أخي العزيز حـــازم

اسمحلي فقط في هذه الإضافة على موضوعك وأكون شاكرة لك :

أولا" ـ الباعث على نظم المعلقة : احتكام قبيلتي بكر وتغلب إلى عمرو بن هند ودفاع الشاعر عن قومه

ثانيا" :
في قصيدة الحارث بن حلزة فن رفيع هو الفن الخطابي والفن الملحمي
لذا كان للمعلقة قيمة أدبية كبيرة فضلا" عن قيمتها التاريخية

أما الفن الخطابي : كان ابن حلزة خطيب بارع وحاذق وضع أمام نظره غاية رمى إليها وهي أن يحكم عمرو بن هند له ولقومه على تغلب فقدم في معلقته تلك قوة الفكر ونفاذ الحجة ففند أقوال الأعداء ثم بسط مفاخر البكريين بأسلوب جذاب ثم انقلب على التغلبيين فنشر خزيهم بلطف ودهاء وأظهر أنهم لا يستحقون أن يميل إليهم الملك وبهذا أقنع الملك بحقو وانتصرت قضية قومه .

أما الفن الملحمي :
لجأ الشاعر في كلامه وتأييد حججه إلى القصص والوصف التاريخي فتصاعدت في معلقته تلك موسيقى حربية وفخرية تثير النفوس عزة وحماسة :
آيـــةٌ شارقَ الشـــقيقة إذ جاءت معدٌ ، لكل حي لــــــواء
حول قيس مستلئمين بكبس …..قرظي ، كأنه عبـــــــلاء
فجبهناهم بضرب كما يخــــــرج من خربـة المـــزاد المــاء
وفعلنا بهم كما علــم الله …..ومـــــا إن للحائنين دمــــاء

آية : علامة ـ شارق الشقيقة : أي مكان شرقي مكان يدعى الشقيقة
قيس : أحد ملوك حمير ـ مستلئمين : لابسين الدروع ـ الكبش : سيد القوم ـ قرظي : يمنيّ
العبلاء : الهضبة البيضاء ـ الخربة : الثقب ـ المزاد : زق الماء وهو شبه الضرب المتتالي بالماء المنسكب دون انقطاع
للحائنين : للهالكين ـ دماء : أي ثأر يطلب

وهنا نرى أن معلقة ابن حلزة لها من الفوائد التاريخية ما يجعل لها قيمة كبيرة فوق قيمتها الأدبية
فهنالك أبيات كثيرة في شرح أحداث تاريخية وسياسية من صلح بين بكر وتغلب
أخيرا" لقد شرحها الزوزني وطبعت في أكسفورد سنة 1820 وترجمت إلى اللاتينية والفرنسية
وكل ذلك لما جمعت من كلام العقل والتاريخ والشعر والخطابة

...........................

ولك أخي حازم وللجميع كل الشكر