عرض مشاركة واحدة
قديم 26-06-05, 07:29 PM   #1
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
غاضب ماذا قال الحجاج عند الاحتضار- منقول -احمد المصرى


[ALIGN=CENTER]موت الحجاج



لما حضرت الحجاج الوفاة،
وأيْقنَ بالموت،
قال: أَسْندوني
وأَذِنَ للنّاس، فدخلوا عليه،
فذَكَرَ الموت وكربه،
واللّحد ووحشته،
والدنيا وزوالها،
والآخرة وأهوالها،
وكثرة ذنوبه،
وأنشأ يقول:





إن ذنبي وزن السموات والأ
رض وظنّي بخالقي أن يُجابي
فلئن مَنّ بالرضا فهو ظنّي
ولئن مُر بالكتاب عذابي
لم يكن ذلك منه ظلمًا وهل
يظلم ربٌّ يُرجى لحسن المئاب


ثم بكى وبكى جلساؤه،
ثمّ أمر الكاتب أن يكتب إلى الوليد بن عبد الملك بن مروان:
أما بعد،
فقد كنتُ أرْعى غنمك،
أحوطها حياطة الناصح الشفيق برعيّة مولاه،
فجاءَ الأسدُ، فبَطَشَ بالراعي،
ومزّق المرعيّ كل ممزق،
وقد نزل بمولاك ما نزل بأيوب الصابر،
وأرجو أن يكون الجبار أراد بعبده غفرانًا لخطاياه،
وتكفيرًا لما حمل من ذنوبه.
ثم كتب في آخر الكتاب:





إذا ما لقيتُ الله عنّي راضيًا
فإن شفاء النفس فيما هنالكِ
فحسبي بقاء الله من كلِّ ميتٍ
وحسبي حياة الله من كل هالكِ
لقد ذاق الموت من كان قبلنا
ونحن نذوق الموت من بعد ذلكِ
فإن مِتُّ فاذكرني بذكر محبب
فقد كان جمًا في رضاك مسالكي
وإلا ففي دُبِرِ الصلاةِ بدعوةٍ
يلقى بها المسجون في نارِ مالكِ
عليك سلام الله حيًّا وميتًا
ومن بعد ما تحيا عتيقًا لمالكِ




ثم دخل عليه أبو المنذر يعلى بن مخلد المجاشعي وقال:
كيف ترى ما بك يا حجاج من غمرات الموت وسكراته ؟
فقال: يا يعلى: غمًّا شديدًا،
وجهدًا جهيدًا،
وألمًا مضيضًا،
ونزعًا جريضًا،
وسفرًا طويلًا،
وزادًا قليلًا؛
فويلي وويلي إن لم يرحمني الجبار.
فقال له: يا حجاج، إنما يرحم الله من عباده الرُّحماء الكرماء،
أولي الرحمة والرأفة والتعطف على عباده وخلقه،
أشهد أنك قرين فرعون وهامان؛
لسوء سيرتك،
وتَرْك ملّتك،
وتنكّبك عن قصد الحق، وسنن المحجة، وآثار الصالحين.
قتلت صالحي الناس فأفنيتهم،
وأَبَرْتَ عِتْرة التابعين فَتَبّرْتهم،
وأطعت المخلوق في معصية الخالق،
وهرقت الدماء،
وضربت الأبشار،
وهتكت الأستار،
وسُسْت سياسة متكبرٍ جبار،
لا الدين أبقيت، ولا الدنيا أدركت،
أَعْززت بني مروان وأَذْللت نفسك،
وعَمَرَتَ دُورهم، وخربت دارك،
فاليوم لا ينجونك ولا يغيثونك إن لم يكن لك في هذا اليوم ولا لما بعده نظر.
لقد كنت لهذه الأمة اهتمامًا واغتمامًا،
وعناءً وبلاءً،
فالحمد لله الذي أراحها بموتك،
وأعطاها مناها بخزيك.
فكأنما قُطِعَ لسانُه فلم يُحِرْ جوابًا،
وتنفّس الصّعداء، وخنقته العَبْرَة،
ثم رفع رأسه فنظر إليه وأنشأ يقول:





ربّ إنّ العباد قد أيأسوني
ورجائي لك الغداة عظيمُ



(ذيل الآمال والنوادر ص 191)

دعاء الحجاج عند الموت



كان الحجاج يدعو حين حضرته الوفاة فيقول:
اللهم اغفر لي، فإن الناس يزعمون أنك لن تفعل.
وكان يقول:





يا ربّ قد حلفَ الأعداءُ واجتهدوا
بأنني رجل من ساكني النارِ
أيَحْلِفون على عمياءَ وَيْحَهُم
ما علمهم بعظيمِ العفو غفّار
إن الموالي إذا شابت عبيدهمُ
في رِقّهم عتقوهم عتق أبرار
وأنت يا خالقي أولى بذا كرمًا
قد شِبْتُ في الرّق فاعتقني من النار




قال الحسن البصري: والله إن نجا لَينْجوَنَّ بها.
يعني بحسن ظنّه في الله وحسن رجاءه.


(البداية والنهاية 9/4)

احمد المصرى
[/ALIGN]


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس