الخيال هو أثير مجنَّح يجوب الدنيا ويخرج عن حدود العقل ليتنقل بين حدائق إبداع الخالق
مما داعب القلم وغازل الحرف . وما شابه الغيب ( بعيداً عن كل تشبيه ) وفاق كل الوصف
تارة يجوب الفضاء . وتارة يقلب صفحات الماء . وأخرى ليست كغيرها يغرد على فنن هدب
يسكن الحلم تارة ويغرق في المدى تارات . ويسافر إلى بلاد لم تاتي على ذكرها كتب الرحالة . ولم تطأها حوافر خيول الخيَّالة
يغيب كثيراً في عمق السراب . ويغرق في مدِّ الوان الطيف
أحياناً يسكن اللاوعي إبداعاً . وأحياناً يَسكُبُ الإبداع صرفاً في تلك المساحة المنمَّمة التي تفصل القرطاس عن سنان القلم
وكل الكون عنده جدارية يشَكِّلُ عليها بصمات حصيلته . ويرسم فوقها ملامح رحيله
ومثل الخيال فرس ليس له لجام يكبحه ولا سُرعٌ
وشخص محبكم الفقير إلى علم الله . نمى خياله على التحليق بحرية النسر في سماء الحرف . يبحث ويترقب ويتصيَّد غذاء فكره منه
وتارة يحلِّق في سرب من قطا . يتابعه صقور المعاني من ملوك الحرف . فتجده محلِّقٌ . ممدود الجناح . ولكن قلبه يرتجف رعباً من صاغة المعاني
وأرباب الفكر . وتارة تجده يطارد اليعسوب وهو يحاول أن يحاكي رقَّته
وذات يوم مليء بالجمال . تتبع قلمي خطوات زهرة نمت على ضفة البلاغة . وغرست في حوض مكسور . وكنت أتنفس عبيرها شذىً يسكن ذاكرة الإبداع . ويمنح النفس مساحة للتراضي مع الأمل في إشراقةٍ تستحق السهر
كنت اجد تلك الزهرة وقد غرست في غير ارضها كنجمة تسكن قلب نهر وتقسم له بأنها ستتلألأ على صفحاته يوماً من سمائها
تتبعت خطى تلك الزهرة حتى تنامت وتفتحت واصبحت بحق .. زهرة الشرق .. وقمر يسكب على ذلك النهر لجينه الصافي
ولاحت في خاطري فكرة من عمق ذلك الخيال .. لم لا ابذر في اوراق تلك الزهرة بذور فكري الجاف ؟
فالأرض خصبة والنهر رواء . وحسناً فَعَلْتُ . وها أنا ذا اليوم أصبح لموسمي حصاد وشذىً من مَسِّ تلك الزهرة
أيها السادة
زهرة الشرق أنشودة الحادي ورئة المحبين ونجم المهتدين
كل ما فيه عطاء . وكل من فيه إضافة وثراء ورِقة وصفاء . أقلام لها قامة وقد . وفكر له مدُ يتبعه مدْ
من جاوركم لا يناله إلاَّ فوح عَبِقْ وإشراقة فكر مُتَّسِقْ
أغيب عن هذه المساحة أحياناً لا لشيء إلاَّ لأنني أحاول ان استر سوأة جهلي . فأذهب بعيداً علِّي أن آتي بجديد . لكنني اعود بحصيلتي قأجدها خلقات لا تستر عورة . فأُداري نفسي عنها بالنظر
انظر الى مداخلاتكم المخملية الكريمة ولا اجد لها مايوازي شيء من حقها . فأفتعل غيابي
أيها الأحبة مجتمعين
لا أجد شيئاً أصف به هذا الموقع الرائد أكثر من نعته بإسمه .. زهرة الشرق ..
الخالصة وكل نبضي لكل من ساهم هنا ولو بحرف وعلى رأس الجميع المؤسس الكبير
أختي الفاضلة
كل الحنـــــــــــان
عبدالله