عرض مشاركة واحدة
قديم 16-01-07, 01:12 AM   #4
 
الصورة الرمزية امل2005

امل2005
المشرفة العامة

رقم العضوية : 4124
تاريخ التسجيل : Feb 2006
عدد المشاركات : 8,226
عدد النقاط : 50

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ امل2005

الدليمي: هل سألك الأمريكان عن المقاومة؟

صدام: نعم سألوني عن المقاومة، وعن عزت الدوري وقلت لهم: لو كان عزت الدوري في جفني لأطبقت عيوني عليه، أما عن المقاومة فقلت لهم عليكم بسجن كل الشعب العراقي إذا استطعتم، فكل عراقي شريف هو في صف المقاومة، والمقاومة أكبر مما يتصورون، وهي تضم كل الأحرار في العراق عروبيين وإسلاميين ووطنيين ومواطنين عاديين، نساء ورجالا، صغارا وكبارا.. قلت لهم عليكم أن تستعدوا بالنعوش كما قلت لكم قبل احتلال بغداد.

عندما قلت لهم إنهم سينتحرون علي أسوار بغداد، كنت أعني ذلك، وهاهم ينتحرون ويقتلون ويهربون من ميدان المعركة.. إنهم لم يصدقوا ما قلت، وهاهم يتكبدون خسائر لم يتصوروها أبدا. إنني أشعر من خلال التحقيقات أنهم في ورطة حقيقية وأزمة كبيرة، لذلك يبحثون عن أي حل يحفظ ماء الوجه.

الدليمي: قلت له: وهل تعرف مكان اعتقالك؟
صدام: لا.. لا أعرف شيئا.

الدليمي: وأنا لم أتمكن أيضا من معرفة المكان.. تري هل تريد أن تبعث برسالة إلي عائلتك؟
صدام: أنا عائلتي ليست 4 نفرات (رغد، حلا، رنا) وساجدة الزوجة، ولكن العراق والأمة كلها هم عائلتي، لقد استشهد عدي وقصي والحفيد مصطفي واحتسبتهم عند الله، إنهم فداء للعراق لقد قاتلوا حتي اللحظة الأخيرة ورفضوا الهروب، لم يكن واردا للحظة واحدة أن نغادر العراق أو نهرب كالجبناء بحثا عن حياة رخيصة لأننا لا نعرف لأنفسنا مكانا خارج تراب العراق العزيز.. كانت هناك عروض عديدة قد قدمت ولكنهم لا يعرفون صدام حسين، ولا يعرفون أن العراقي الشريف لا يقبل إلا بعيشة شريفة وإلا دونها الاستشهاد، أما العملاء فهم وحدهم الذين يهربون ويحتمون بالأجنبي.. إنني أنصحهم بإعادة قراءة تاريخ العراق من نبوخذ نصر لصدام حسين ليعرفوا الإنسان العراقي إن لم يكونوا قد عرفوه بعد، فالمقاومة البطلة ستقول لهم حتما من نحن ومن هم، والقادم أكبر بكثير.
كانت تلك هي آخر الكلمات التي نطق بها الرئيس صدام حسين.. لملمت أوراقي، فقد مضي علي اللقاء نحو أربع ساعات ونصف الساعة.. عانقته مجددا وقبلت يديه.. شعرت بالدفء تجاه قائد، لم يملك من الدنيا سوي حب العراق، الذي يعيش في قلبه وعقله ويسري في دمائه، لم يعثروا له علي أموال في بنوك خارجية، لم يهرب من الميدان، ولم يدفع بأسرته إلي خارج العراق، مع أنه كان يعرف المصير جيدا.

كان صلبا، قويا، صاحب عزيمة لا تلين، كانت مشاعره القومية والوطنية فياضة، عندما بدأت أرجع إلي الخلف، وأنا أودعه، قال لي بصوت عطوف تعوده منه العراقيون دائما: الحمد لله الذي وهبني ابنا ثالثا مع عدي وقصي.. احملك التحية إلي أسرتك وأطفالك، واطلب منك أن تقبل رأس والدتك وتقول لها: لقد أنجبت رجلا شجاعا لأن مهمتك ومهمة اخوانك صعبة وليست سهلة يا ولدي. انتهت كلمات الرئيس، ورويدا رويدا مضيت بعيدا عنه في طريقي إلي العودة من حيث أتيت، بينما استطاعت بعض الدموع أن تهرب من عيني لتبلل خدي، تذكرني بطعم ونقاء دجلة والفرات. يأيها الرئيس العظيم أنا أحبك وأقدرك ولن أنسي لك ما فعلته لأجل العراق ولأجل الأمة، أنا فخور بك وسأبقي مدافعا عنك، حتي لو كلفني ذلك حياتي التي يتربص بها الأعداء داخل العراق وخارجها ....

........................... انتهى ..............................


منقول كما طلب الناشر


توقيع : امل2005
زهرة الشرق
zahrah.com

امل2005 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس