[ALIGN=RIGHT]يربكني طقس جنوني أحياناً عندما يستدرجني إلى دهاليز الذاكرة ،
فأحاول رؤية شيء آخر غير نفسي .
ألتحف بملاءة كلماتي القديمة قدم أوراقي الصفراء
التي تشتاق دائماً لمفرداتي المتشردة .
أفقد علاقتي بالوقت فأمارس الجنون وأعود لإثم الكتابة ثانية ..
هذا الإثم الأحمق المثير الذي يأخذني مرة للملل‏ والضياع والرتابة
ويسحرني أخرى فيزج بي في كهوف شيخوخة الورد الدافئ
أو يعيدني إلى بلهنية المراهقة والطيش .‏
ورقتي الصفراء لن ترتوي إن تركت لها الحبل على الغارب ،
ولكنني لن أفعل ذلك أبداً ،
خاصة وقد اكتشفت أخيراً أنني أمارس الكتابة
في الوقت الذي ينتهي الآخرون فيه من كتاباتهم ،
تئن كلماتي ، تتعلق بين لساني ولهاتي .‏
تتدافع للانطلاق ، تتحداني تنتظر يائسة إفراجي عنها
لتسقط متكورة على وريقتي الجائعة للحبر .‏
أمتنع عن عتقها ، إذ بين لحظة وأخرى قد تتغير المعاني وتضيع المفردات ،
وبين عبارة وأخرى قد تتبدل وتنتصب ألف إشارة استفهام !‏
تلح الكلمات كثيراً ، تلح الذاكرة ، يتصاعد الجنون أدخل في مخاضي
وبلا وعي مني ، أفر ، وتفرُّ مفرداتي هاربة من دمي
طافحة بخصوبة دافئة تكذّب ألعوبة الجفاف التي رفعت راية للقبيلة !‏
آه أيها الجنين المنتظر ! ..
راية العذوبة التي ستهطل ذات وجعٍ ستلون الزوايا والوجوه وفراغات الرؤى ،
وتداوي انكسارات الجفاف بربابة الشعر !‏
ماالذي يتماوج الآن في عيون القبيلة ؟ ..
أي جفاف وأي موت يسور ذاتي ، ويحاول أن يبعث فيها الخوف
.. لاءات محنطة ..كراسي ثابتة ..مقاصل انتهت مدة صلاحيتها ،
ولا زالت منتصبة !!‏
كلماتي تتحدى القرار ! ..ولادة ... وما أصعبها من ولادة ،
ولكن عن أي ولادة أتحدث ؟
وأية كلمات تلك التي تتمخض عنا ونلدها ونحن نعرف ، مسبقاً ،
أنها ستموت !!‏
وعلام الولادة في زمن يعج بالأجنة المشوهة ، والكتابات الرتيبة !!‏
قد أكون في النهاية قد وصلت لنتيجة تسهل الولادة بعسر مخاض أقل :
رطّب حلقك جيداً ،واربط لسانك ، وافتح فمك على مصراعيه ،
ولتكن أجنتك صارخة ،
وصلاتك خالصة لرب الفرح المستشري في فضاءات ضياع الحقيقة ..
ولا ما نع من أن تزين الأجنة القادمة بالقرنفل والياسمين وعبق الزعتر ،
وتتبعها ببركات مدام :
(( نانسي عجرم))
ليتحقق لك ما تأمل :
شهرة فراغ لا تضاهى ، وانكسار روح تحسُّه جيداً ،
ولكنك لا تلتفت إليه ..
فانطلق أيها الجميل ، واقتنص جميل فراغ المجد !!‏

التوقيع

عاشق الشرق[/ALIGN]

حين تختنق الكلمات
لأنّها تكشف زيف الواقع
بما يحمله من تناقضات
سلامااا
حين تحاربك الدّنيا لأنّك فوق مغرياتها
وتنظر الى مفاتنها نظرة ازدراء
وأنت تعرّي الوجوه ...
بما تحمله النفوس
من عقد النقص والسفه ....
سلاماً .. سلاماً .. سلاماً