الأوسط و التي هي على وشك تجريد العرب من دينهم و تراثهم باستبدال البرقع بالبكيني. أنا لست خبيرا بأحوال النساء المسلمات، غير أنني عشقي للجمال الأنثوي لا يسوغ لي انتداب البرقع له، إلا أنني أدافع عن بعض القيم التي يمثلها البرقع بالنسبة إلي. يمثل البرقع بالنسبة إلي اختصاص المرأة بزوجها و أسرتها. فهم وحدهم يستطيعون رؤيتها كما يؤكد خصوصيتها الأهمية الاستثنائية للوسط الأسروي في بيتها فركن المرأة المسلمة هو بيتها و هو العش الذي ولد و تربى فيه أولادها، و هي صانعة الوسط المنزلي و جذر الشجرة التي تغذي بنسغها حياة الأسرة الروحية لأطفالها كما أنها الملجأ و العون لزوجها.
و في المقابل تتبختر متبارية الجمال الأمريكية عارية ببكينيها أمام الملايين و على شاشات التلفزيون كأنثى لها ما لها و بنفس الوقت و بشكل متناقض تكون بالممارسة العملية ملكية عامة، فهي لا تخص شخصا واحدا بعينه بل هي تخص جميع الناس، إنها تسوِّق جسدها ليس لمتسوق مزاود واحد بل هي تعرضه في المزاد العلني كل الوقت. الإجراء التراثي لقيمة المرأة في أمريكا هو ما تمتلكه من جاذبية جنسية. و بما أن هذا المعيار تتدهور قيمته بسرعة مع العمر فإننا نجد المرأة الأمريكية مهووسة بمظهرها و موبوءة بمشاكل الوزن. و كمراهقة، يكون دورها الرائد على مثال المغنية بريتني سبيرز التي يقارب أداؤها تعرية الإثارة ( ستريب تيز). فالمراهقة الأمريكية تتعلم من بريتني أنها لن تكون معشوقة إلا إذا هي أباحت الجنس و بذلك تتدرب على أن تتخطف الممارسات الجنسية على أن تكون علاقتها خطبة متأنية و حبا حقيقيا.
و كنتيجة لذلك فإن دزينات من الرجال يكونوا قد واصلوها قبل زوجها. كما أنها تكون قد فقدت براءتها التي هي جزء أساسي من سحرها مما يؤدي إلى تصلبها و تحسّبها فهي غير قادرة أن تحب لأنها غير ملائمة لاستقبال بذرة زوجها.
بنيت الشخصية الأنثوية على العلاقة العاطفية بين الأم و الطفل فهي ترتكز على الإرضاع و التضحية بالنفس بينما بنيت الطبيعة الذكورية على العلاقة بين الصياد و الفريسة فهي تعتمد على العدوانية و العقل. تعلّم الأنوثة المرأة أن طبيعتها الأنثوية نتجت عن الضغط و أن عليها أن تتحول إلى سلوك الرجل كتعويض، و تكون النتيجة امرأة مشوشة و عدوانية تحمل على كتفها بطاقة تسعير و هي غير مناسبة أن تكون زوجة أو أما. و لعل هذا هو هدف مهندسي النظام العالمي الجديد في تلغيم الهوية الجنسية و تدمير الأسرة و خلق عسر وظيفي شخصي و اجتماعي يؤدي إلى إنقاص عدد السكان. في "العالم الشجاع الجديد" لا يفترض في النساء أن يبنين أعشاشا أو يملن و يلدن، فقد قصد بهن أن يصبحن مخلوقات حيادية لذواتهن يمارسن الجنس للمتعة الجسدية و ليس للحب أو لإنتاج الأطفال.
في مؤتمره الصحفي يوم الأحد، قال رونالد رمسفيلد: إن النساء و الفتيات الإيرانيات راضخات تحت حكم الملاّ و ضمن لهم رمسفيلد أن الولايات المتحدة ستحررهن حالا. هل ستحررهن على مثال برتني سبيرز؟
أم إلى أنموذج التي تستيقظ منهكة لتقول: انظر إلى سير سروالي! أم إلى نمط ممارسة العادة السرية المزدوجة باللسان (كالتي استجوبت عنها مونيكا بممارستها لها مع الرئيس السابق كلينتون) و التي أصبحت الأسلوب المعتاد للمزاولة الجنسية في أمريكا!؟
العائلة من الأم و الأب هي ذروة التطور البشري. إنها المرحلة التي تتدرج من الانغماس في الذات إلى المثال الذي خُلق ليكون خليفة الله على الأرض بإنتاج حياة جديدة و تربيتها. إن النظام العالمي الجديد لا يريدنا أن نتوصل إلى هذا
المستوى من النضوج، فقاماتنا هي البديل عن الزواج كما يوجب علينا أن نبقى معوقين، عزابا يتضورون جنسا
و أشخاصا مهووسون بأنانيتهم.
لم يرد النظام العالمي الجديد أن تكون لنا حياتنا الخاصة، بل يوجب علينا أن نبقى وحيدين و منعزلين، نعتمد على المستهلكات من أجل هويتنا في حال خطب الود المعتاد. إن هذا مدمر للمرأة بشكل خاص، فجاذبيتها الجنسية هي وظيفة خصوبتها و بمجرد تدهور خصوبتها تتدهور معها جاذبيتها الجنسية. فإذا كرست المرأة سنواتها الخصيبة الأولى في السعي لأن تكون مستقلة فمن غير المحتمل لها أن تتوصل إلى إنجازها الشخصي الطويل الأمد، فسعادتها تكمن في بناء الزوجية و الأسرة في المقام الأول. باتت الأنوثة مهزلة في النظام العالمي الجديد الظالم الذي جعل النساء الأمريكيات سلعة كما أفسد الحضارة الغربية فقد دمر الآلاف من أشكال الحياة كما أنه يمثل تهديدا مميتا للإسلام.
إنني لا أنتدب البرقع لذاته بل أنتدب لحياتنا بعضا مما يمثله البرقع من القيم و بخاصة اختصاص المرأة بزوجها القادم
و بأسرتها و شعورها بالتواضع و الوقار الذي يؤدي إليه ذلك، فالبرقع و البيكيني يمثلان حدين متناقضين و لعل الجواب الصحيح يوجد في مكان ما من الوسط بينهما.

ملاحظة هذا الكلام على لسان فيلسوف امريكي فيه مغازي عدة يمكن الاستفاده منها أترك استنتاجها لكم .

كل الشكر

أبو عمر




التعديل الأخير تم بواسطة أبو عمر ; 03-12-02 الساعة 11:02 PM
أبو عمر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس