آية 57
( وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن
كانوا أنفسهم يظلمون )التفسير : 57 - ومن فضلنا عليكم أننا جعلنا السحاب لكم كالظلّة ليصونكم
من الحر الشديد، وأنزلنا عليكم المنَّ، وهو مادة حلوة لزجة كالعسل تسقط على الشجر من طلوع
الشمس، كما أنزلنا عليكم السلوى وهو الطائر المعروف بالسمان، فهو يأتيكم بأسرابه بكرة
وعشيا لتأكلوا وتتمتعوا، وقلنا لكم كلوا من طيبات رزقنا، فكفرتم بالنعمة، ولم يكن ذلك بضائرنا،
ولكنكم تظلمون أنفسكم لأن ضرر العصيان واقع عليكم (1). -----(1) فى قوله تعالى: { وأنزلنا
عليكم المن والسلوى } ذكر لحقيقة علمية كشفها العلم أخيرًا وهى أن المواد البروتينية التى تكون
من أصل حيوانى كلحوم الحيوانات والطيور، ومنها السمان ( السلوى ) أفضل فى تغذية الإنسان
من بروتينات البقول النباتية من حيث التمثيل الحيوى واستفادة الجسم، كما أن المن أساسه مواد
سكرية تُعد من أهم أسباب قوى النشاط والحركة لجسم الإنسان. كلوا من المن والسلوى،
واشربوا من هذا الماء المتفجر ودعوا ما أنتم عليه، ولا تسرفوا فى الإفساد فى الأرض بل
امتنعوا عن المعاصى.
آية 58
( وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم
خطاياكم وسنزيد المحسنين )التفسير : 58 - واذكروا - يا بنى إسرائيل - حين قلنا لكم: ادخلوا المدينة
الكبيرة التى ذكرها لكم موسى نبيكم، فكلوا مما فيها كما تشاءون، كثيرًا واسعًا، على أن يكون دخولكم
بخشوع وخضوع من الباب الذى سمَّاه لكم نبيكم، واسألوا الله عند ذلك أن يغفر لكم خطاياكم، فمن يفعل
ذلك بإخلاص نغفر له خطاياه، ومن كان محسنًا مطيعًا زدناه ثوابًا وتكريمًا فوق العفو والمغفرة.
آية 59
( فبدل الذين ظلموا قولا غير الذى قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء بما كانوا
يفسقون )التفسير : 59 - ولكن الذين ظلموا خالفوا أمر ربهم، فقالوا غير ما أمرهم بقوله،
استهزاء وتمردا، فكان الجزاء أن أنزل الله على الظالمين عذاباً من فوقهم جزاء فسقهم
وخروجهم على أوامر ربهم.
آية 60
( وإذ استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل أناس
مشربهم كلوا واشربوا من رزق الله ولا تعثوا فى الأرض مفسدين )التفسير : 60 - واذكروا - يا بنى
إسرائيل - يوم طلب نبيكم موسى السقيا لكم من ربه حين اشتد بكم العطش فى التيه، فرحمناكم وقلنا
لموسى: اضرب بعصاك الحجر فانفجر الماء من اثنتى عشرة عينًا، فصار لكل جماعة عين - وكانوا
اثنتى عشرة جماعة - فعرفت كل قبيلة مكان شربها، وقلنا لكم: