عرض مشاركة واحدة
قديم 01-04-07, 11:16 PM   #96
 
الصورة الرمزية مس لاجئة

مس لاجئة
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 5461
تاريخ التسجيل : Sep 2006
عدد المشاركات : 5,496
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ مس لاجئة
رد: تفسير القران الكريم


أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم





آية 142



( سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن
قبلتهم التى كانوا عليها قل لله المشرق
والمغرب يهدى من يشاء إلى صراط مستقيم
)التفسير : 142 - إن ضعاف العقول
الذين أضلتهم أهواؤهم عن التفكر
والتدبر من اليهود والمشركين والمنافقين
سينكرون على المؤمنين تحوَّلهم من قبلة بيت
المقدس التى كانوا يصلّون متجهين إليها
إلى قبلة أخرى وهى الكعبة، فقل لهم
أيها النبى: إن الجهات كلها لله، لا فضل
لجهة على أخرى بذاتها، بل الله هو الذى
يختار منها ما يشاء ليكون قبلة للصلاة،
وهو يهدى بمشيئته كل أمة من الأمم إلى
طريق قويم يختاره لها ويخصها به، وقد
جاءت الرسالة المحمدية فنسخت ما قبلها
من الرسالات، وصارت القبلة الحقة هى الكعبة (1). -----(1) كان تحويل القبلة
من بيت المقدس إلى مكة على رأس نحو سبعة
عشر شهرًا من هجرة النبى صلى الله عليه
وسلم إلى المدينة.


آية 143



( وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا
شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم
شهيدا وما جعلنا القبلة التى كنت
عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن
ينقلب على عقبيه وإن كانت لكبيرة إلا
على الذين هدى الله وما كان الله ليضيع
إيمانكم إن الله بالناس لرءوف رحيم
)التفسير : 143 - ولهذه المشيئة هديناكم
إلى الطريق الأقوم، وجعلناكم أمة عدولاً
خيارًا بما وفقناكم إليه من الدين
الصحيح والعمل الصالح لتكونوا مقررى
الحق بالنسبة للشرائع السابقة، وليكون
الرسول مهيمنًا عليكم، يسددكم بإرشاده فى حياته، وبنهجه وسنته بعد وفاته.
وأما عن قبلة بيت المقدس التى شرعناها
لك حينًا من الدهر، فإنما جعلناها
امتحانًا للمسلمين ليتميز من يذعن
فيقبلها عن طواعية، ومن يغلب عليه
هوى تعصبه العربى لتراث إبراهيم فيعصى
أمر الله ويضل عن سواء السبيل. ولقد
كان الأمر بالتوجه إلى بيت المقدس من
الأمور الشاقة إلا على من وفقه الله
بهدايته، وكان امتثال هذا الأمر من
أركان الإيمان، فمن استقبل بيت المقدس
عند الأمر باستقباله - إيمانًا منه
وطاعة - فلن يضيع عليه ثواب إيمانه
وطاعته.


آية 144



( قد نرى تقلب وجهك فى السماء فلنولينك
قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد
الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم
شطره وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون
أنه الحق من ربهم وما الله بغافل عما
يعملون )التفسير : 144 - ولقد رأينا
كيف كنت تتطلع إلى السماء عسى أن ينزل
الوحى بتغيير قبلة بيت المقدس إلى
الكعبة التى تحبها لأنها قبلة إبراهيم أبى
الأنبياء، وأبى اليهود والعرب، وبها مقام
إبراهيم، فهى - لهذا - القبلة الجامعة
وإن كانت تخالف قبلة اليهود، فها نحن
أولاء نؤتيك سؤلك فاستقبل فى صلاتك
المسجد الحرام، واستقبلوه كذلك أيها
المؤمنون فى أى مكان تكونون، وإن أهل
الكتاب الذين ينكرون عليكم التحول عن
قبلة بيت المقدس قد عرفوا فى كتبهم
أنكم أهل الكعبة، وعلموا أن أمر الله
جار على تخصيص كل شريعة بقبلة، وأن
هذا هو الحق من ربهم، ولكنهم يريدون
فتنتكم وتشكيككم فى دينكم، والله ليس
غافلا عنهم وهو يجزيهم بما يعملون.



آية 145



( ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل
آية ما تبعوا قبلتك وما أنت بتابع
قبلتهم وما بعضهم بتابع قبلة بعض
ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك
من العلم إنك إذا لمن الظالمين )التفسير
: 145 - وما كان إنكار أهل الكتاب
عليكم لشبهة تزيلها الحُجة، بل هو
إنكار عناد ومكابرة فلئن جئتهم -
أيها الرسول - بكل حُجة قطعية على أن
قبلتك هى الحق ما تبعوا قبلتك، وإذا
كان اليهود منهم يطمعون فى رجوعك إلى
قبلتهم ويعلِّقون إسلامهم على ذلك فقد
خاب رجاؤهم وما أنت بتابع قبلتهم،
وأهل الكتاب أنفسهم يتمسك كل فريق
منهم بقبلته: فلا النصارى يتبعون قبلة
اليهود ولا اليهود يتبعون قبلة
النصارى، وكل فريق يعتقد أن الآخر ليس
على حق، فاثبت على قبلتك ولا تتبع
أهواءهم، فمن اتبع أهواءهم - بعد
العلم ببطلانها والعلم بأن ما عليه هو
الحق - فهو من الظالمين الراسخين فى الظلم.


آية 146


( الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما
يعرفون أبناءهم وإن فريقا منهم
ليكتمون الحق وهم يعلمون )التفسير :
146 - وإن أهل الكتاب ليعلمون أن
التحول إلى قبلة البيت الحرام بمكة هو
الحق، ويسلِّمون أنك النبى المنعوت فى
كتبهم بنعوت من جملتها أنه يصلى إلى
الكعبة، ومعرفتهم نُبُوَّتك وقبلتك
كمعرفتهم أبناءهم فى الوضوح والجلاء،
ولكن بعضهم يخفون هذا الحق على علم
اتباعًا لهواهم، وتعصبًا باطلا لملتهم
حفاظًا على سلطانهم، ويحاولون تضليلكم.


آية 147



( الحق من ربك فلا تكونن من الممترين
)التفسير : 147 - وإنما الحق هو ما صدر
لك من الله تعالى لا ما يضلِّل به أهل
الكتاب، فكونوا على يقين منه، ولا
تكونوا من أهل الشك والتردد، ومن ذلك
الحقِّ أمرُ تحول القبلة إلى البيت الحرام
فامضوا عليه ولا تبالوا بالمعارضين.


آية 148



( ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات
أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا إن الله
على كل شىء قدير )التفسير : 148 - إن
هذه القبلة التى حولناك إليها هى
قبلتك وقبلة أمتك، وكذلك لكل أمة
قبلة تتجه إليها فى صلاتها حسب شريعتها
السابقة، وليس فى ذلك شىء من التفاضل،
وإنما التفاضل فى فعل الطاعات وعمل
الخيرات، فسارعوا إلى الخيرات وتنافسوا
فيها، وسيحاسبكم الله على ذلك، فإنه
سيجمعكم يوم القيامة من أى موضع
كنتم، ولن يفلت منه أحد، وبيده كل شئ
بما فى ذلك الإماتة والإحياء والبعث
والنشور.


آية 149



( ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد
الحرام وإنه للحق من ربك وما الله بغافل
عما تعملون )التفسير : 149 - فَاسْتقْبل
يا محمد ومن اتبعك المسجد الحرام فى صلاتك
من كل مكان كنت فيه، سواء أكان ذلك فى
حال إقامتك أم فى حال سفرك وخروجك من
مكان إقامتك، وإن هذا لهو الحق الموافق
لحكمة ربك الرفيق بك، فاحرص عليه أنت
وأمَّتك، فإن الله سيجازيكم أحسن الجزاء،
والله عالم علمًا لا يخفى عليه شئ من عملكم.



آية 150



( ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد
الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره
لئلا يكون للناس عليكم حجة إلا الذين
ظلموا منهم فلا تخشوهم واخشونى ولأتم نعمتى
عليكم ولعلكم تهتدون )التفسير : 150 -
والتزم أمر الله فى القبلة واحرص عليه
أنت وأمتك، فاجعل وجهك فى ناحية المسجد
الحرام من كل مكان خرجت إليه فى
أسفارك، واستقبلوه حيثما كنتم من
أقطار الأرض مسافرين أو مقيمين، لينقطع
ما يحاجّكم به المخالفون ويجادلونكم به،
وإذا لم تمتثلوا لأمر هذا التحويل
فسيقول اليهود: كيف يصلى محمد إلى بيت
المقدس والنبى المنعوت فى كتبنا من
أوصافه التحول إلى الكعبة؟ وسيقول
المشركون العرب كيف يدعى ملة إبراهيم
ويخالف قبلته؟ على أن الظالمين الزائغين
عن الحق من الجانبين لن ينقطع جدالهم
وضلالهم، بل سيقولون: ما تحوَّل إلى الكعبة
إلا مَيْلا إلى دين قومه وحبًا لبلده، فلا
تبالوا بهم فإن مطاعنهم لا تضركم،
وَاخْشَوْنِ فلا تخالفوا أمرى، وقد أردنا
بهذا الأمر أن نتم النعمة عليكم وأن تكون هذه القبلة التى وجهناكم إليها
أدعى إلى ثباتكم على الهداية والتوفيق.

آية 151



( كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلو
عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب
والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون
)التفسير : 151 - وإن توجيهكم إلى
المسجد الحرام لهو بإرسالنا فيكم رسولا
منكم يتلو عليكم آيات من إتمام نعمتنا
عليكم كما أتممنا عليكم النعمة -
القرآن - ويطهر نفوسكم عمليا من دنس
الشرك وسيئ الأخلاق والعادات ويكملكم
علميًا بمعارف القرآن والعلوم النافعة
ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون، فقد
كنتم فى جاهلية جهلاء وضلالة عمياء.



صدق الله العظيم



توقيع : مس لاجئة





مس لاجئة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس