هناك رأي يقول من يحبوا يغضبوا أي عندما يشتد الحب ويصل إلى ذروته يغضب صاحبه يغضب صاحبه عندما يصطدم في المحبوب أو يغضب عندما يتصرف الطرف الآخر بطريقة مختلفة أو غير المتفق عليه، ويغضب حتى يظن المحبوب بانه يكرهه.
والعكس صحيح ..فعندما تصيب المحب عدم المبالاة ولا يغضب من أي تصرف من محبه ، ولا يعود يهتم بأي تصرف فقد مات الحب في قلبه ، وهذا النوع من الغضب قد يظهر بشدة عند الآباء والأمهات ، فعندما يزيد حبهم لأولادهم ويشتد هذا الحب يغضبون من تصرفات أبنائهم عندما تكون على غير هواهم أو عندما يصابون بخيبة الأمل فيهم .
فمثلاً عندما لا يهتم أحد أبناءهم بدراسته يخاف الأهل ومن شدة حبهم له
أو لها يغضبون ، وعندما يقلقون عليه وعلى مستقبله يغضبون اكثر واكثر ..
ولأنهم يحبون أبنائهم حباً جماً وبدون مصلحة فهم يخافون عليهم ويغارون على مستقبلهم ، ويتمنون لهم أن يكونوا في احسن حال ، وكلنا نعلم أن حب الأهل لا يزيد عليه حب فالوحيدان اللذان يتمنيان لابنهما أو ابنتهما أن يكونا احسن منهما بل واحسن من كل الناس هما الأم والأب ..
ولكن عندما ترى بعض الأهالي لا يغضبون ولا يقلقون ولا يخافون وتصيبهم اللامبالاة تعرف حينها مدى حبهم لأبنائهم .
ومن الحب الذي يغضب أيضاً حب الوطن فعدما يحب الفرد وطنه حباً حقيقياً ، يغار عليه ويخاف على مصلحته ، ويحب أن يراه احسن بلد ، فيغضب عندما يصدم فيه ، أو عندما تصيبه خيبة الأمل فيه ، وعندما يراه يتدهور ولا يتقدم يغضب أيضاً.
والغضب مطلوب لان الحب مطلوب ،ولكن الأهم من الغضب هو أن نتعلم كيف نحول الغضب إلى طاقة مليئة بالحب تُصلح الحال ، طاقة تساعدنا على الإنجاز ، تساعدنا على العمل والتقدم وطاقة تحول غضبنا إلى مزيد من الحب النافع .