20/06/2006
بسم الله الرحمن الرحيم
نحمده و نشكره على نعمة الأسلام
سيرة أنسان
تجربة يخوضها كل مخلوق من البشر و الحيوان ولادته حياته موته مسيرة طويلة للبعض و متوسطة للبعض و قصيرة للبعض يولد الشخص باكيا" أن كان من أبوين ميسورين أو معدمين لافرق بين البداية والنهاية يبداء المولود مسيرته بالبكاء لماذاء البكاء من منكم يعلم قليل جدا" و نادر من يعلم لما البداية تبداء بالبكاء توصلت لهذا اللغز الالهي وحدي و أنا بعمر الخمسين و مصاب بمرض عضال و فقدت حنجرتي و أصبحت أتنفس من فتحة من أسفل رقبتي بالقصبة الهوائية و الحمد لله ما زلت صابرا"أنا أب لخمسة بنات ربيتهم أحسن تربية و هم الأن الكبيرة بعمر خمسة وعشرون تزوجت من شاب ذو أخلاق حسنة و مؤمن و الثانية بعمر الرابعة و العشرون تخرجت مهندسة معماريه بدرجة ممتاز و الثالثة بعمر الثالثة و العشرون تنتظر بعد أيام نتيجة الجامعة سنة أخيرة أقتصاد و تجارة و أنشالله ناجحة و الرابعة بعمر السابعة عشر تنتظر بداية أمتحانات أخر سنة دراسية بالمدرسة كي تنتقل للجامعة و دراسة الطب و الخامسة و هي فلذة كبدي سارة و عمرها خمسة سنوات و مشوارها طويل من يعلم ربما أعيش لأرها تتخرج من الجامعة و تتزوج و تنجب بنين و بنات و زوجة لي هي كل ما خرجت به من الدنيا من بيت أصيل عاشت و ما تزال معي أيام الحلوة و المرة بدون شكوى أو تذمر بداية شبابي كنت ميسور الحال بمعنى أني لست بحاجة لأحد أكسب من عرق جبيني و راضى على ما كتبه لي الله من رزق و كنت دائما" أصرف ما في الجيب كي يأتني ما في الغيب فوالله لم أشك يوما" برزق الغد فكنت أتصدق أحيانا" بكل ما في جيبي و لا أرد سائل أبدا" ومرت حياتي كلها بحمد الله و نعمه بحلوها ومرها على أحسن حال الى أن وصلت لعمر خمسة و أربعين عاما" و كنت أعمل رغم كل ما ذكرته عامل يومي و أقوم بكل الأعمال الصعبة و الشاقة و لم أتذمر يوما" وكل الناس يقصدونني لأمانتي بعملي و أستملكت بيتا" صغيرا" و سيارة قديمة و زوجتي و أولادي خلقهم الله بأحسن صورة و أكمل بنية و بخلق مؤدب لم أسمع يوما" تذمر أو شكوى و يمكنني القول بأن الله راضى عنا جميعا" و فحأة الما بي المرض و سعيت للعلاج مدة اربعة سنوات الى ان بعت منزلي و السيارة و مصاغ زوجتي و أولادي و أستدنت من معارفي و الحمد لله على ما أعطى و ما أخذ و ما أبقى وأخيرا" قرر الأطباء بوقف العلاج و أجراء جراحة كي يستئصلوا حنجرتي و أستدنت بعض المال من معارفي و كثرة ديوني و تمت العلمية و خرجت و فجأة جميع الأقارب و المعارف قطعوا زيارتهم بدون سبب فقط لأني مريض بالسرطان و بقى لي أهل بيتي وحدهم زوجتي و أولادي و هم حياتي كلها و أملي البعيد و سلو قلبي فوالله أني أموت كل يوم مائة مرة من أفعال أخواتي و أقاربي و معارفي وكلهم لي عليهم فضل بالمعروف لا ينكر و لكن حين تشمر الدنيا عن ساعدها الحقيقي ترى الناس غير الناس فوالله أنها تجربة مريرة معك قرش و لا تحتاج أحدا" فالكل يودك و يزورك حجيت بيت الله بعمر الثالثة و الأربعين و نمت مرة قيلولة داخل الحرم بالطابق العلوي المبرد بين صلاة الظهر و العصر و أتاني أت بالمنام و قال لي بلهجة حادة أن جار الزمن عليك و سلبك كل ما تملك ماذاء أنت فاعل وجاوبت بدون تفكير و بصوت عال كل شئ ألا أهل بيتي زوجتي و أولادي و الرد كان سريعا"بقول كلمة واحدة أمين و أستيقظت من قيلولتي و أنا أحمد الله على هذه النعمة و ها أنا اليوم أعيش وزوجتي من معاش أبنتي المهندسة و تصرف كامل معاشاها لتربية أخواتها فالحمد لله فاطر السموات و الأرض .
لن أطيل عليكم و أقول لكم ما زلنا جمعيا" نعيش في رحمة الله فرحين و راضين بما قسمه رب العباد للعباد فمهم سعيت و ركضت و سهرت فلن تنال الا ما قسمه لك خالقك فقد تكفل بعباده مؤمنهم و كافرهم بأن يطعمهم و يكسيهم فأشكروا الله و أستغفروه يرسل عليكم السماء مدررا" و يرزقكم بأموال و بنين
أقرأو قصتي الحقيقة و أعتبروا منها يا أولى اللألباب
أتدرون لم يبكي المولود لأنه لا يدري ما يخبئ له القدر و ما خاتمته تكون
والسلام عليكم ورحمة الله و بركاته

العباسي علي