عرض مشاركة واحدة
قديم 04-01-07, 07:29 PM   #108
 
الصورة الرمزية أحـــــــــلام

أحـــــــــلام
عضوية متميزة

رقم العضوية : 175
تاريخ التسجيل : Jul 2002
عدد المشاركات : 349
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ أحـــــــــلام


يعد كتاب «طوق الحمامة» ل علي بن أحمد بن سعيد بن حزم، الملقب «بابن حزم الأندلسي» من أكثر الكتب اثارة للاعجاب وللجدل في الوقت نفسه،
لأن كتابه المستوحى عنوانه من قصة «الحمامة المطوقة» لاخوان الصفا، كان رسالة مطولة في الحب، فإن يقرأ الناس عن ذلك من فنان أو فيلسوف يكون
أمراً طبيعياً، وخاصة في زمن ابن حزم لكن أن يصدر ذلك من رجل «سياسة، وقانون، وفقه» وخرج من بيت «علماء دين، وفقهاء، وقضاة» فذلك أمر
مستغرب في ذلك الزمان بالذات، وأراد ابن حزم تجاوز ذلك الاحراج والخجل بأن كتب في مقدمة كتابه بأن صديقاً عزيزاً إلى نفسه لا يستطيع أن يرفض
له طلباً ولا رجاء، طلب وتوسل إليه أن يكتب تلك الرسالة في الحب وهو يقوم بذلك تحقيقاً لرغبة ذلك الصديق العزيز، ولكن لا أحد ممن عرف ابن حزم
جيداً لم يكن ليستغرب قيامه بذلك، فابن حزم نشأ في رغد من العيش من أسرة تعيش في أوج مجدها السياسي فأبوه من كبار وزراء الدولة العامرية وقضى
طفولته وصباه في بيئة منعمة ومرهفة وكانت تقوم على تربيته وتعاليمه نساء على درجة عالية من الثقافة والعلم والجمال، وكن يحطنه بكثير من الحنان
والعطف والرقة، فنشأ منذ طفولته متذوقاً للجمال ومرهف الحس والمشاعر وتلقى دروسه الأولية في صغره على ايديهن، ويشير ابن حزم صراحة إلى ذلك في
كتابه بأن تلك البيئة النسوية التي نشأ في كنفها قد عملت على ارهاف حسه ووجدانه فتطبعت نفسه وتفتحت حواسه على حب الجمال، لكن حياء
المسلم، الذي نشأ في بيت رجال دين وفقهاء وقضاة، جعله يضع حجة أو عذراً كي يبدو مقنعاً ومقبولاً لقيامه بتلك الرسالة.. ولذلك أفرد ابن حزم بابين
كاملين في كتابه عن تلك الرسالة في «فضل التعفف» وفي «قبح المعصية» وأجمع النقاد على مختلف مدارسهم وعصورهم على أنه كان رائداً فيما طرح
وكانت جميع الأحداث التي سردها واقعية كما أنه أفصح وذكر الأشخاص باسمائهم الحقيقية ونادراً ماكان يتحدث عن واقعة أو حدث أو قصة أو مغامرة








إختيار أكثر من موفق عزيزي معاذ

دمت بود


التعديل الأخير تم بواسطة أحـــــــــلام ; 04-01-07 الساعة 07:33 PM
أحـــــــــلام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس