عرض مشاركة واحدة
قديم 05-03-07, 08:37 AM   #2
 
الصورة الرمزية حــــر

حــــر
محرر في زهرة الشرق

رقم العضوية : 2410
تاريخ التسجيل : Nov 2004
عدد المشاركات : 2,204
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حــــر
رد: المحامي ودود فوزي: الشهيد صدام زار مدينة الصدر يوم سقوط بغداد



وفي المقابل أكد فوزي وجود خطة أمريكية مسبقة لأغتيال الرئيس العراقي الراحل قبل تصديق الحكم، مشيرا الى علم الامريكيين بموعد تنفيذ الحكم قبل الاعلان عنه.



وقال " طلبنا من الامريكان ان يحددوا لنا موعدا كالعادة للقاء السيد الرئيس ، وعلى غير العادة أستجاب الامريكان وبسرعة لطلبنا ، وقاموا هذه المرة وهي الاولى بتحديد اليوم ومكان اللقاء" .



واضاف انه " في يوم 26/12/2006 كان اللقاء والذي لا نعلم بأنه قبل الاخير ولكن هذا هو الموعد الذي حددوه لنا الامريكيون ، وكل ظننا بانه موعد أعتيادي ولكن الجانب الامريكي كان يخطط لما هو اكبر ،لذلك كان لقاءنا انا والمحامي التونسي الاستاذ أحمد والاستاذ بدر نجل الشهيد عواد البند ، في ذلك الوقت لم يكن لدينا علم بأن الهيئة التميزية قد صادقت على قرار التنفيذ وموعد الحكم"، مشيرا الى ان الرئيس العراقي لم يكن ايضا على علم بما يجري حوله.



وأشار المحامي الى أنه جرى بينه وبين الرئيس صدام حديث اعتيادي وقتها وقال الرئيس حينها" لقد حصل ظلم على الشعب العراقي والامة وبالرغم من أكتشاف كذب أدعاءاتهم مازالوا متواصلين في الجريمة وبتدمير الشعب العراقي ، وكل تلك الامر كانت تدل على ان أمريكا تتصرف بسياسة رعناء وبالسوء مع الشعب العراقي".



وأستطرد المحامي قائلا "وبعد انتها المقابلة يوم 26/12/ عدنا الى سكن المحامين الخاص في المنطقة الخضراء وقد علمنا وقتها عبر وسائل الاعلام حول تصديق التنفيذ الحكم وموعد التنفيذ ، وطلبت حينها لقاء ثاني عاجل مع سيادته ، وتم تحديد يوم 28/12/2006 موعدا لهذا اللقاء الذي كان اللقاء الاخير مع سيادته قبل أستشهاده ،ووقتها أخبرت زميلي الاستاذ احمد أنه لن تشاهد الرئيس مرة أخرى، وفي يوم 27/12 لم استطع النوم بتاتا وكنت اتابع الاخبار عبر الانترنت، وفي الصباح أديت صلاة الفجر وفي المساء جاء زملائي وأخبروني بان الضابط الامريكي سوف يأتي لأصطحابي ومعي الاستاذ بدر للقاء السيد الرئيس".



وحول لقائه الاخير مع الرئيس العراقي الراحل قال المحامي ودود "دخلنا الى السيد الرئيس وادينا التحية والسلام واخبرناه بانه تم التصديق على قرار تنفيذ الحكم بسيادتك فأخبرنا وقتها "لذلك قاموا بتعطيل الراديو المخصص لي،وأنا قد أحسست بان هنالك شيئا يخفيه الجانب الامريكي عني ، ولكن عندما ابلغوني عن القرار عرفت حينها سبب تعطيل المذياع" مشيرا الى أن الرئيس العراقي تابع حديثه بهدوء ينم عن ايمان عميق ورباطة جاش وصلابة الرجال وقت الشدائد وقال حينها " الحمد لله مهما يكون الثمن ، اعداؤنا كلهم أنقضوا، نسأله سبحانه وتعالى حسن العافية في الدنيا والاخرة".



واكد ودود أن الرئيس صدام بدى أكثر بشاشة واناقة حينها وقام بتوزيع السجائرعلى المحاميين والحراس وطرح النكت للمزاح ،مشيرا الى أنه لم يشعر حينها بان داخله أي احساس بالخوف من المجهول ، وقال "وكأننا نحن من نساق الى الموت ، فكنا نحن وقتها نرتجف حزنا في داخلنا عليه، في المقابل هو يقوم بالدور المفترض علينا القيام به وهو تهدئته ..فقام هو بتهدئة اعصابنا ويهون علينا وقال لنا الرئيس"أنه حضر طبيب امريكي وسالني هل تحتاج الى تناول المهدئات ، فأجبته الجبل لا يحتاج الى تلك الامور ، فسبحانه وتعالى أعطانا من الايمان ما نحتاج".



وتعليقا على القرار قال الرئيس العراقي "سيحولون صدام حسين الى رمز لمئات السنين لأنه دافع عن قضية شعبه دائما وأمته الساكنة في ضميره هي والقضايا العدادلة ، فالحمد لله أولا واخرا على هذه الصورة التي لم تهتز قيد قطرة في البحر".

وأضاف "أنه عندما ينطبق النصفين - السنة والشيعة- في العراق فان الاحتلال لن يستمر أكثر من اسبوعين".





وحول وصايا الرئيس العراقي فقد اكد فوزي أن الوصية الوحيدة الخاصة به كانت بأن يدفن في العوجة أو بالرمادي وأن تسلم مقتنياته الشخصية الى أبنته السيدة رغد.



وحول وصيته للشعب العراقي وجه رسالة الى شعبه بأن يبتعد عن الحقد والكراهية قائلا "أن الحقد عندما يتملك الانسان يعمي بصيرته وبصره عن الكثير من الامور التي يمكن أن تكون صحيحية، فانا لا أحقد على أحد لا بوش ولا الخميني لأنهما خصماي وقد دخلت معهما في حروب دفاعا عن بلادي وجها لوجه دون أن احقد عليهم، وأدعوا الشعب الى مواصلة المقاومة".



و أشار فوزي الى أنه قرأ على الرئيس الراحل بيان حزب البعث العربي الاشتراكي حول قرار التنفيذ الحكم مشيرا الى أن الرئيس أجابه " أنعم الله بهم رفاق الدرب" ومن بعدها قام بأرتجال بيتين من الشعر:

انعم رفاق العقيدة والذرى

ورايه في الاعالي بالله رفرافا

صنا قلوبنا للجهاد مؤمنة

صناها بعزم مقتدر وليس خوافا





ونفى فوزي وجود أية وساطات أو مساع من خلف الكواليس لوقف تنفيذ الحكم، مشيرا الى أنه طلب من الرئيس العراقي نيته مخاطرة بعض الرؤساء وبعض رجال الدين التدخل و لكن الرئيس رفض وقال "لا تضعوا رقبة صدام حسين في رجاء اي حاكم عربي أو أجنبي... صدام حسين لا يناشد الا ربه و الامة".



وحول اللحظات الاخيرة في اللقاء أكد المحامي ودود ان هذه اللحظات لن تنسى ولن تمحى من عقله أبدا وقال "أنه لشعور يدمعني كل ما اتذكره...وهو بالطبع لن ينسى" مشيرا الى أنه دخل ضابط امريكي وطلب من الرئيس بتوكيل أحد لتسلم أغراضه الشخصية الخاصة.



وقال" لقد طلب مني الرئيس في حينها أن اكتب كتاب التخويل ، وحينها بدأت بالكتابة وعيني تدمع وقلبي يرتجف ويخفق بسرعة وحرقة ، ذلك لأنني ايقنت بأنها النهاية، وقد نظر الي الرئيس بعد الانتهاء من الكتابة وتسليم الكتاب للضابط الامريكي وقال لي " الرجال لا يبكون في المواقف الصعبة" وطلب بعدها بان اخول الاستاذ المحامي بدر باستلام اغراضه ومصحفه وأن أعود انا الى أولادي وأغادر معهم العراق خوفا على حياتي وحياة عائلتي ،حينها بدأت بتقبيل الرئيس من رأسه وكتفيه وجبينه واحضنه بقوة ثم أعيد الكرة من جديد وشعرت بشعور غريب يتملكني ،وكلما أتذكر تلك اللحظات العصيبة أبكي بشدة لأننا فقدنا رجل لم أصادف مثيل له في حياتي".



واكد ودود ان مقتنيات الرئيس الراحل سلمت اليهم وقاموا بتوزيعها حسب الوصية باستثناء كتابات الرئيس و اوراقه.



وقال " وصلت مقتنياته الشخصية بأستثناء كتاباته واوراقه الخاصة والتي اخبرنا الجانب الامريكي بأنه سيقوم بدراستها اولا ومن ثم يقوم بتسليمها لنا، ولغاية هذه اللحظة لم تصلنا ويبدو بأن عددها كبير قياسا بطول المدة التي أستغرقها الامريكيين بالدراسة ، أما بخصوص ملابسه وساعته فقد وصلت وتم تسليمها الى السيدة رغد، و المصحف الشريف وصل أيضا وسلم كما هي الوصية الى الاستاذ بدر".



واشار فوزي الى أن الرئيس الراحل كون صداقات كبيرة داخل أسره وقال " لقد تكونت علاقة قوية بين الرئيس واحد الضباط الامريكيين المسؤولين عنه في الاسر لدرجة أن الرئيس أخبرنا بانه يرغب ببقاء هذا الضابط لرعايته على الدوام ...وقمنا نحن المحامين بمراسلة الجانب الامريكي وخاصة قائد قوات الاحتلال الامريكي في العرق الجنرال كيسي ، ولكنه رفض متذرعا بأن مهمة الضابط انتهت ويجب عودته الى الولايات المتحدة، ولحظة فراقهم استلقى الضابط على كتف الرئيس وودعه بالبكاء" مشيرا الى أن الضابط اجهش و أنتحب بالبكاء.



وقال "لقد أرتبطنا بالرئيس الشهيد أرتباطا شخصيا قويا وأحببناه أكثر ما احببناه قبل الغزو واحببناه كقائد عظيم لن يتكرر، فقد اخبرنا وهو وسط أزمته وأعتقاله "كنت أسأل نفسي هل يقبل صدام حسين لأناس مخلصين ومؤمنين أن تكون حياتهم في خطر كل لحظة لأنهم يدافعون عني، أنني عندما اعرض عليكم هذا الامر القى القبول والرفض منكم، فبارك الله بكم وبارك الله بعوائلكم التي لم تخذلكم في التوكل والدفاع عن صدام حسين ورفاقه، وكل الشكر والامتنان لكم وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يعوضكم بما يرضيه بالدنيا والاخرة".


توقيع : حــــر
بكيت وهل بكــاء القلب يجدي فراق أحبـــتي وحنيـــــن وجدي
فما معنى الحيـــاة إذا افترقنـا وهل يجدي النحيب فلست ادري
فلا التذكار يرحمني فأنســى ولا الاشواق تتركنــي لنــومــي
فراق أحبتي كم هــز وجدي وحتى لقائهم سأضــــل أبكــــي

أبي وأمي .. رحمكم الله وجعل مثواكم الجنان .. اللهم ءامين


زهرة الشرق

حــــر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس