منتديات زهرة الشرق

منتديات زهرة الشرق (http://www.zahrah.com/vb/index.php)
-   نفحات إيمانية (http://www.zahrah.com/vb/forumdisplay.php?f=6)
-   -   مناجاة ابن عطاء الله السكندري رضي الله عنه (http://www.zahrah.com/vb/showthread.php?t=6113)

أمل الشرق 20-02-03 10:45 PM

مناجاة ابن عطاء الله السكندري رضي الله عنه
 
بسم الله الرحمن الرحيم



( إلـهي ) أنا الفقيرُ في غنايَ ، فكيف لا أكونُ فقيراً في فقري ؟
( إلـهي ) أنا الجاهلُ في علمي ، فكيف لا أكونُ جاهلاً جهولاً في جهلي ؟
( إلـهي ) إنَّ اختلافَ تَدْبِيركَ ، وسرعةَ حلولِ مقاديركَ ، مَنَعَا عبادَكَ العارفينَ بِكَ مِنَ السُّكونِ إلى عطاءٍ واليأسِ منك في بلاءٍ .
( إلـهي ) مني ما يليقُ بِلُؤْمي ، ومنك ما يليقُ بكرمِكَ .
( إلـهي ) وَصَفْتَ نفسَكَ باللُّطفِ والرَّأفةِ بي قبل وجودِ ضَعْفِي ، أَفَتَمْنَعُنِي منهما بعدَ وجودِ ضَعْفِي ؟
( إلـهي ) إنْ أظهرتَ المحاسنَ مني فَبِفَضْلِكَ ولك المِنَّةُ عليَّ ، وإنْ ظَهَرَتْ المَساوِىءُ مني فَبِعَدْلِكَ ولكَ الحجةُ عليَّ .
( إلـهي ) كيف تَكِلُني إلى غيرك وقد تَكَفَّلْتَ لي ؟ وكيف أُضامُ وأنت الناصرً لي ؟ أم كيف أَخِيْبُ وأنت الحَفِيُّ بي ؟ ها أنا أَتَوَسَّلُ بِفَقْرِي إليك وكيف أَتَوَسَّلُ إليك بما هو مُحَالٌ أنْ يَصِلَ إليك ؟ أمْ كيف أَشْكُو إليك حالي وهو لا يَخْفَى عليك ؟ أم كيف أُتَرْجِمُ إليك بمقالي وهو منك بَرَزَ ؟ أم كيف تَخِيْبُ آمالي وهي وَفَدَتْ عليك ؟ أم كيف لا تَحْسُنُ أحوالي وبك قامتْ وإليك ؟
( إلـهي ) ما أَلطَفَكَ بي مع عظيمِ جهلي وما أَرْحَمَكَ بي مع قبيحِ فعلي .
( إلـهي ) ما أَقْرَبَكَ مني وما أَبْعَدَني عنك وما أَرْأَفَكَ بي ، فما الذي يَحْجُبُنِي عنك .
( إلـهي ) قد علمتُ باختلافِ الآثار وتَنَقُّلاتِ الأطوارِ أنَّ مُرادَكَ مني أنْ تَتَعَرَّفَ إليَّ في كلِّ شيءٍ حتى لا أَجْهَلَكَ في شيء .
( إلـهي ) كُلَّما أَخْرَسَني لُؤْمي أَنْطَقَنِي كرمُكَ ، وكلما أَيْأَسَتْنِي أَوصافي أَطْمَعَتْنِي مِنَنُكَ .
( إلـهي ) من كانت محاسِنُهُ مساويء فكيف لا تكون مساويه مساويء ؟ ومن كانت حقائقه دعاوي فكيف لا تكون دعاويه دعاوي .
( إلـهي ) حُكْمُكَ النافذُ ومشيئتُكَ القاهرةُ لم يترُكَا لذي حالٍ حالاً ولا لذي مقالٍ مقالاً .
( إلـهي ) كم من طاعةٍ بَنَيْتُها وحالةٍ شيَّدْتُها هَدَمَ اعتمادي عليها عدلُك ، بل أقالني منها فضلُك .
( إلـهي ) إنَّكَ تعلم وإنْ لم تَدُم الطاعةُ مني فعلاً جازماً ، فقد دامت محبةً وعزماً .
( إلـهي ) كيف أعزِمُ وأنت القاهر ؟ أم كيف لا أعزِمُ وأنت الآمر ؟
( إلـهي ) ترددي في الآثار يوجبُ بُعْدَ المزار فاجمعني عليك بخدمة توصلني إليك .
( إلـهي ) كيف يُسْتَدَلُّ عليك بما هو في وجوده مُفْتَقِرٌ إليك ؟ أيكونُ لغيركَ من الظهور ما ليس لك ، حتى يكون هو الْمُظْهِرَ لك ؟ متى غبت حتى تحتاج إلى دليل يدل عليك ؟ ومتى بعدت حتى تكون الآثار هي التي توصل إليك ؟
( إلـهي ) عميت عين لا تراك عليها رقيباً وخسرت صفقةُ عبدٍ لم تجعلْ من حُبِكَ نصيباً .
( إلـهي ) أمرتَ بالرجوع إلى الآثار فارجعني إليها بكسوة الأنوار وهداية الاستبصار ، حتى أرجع إليك منها ، كما دخلت عليك منها مصون السِّر عن النظر إليها ، مرفوع الهمَّة عن الاعتماد عليها ، إنَّك على كل شيء قدير .
( إلـهي ) هذا ذلي ظاهرٌ بين يديك ، وهذا حالي لا يخفى عليك ، منك أطلب الوصول إليك ، وبك أستدلُ عليك ، لا بغيرك ، فاهدني بنورك إليك ، وأقمني بصدق العبودية بين يديك .
( إلـهي ) علمني من علمك المخزون ، وصِنّني بسر اسمك المصون .
( إلـهي ) حققني بحقائق أهل القُرب ، واسلك بي مسَالِكَ أهل الجذب .
( إلـهي ) أغنني بتدبيركَ عن تدبيري ، وباختياركَ عن اختياري ، وأوقفني على مراكز اضطراري .
( إلـهي ) أخرجني من ذُّلِ نفسي ، وطهرني من شَكِي وشِرْكِي ، قبلَ حلول رمسي .
( إلـهي ) تقدَّسَ رضاكَ أن تكونَ لهُ عِلَّةٌ منك ، فكيف تكون له علة مني .
( إلـهي ) إنَّ القضاءَ والقدرَ قدْ غلبني ، وإنَّ الهوى بِوَثائِقِ الشَّهوةِ أَسَرَني ، فَكُنْ أنت الناصر لي ، حتى تنصُرَني ، وتنصُرَ بي ، وأغنني بفضلكَ حتى أَسْتَغني بِكَ عن طَلَبي .
أنت الذي أَشْرَقْتَ الأنوارَ في قلوبِ أوليائِكَ ، وأنت الذي أَزَلْتَ الأغيارَ من قلوبِ أحبائك ، وأنت المؤنس لهم حيث أوْحَشَتْهُمُ العوالِم ، أنت الذي هَدَيْتَهُم حتى اسْتَبَانَتْ لهم المعالم ،ماذا وَجَد من فَقَدَكَ ؟ وما الذي فَقَدَ من وَجَدَكَ ؟ لقد خابَ من رضِيَّ دونَكَ بدلاً ، ولقد خَسِرَ من بَغَى عنكَ مُتَحَوَّلاً ، كيف يُرجَى سِواكَ وأنت ما قطعتَ الإحسان ؟ أم كيف يُطْلَبُ من غَيرِكَ وأنت ما بَدَّلْتَ عادةَ الامتنان ؟ يا من أذاق أحبابَهُ حلاوةَ مُؤانَسَتِهِ فقاموا بين يديه مُتَمَلِّقِينَ ، يا من أَلْبَسَ أَولياءَهُ ملابِسَ هيبتِهِ فقاموا بعزَّتهِ مستَعِزِّين ، أنت الذاكرُ من قبلِ الذاكرين ، وأنت البادىءُ بالإحسانِ من قبلِ تَوَجُهِ العابدين ، وأنت الجَوادُ بالعطاءِ من قبل طلب الطالبين ، وأنت الوهاب ، ثم أنت لَمَّا وَهَبْتَنَا مِنَ المسْتَقْرِضين .
( إلـهي ) اطلُبْنِي برحمتكَ حتى أَصِلَ إليك واجذِبني بمنتِكَ حتى أُقبِلَ عليك .
( إلـهي ) إنَّ رجائي لا ينقطعُ عنكَ وإنْ عَصيتُك ، وإنَّ خوفي لا يُزَايلُني وإنْ أطعتُك ، قد دفَعَتْني العوالم إليك ، وقد أوقفني علمي بكرمكَ عليك .
( إلـهي ) كيف أَخيبُ وأنت أملي ؟ أم كيف أُهانُ وعليكَ مُتَّكَلي ؟
( إلـهي ) كيف أَستعِزُّ وفي الذِّلةِ أركزتني ؟ أم كيف لا أستَعِزُّ وإليكَ نَسَبْتَني ؟
( إلـهي ) كيف لا أفتقرُ إليكَ وأنت الذي في الفقر أَقمتني ؟ أم كيف أَفتقرُ إلى غيرِكَ وأنت الذي بجودِكَ أَغنيتني ؟ أنت الذي لا إله غيرُكَ ، تَعَرَّفتَ لكل شيء ، فما جَهِلَكَ شيء ، وأنت الذي تعرَّفتَ إليَّ في كل شيء ، فرأيتُكَ ظاهِراً في كل شيء ، فأنت الظاهرُ لكل شيء ،يا من استوى برحمانيتِهِ على عرشه ، فصارَ العرشُ غيباً في رحمانيتهِ ، كما صارت العوالم غيباً في عرشهِ ، مَحَقْتَ الآثارَ بالآثارِ ، ومَحوتَ الأغيارَ بمُحيْطاتِ أفلاكِ الأنوار ، يا من احتجبَ في سُرَادِقاتِ عِزِّهِ عن أن تُدْرِكُهُ الأبصار ، يا من تجلَّى بكمالِ بَهائِهِ فتحققَتْ عظمَتَهُ الأسرارُ ، كيف تَخْفَى وأنت الظاهِرُ ؟ أم كيف تَغيبُ وأنت الرقيبُ الحاضِرُ ؟

ملاحظة :
أكثر ما يظهر فضلُها للتالي في وقت الأسحار وبعد صلاة الصبح فلها هناك سِّرٌ عظيم وفتح جسيم ، فمن لازمها في ذينك الوقتين وجد بسطاً زائداً على العادة ..
قاله : ابن عجيبة في شرحه للحكم .


من روض الرياحين

الاكحــل 21-02-03 03:49 AM

( إلـهي ) اطلُبْنِي برحمتكَ حتى أَصِلَ إليك واجذِبني بمنتِكَ حتى أُقبِلَ عليك .
( إلـهي ) إنَّ رجائي لا ينقطعُ عنكَ وإنْ عَصيتُك ، وإنَّ خوفي لا يُزَايلُني وإنْ أطعتُك ، قد دفَعَتْني العوالم إليك ، وقد أوقفني علمي بكرمكَ عليك .

جزاك اللة الف خير اختي

بنـ زايـد ـت 21-02-03 01:17 PM

الأخت العزيزة : أمل الشرق
ياهـلا فيـك .. وحياك الله معانا ..

تسلمين على هذه المشاركة
وبارك الله فيك ووفقك ..

تحياتي لك ..

المنادي 21-02-03 02:36 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
اختي في الله تعالى .. امل الشرق

السلام عليك ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خير الجزاء ووفقك الله تعالى لما يحب ويرضى
الهلم امين

المنادي


الساعة الآن 01:00 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.