منتديات زهرة الشرق

منتديات زهرة الشرق (http://www.zahrah.com/vb/index.php)
-   واحة الزهـرة (http://www.zahrah.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   بين المعية والتبعية (http://www.zahrah.com/vb/showthread.php?t=52470)

لميس صلاح 12-12-10 08:32 PM

بين المعية والتبعية
 



بين المعية والتبعية

المعية أن تأتي بعقلك وقلبك لتساند رسالة أو هدفا أوقضية، والتبعية أن تلغي عقلك وقلبك وأن تتبع شخصا أومذهبا أو جماعة فتكون دمية كحجر في اليم أو ريشة في الهواء، المعية منهج الإسلام: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ) (الفتح: ٢٩)، أو كما قال تعالى: (وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (النمل: ٤٤ )، فلم تسلم ملكة سبأ لسليمان، وإنما مع سليمان النبي الملك الغني، وكذا أصحاب النبي لم يسلموا له وإنما أسلموا معه؛ فصنعوا حضارة عالمية، أما التبعية فهي منهج الفراعنة في كل زمان ومكان، منهاجهم: (مَا أُرِيكُمْ إِلا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلا سَبِيلَ الرَّشَادِ ) (غافر: ٢٩)، كلماتهم "أنا الشعب" ، فصنعوا ذيولا بشرية، ومخلفات حضارية، المعية تفكير وإبداع واختراع وابتكار، والتبعية تقليد وانصياع، وذل وضياع، (كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لا يَسْمَعُ إِلا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ) (البقرة: ١٧١)، أو كما قالوا: (إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ) (الزخرف: ٢٣)، المعية تقدير واحترام متبادل للغير لأن معيار التفاضل التقوى، وهي مدفونة في أعماق القلب لا يعلمها إلا رب هذه القلوب، الذي يدوم ولا يزول، أما التبعية فعبودية لمعايير التفاضل في المال والحسب والنسب والمنصب، مما يزول ولا يدوم، المعية مع القادة تعني التشاور والتناصح: (مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ) (النمل: ٣٢ )، أو (أهذا منزل أنزلكه الله أم هو الرأي والحرب والمكيدة ...)، ليصل القائد ومن معه إلى أرقى المنازل وأفضل الآراء وأقوى الأدلة، أما التبعية فهي انحصار للعقول في عقل واحد، وتقديس لآراء الزعماء، وتخليد وتقليد لأراء الكبراء، وانتقاص من مبادرة النصحاء، وارتجاف أمام المدراء "صباح المدير يا سعادة الخير" و"شبيك لبيك، محسوبك بين إيديك"، و"من إيدك دي لإيدك دي".

المعية تكريم الإنسان لنفسه وتقدير لرأيه واعتزاز بشخصيته واحترام لغيره، والتبعية إهانة الإنسان لنفسه، وذلة لغير ربه، واستجداء في غير موضعه.

رحم الله الشافعي كان يخرج رجالا معه فكان مؤذن مسجده الربيع بن سليمان المرادي عالم الأصول معه وبعده، وأخبر تلميذه المزني أن يخبر من خلفه حرمة تقليده أو تقليد غيره من الأئمة، لكن التبعية أنتجت هذا السؤال الردئ: هل يجوز أن يتزوج الشافعي حنفية؟! فأجاب المقلد الأعمى: لا يجوز، ثم استدرك قائلا: يجوز قياسا على نكاح الذمية، ولو بعث الإمامان أبو حنيفة والشافعي لتبرآ من السائل والمجيب معا.

فهل آن الأوان أن نكون أصحاب معية وهوية ورسالة تسمو إلى العلياء، وليس أتباعا أندالا ملتصقين بالتراب، نلهث وراء السراب!.



منقول

حبىالزهرة 12-12-10 09:14 PM

رد: بين المعية والتبعية
 
جميل ما جاء من شرح فالمعية تكريم الإنسان لنفسه
وتقدير لرأيه واعتزاز بشخصيته واحترام لغيره،
والتبعية إهانة الإنسان لنفسه، وذلة لغير ربه،
واستجداء في غير موضعه.



وبخصوص سؤالك


هل آن الأوان أن نكون أصحاب معية وهوية ورسالة تسمو إلى
العلياء، وليس أتباعا أندالا ملتصقين بالتراب، نلهث وراء السراب!.



نعم متى ما حكم بنا شرع الله


قال تعالى


ان اكرمكم عند الله اتقاكم


هنا تكمن الحرية للانسان


كونه موجه نفسه بنفسه



اما حكم الديمقراطية والتي نعيشها
اليوم وهي من تجيز تعدد الأحزاب


فهنا تكمن التبعية قال تعالى


(من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون )


فهل آن الأوان أن نكون أصحاب معية


قال تعالى


"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"


تحيتي وتقديري لشخصك

لميس صلاح 13-12-10 10:43 AM

رد: بين المعية والتبعية
 
[align=center]اشكرك كل الشكر لهذه المشاركة اللطيفة
أفضل أن أكون مع اصحاب المعية بإذن الله
لك الشكر الجزيل لمرورك الطيب أخي حبىالزهرة

لك تحياتي العطرة
[/align]

sad_girl 13-12-10 10:13 PM

رد: بين المعية والتبعية
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ألف شكر لك أختي لميس على الموضوع الرااائع جدا جدا
أفكار واهداف روعة كثير قرأتها في الموضوع
الله يعطيكي ألف عافية

لميس صلاح 17-12-10 07:57 PM

رد: بين المعية والتبعية
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حبيبتي الحمدلله للفايدة
الله يخليك ويعافيك من كل شر
لك تحياتي


الساعة الآن 10:30 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.