عرض مشاركة واحدة
قديم 11-07-06, 05:55 AM   #9

معاذ
مشرف أول

رقم العضوية : 4355
تاريخ التسجيل : Mar 2006
عدد المشاركات : 2,085
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ معاذ
طوق الحمامة (2)


جولة في الكتاب
أو
نبذ مختصرة عن بعض أبواب الكتاب

الكلام في ماهية الحب
يقول ابن حزم في هذا الباب أنه ليس الحب بمستنكر في الديانه
ولا محظور في الشريعة
وأن سر التمازج والتباين في المخلوقات
إنما هو الإتصال والإنفصال
والتنافر والأضداد
والموافقة في الأنداد
والنزاع
وكل ذلك معلوم بالفطرة

في أحوال تصرف الإنسان
ولو كان علىة الحب حسم الصورة الجسدية
لوجب الا يستحسن الأنقص من الصورة
ولو كان للموافقة في الأخلاق لما أحب المرء من لا يساعده
ولا يوافقه
وربما كانت المحبة لسبب من الأسباب
وفي ذلك يقول ابن حزم
ودادي لك الباقي على حسب كونه = تناهى فل ينقص لشيء ولم يزد
وليست له غير الإرادة علة = ولا سببٌ حاشاه يعلمه أحد
إذا ما وجدنا الشيء علة نفسه = فذاك وجود ليس يغني على الأبد

ثم يمضي ابن حزم في كتابه ويقول
إن للمحبة أنواع
أفضلها محبة المتحابين في الله عز وجل
وهناك محبة القرابة
ومحبة الألفة
والإشتراك في المطالب
ومحبة التصاحب والمعرفة
ومحبة البر
ومحبة الطمع في جاه المحبوب
وفي كل هذه الأنواع لا يقف ابن حزم أمامها ويتعرض لها
مثل ما يقف في العشق
الذي تكلم عنه كثيرا

باب علامات الحب
يبين ابن حزم في هذا الباب علامات الحب
ويقول إن هذه العلامات يقفوها الفطن
ويهتدي إليها الذكي
ولأن الحب مراحل
فهو يبين علامات كل مرحلة
فالمرحلة الأولى
قبل إستعار نار الحب
وهي
إدمان النظر
وفي ذلك يقول
فليس لعيني عند غيرك موقف = كأنك ما يحكون من حجر البهت
أصرفها حيث انصرف وكيفما = تقلبت كالمنعوت في النحو والنعت
والإقبال بالحديث
وإن التكلف ليستبين لمن يرمقه
والإنصات لحديثه إذا تحدث
واستغراب كل ما يأتي به محبوبه
كأنه عين المحال وخوارق العادات
وتصديقه إذا كذب
وموافقته إذا ظلم
والشهادة له وإن جار
واتباعه كيف سلك
وأي وجه من وجوه القول تناول
والإسراع بالمشي نحو
المكان الذي يكون فيه
والتعمد للقعود بقربه
والدنو منه
والإستهانة بكل خطب داعٍ لمفارقته
والتباطيء في الشيء عند القيام عنه
المرحلة الثانية
إذا تمكن الحب من القلب وأخذ مأخذه
وعلاماته في هذه المرحلة
الحديث سرارا
والإعراض عن كل حضر إلا عن المحبوب جهارا
والتضايق في المكان الواسع
والمجاذبه على الشيء يأخذه أحدهما
وكثرة الغمز الخفي
والميل للإتكاء
والتعمد لمس اليد عند المحادثة
ولمس ما أمكن من الأعضاء الظاهرة
شرب ما أبقى المحبوب في الإناء
وتحري المكان الذي يقابله فيه
المرحلة الثالثة
إذا تأكدت المحبة بينهما تأكدا شديدا
كثرة جدهما بغير معنى
وتضادهما في القول تعمدا
تتبع أي لفظ يقع من صاحبه وتأويلها على غير معناها

والتلذذ بسماع اسم المحب
والكلام في أخباره
ولا يرتاح لشيء إرتياحه للحبيب
حب الوحدة
والأنس بالتفرد
ونحول الجسم دون حد
والسهر من أعراض المحب والبكاء
وفي بعض الأحيان سوء الظن
وعدم الثقة بنقاء محبوبه له
ويكثر التحفظ مما لم يكن يتحفظ منه من قبل
ومراعاة المحبوب
وحفظه لكل ما يقع منه
وبحثه عن أخباره


توقيع : معاذ
زهرة الشرق

التعديل الأخير تم بواسطة zahrah ; 12-12-21 الساعة 08:22 PM
معاذ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس