منتديات زهرة الشرق - عرض مشاركة واحدة

ديمة محمد · 27-08-04, 02:46 AM

إذا تأملت الدنيا وجدتها كلها متاعب وبلايا ومصائب ..وقد أحاطت بالناس من رؤسهم إلى أقدامهم..
قال ابن الجوزي ..ولولا أن الدنيا دار ابتلاء لم يضيق العيش فيها على الأنبياء والأخيار ..
فآدم يعني المحن إلى أن خرج من الدنيا ..ونوح بكى ثلاثمائة عام ..
وإبراهيم يكابد النار وذبح الولد .. ويعقوب بكى حتى ذهب بصره ...
وموسى يقاسي فرعون ويلقي من قومه المحن ..وعيسى لامأوى له إلا البراري في العيش الضنك ..
ومحمد-صلىالله عليه وسلم - يصابر الفقر وقتل عمه حمزة ، وهو أحب أقاربه إليه ، وقال_ صلىالله عليه وسلم _ (( الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر ))
والناس إذا طرقهم المرض أو غيره من المصائب اشتغلوا تارة بالجزع والشكوى ،وتارة بالتداوي ،
إلى أن يشتد عليهم فيشغلهم اشتداده عن الإلتفات إلى المصالح ، من وصيه ، أو فعل خير أو تأهب للموت ...
فكم ممن له ذنوب لايتوب منها .. أو عنده ودائع لايردها ، أو عليه دين أو زكاة ، أو في ذمته مظلمة لايخطر له تداركها ..وإنما حزنه على فراق الدنيا إذ لاهم له سواها..
(( اللهم أيقضنا من سنة الغفلة ، ووفقنا لإغتنام أيام المهلة .. وأرزقنا الإستعداد للنقلة وأغفرلنا ولوالدينا ولجميع المسلمين ...
((من كتاب __موارد الظمآن لدروس الزمان --))