عرض مشاركة واحدة
قديم 02-12-02, 02:07 PM   #1

الـــنـــورس
محرر في زهرة الشرق

رقم العضوية : 504
تاريخ التسجيل : Nov 2002
عدد المشاركات : 132
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ الـــنـــورس
قـــلــــوب لا تـــعـــرف الــرحــمــه ..!!!!


كان الجو باردا ، والظلام يلف المكان ، في الوقت الذي تمشي فيه نوره وصديقتها مريم في شارع الحي الذي يسكن فيه ، وبينما هن يتجاذبن أطراف الحديث ... تبصر نوره شيئا غريبا ملقى على الطريق .. وعندما اقتربن منه .. إذ الدهشة ترتسم على محياهن ... لـقد رماه من لاقلب له ولارحمة ..عرضة في الطريق .. فما ذنبه في ذلك ؟؟؟
ورغم مناجاته .. فلا أحد يسمع له ، أو ينظر إليه ... لان القلوب تغيرت .. وحلت القسوة مكان الرحمه والشفقة ..
هنا أصرت نوره ودموعها على خدها ... أن تأخذه معها ..
ورغم محاولة أهلها منعها في ذلك ، حتى لا تضع نفسها في مشاكل هي في غنى عنها .. فتحد ت كل شي ..وهى مدفوعة بطيب قلبها وشفقتها عليه .
وبعد فتره ... عرفت نوره إن عليها مسؤوليات كبيره ... ومواجهة المخاطر ... ولكن كل شي يهون عندما يكبر في يوم من الأيام ... ويعرف من له الفضل في التقاطه من الرصيف .
وبدأت المشاكل .... ها هو محتاج إلى الحليب كونه صغيرا لا يقوى على الأكل ...فأخذت تؤمن الحليب وتقدمه له وهى تلعب برأسه .. وتقول كم أتمنى أن أعرف من الذي رماك ؟ولماذا؟
ثم تســترجع قائله .. لا يهم كل هذا .. فهو ملكي الآن ..!!!
وهى لا تعلم ما هو مصيره عندما يكبر ؟ خاصة إنها غير متزوجه ..وكيف سيرافقها إلى بيت زوجها ؟ وهل زوجها سيقبل به ؟؟
أســــئلة كثيره كانت تدور في ذهنها ...
مرت الأيام ... وزاد التقارب بينهم .. تألم لألمه .. وتضحك لفرحه..وتحاول أن تتقرب إليه أكثر فتلعب معه ، وكم تكون سعادتها ... عندما تختبئي ، وهو يبحث عنها ، وعندما يجدها لا يريد أن يفارقها ...
وبذلت كل مافي وسعها من اجل راحته ... هيأت له سبل الراحة .. من مكان مخصص للنوم وحمام للسباحة فيه أجمل أنواع الصابون والشامبو للذين في عمر سنه .
فكانت تخاف عليه من كل شي ... وتمنع خروجه إلا برفقتها
ولا يهدأ رنين الهاتف عن السؤال عنه وهى في عملها ..وتعد الدقائق لتعود إليه مسرعة ... ووصل حبها الكبير وتعلقها به أن رفضت الســفر خوفا عليه ، فهو ما زال صغيرا فلمن تتركه وتسافــر ..
وعاشــت أحلى أيامها ، وشاء القدر أن يمرض صغيرهــا ..
ولم تفلح محاولات أصحاب القمصان البيضاء معه ..مما زاد خوفها ...لدرجة كانت تتمنى أن أصابها ما أصابه .
وتـســهر الليل تبكي بجانبه .. تتحسس دقات قلبه ... تلمس جسمه الصغير ... تدعوا له بالشفاء والصحة ..
حتى أخذ منها التعب والسهر ما اخذ .... فلا تعرف للنوم والأكل سبيلا ..
ودقــت ســاعة الصــفر .. ساعة الألم والحزن .. لتبكي نوره بكاء مريرا لم يـســبق أن بــكـته .. وهى لا تصدق إن فرحة الأمـس تحولت إلى حــزن أســود .. وإن صغيرها المدلل قد فـارق الحياة ..
وتحاول مريم أن تواسيها وتخفف عنها ..ولكن تعلق نوره وحبها لــقــطـها الســـيابي .. أكــبر من أي شي .
وهــكذا فقدت نوره قـطها المدلل .. بعد شـهور جميلة قضتها معه ، وها هي مريم الصديقة الوفية تتعهد لصديقة طفولتها بالبحث لها عن قــط جــديد آخـــــر ...

،،
النورس


توقيع : الـــنـــورس
الدنيا حلـوه .. وحلاوتها ابتسامه صادقه

الـــنـــورس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس