منتديات زهرة الشرق - الام تحتاج الى من يداوى

[align=justify]الام تحتاج الى من يداوي

توفى الاب تاركا خمس بنات وطفلا صغير فعاشت العائله تتجرع الام اليتم مع امهم السقيمه التى بدات بالعمل لكى تعيل عائلتها عملت الام بعد ان استنفدت كل المساعدات المقدمه لها من الناس الطيبين فى سوق المدينه كما
كان زوجها المسكين يبيع الحاجات البسيطه (حاجه بربع )وعلى حياء منها لم تستطع ان تنادى بها كما كان زوجهاالراحل بينما تعالت اصوات البقاله وباعه الثلج وكانها روح السوق العراقى المعتاد مر يوم لم تكسب فيه سوى الف دينار فقط اشترت فيه خبزا لتعود الى بيتها المتواضع البعيد عن الاحياء الراقيه والمكون من غرقتين فقطوالمسمى مجازبيتا فسقفه الخشبى الذى تقطنه العصافير وحيطانه المطليه بطلاء قديم والذى غلب على لونه اللون الاسود وجه السنين االحقيقى من جراء تعاقب دخان المدافئ ( الجوله ) عليه ربما هناك بنات او اشباح بنات لما ترك الفقر فى وجوة اتباعه من الكدر والحزن واللواتى تركن الدراسه مبكرا بسبب ضيق الحال بملابس رثه وحال بائس حال بينهن وبين بنات الحى فلا يختلطن باحد من بنات الحى بل كان البيت مضجعهن ولايخرجن منه ابدا يتعاقبن الثياب اذا ارادت احداهن الخروج لضرورة وليتها بقيت يثوبها لانه لا يخلو كل ثوب من الرقع

اما الطفل الصغير الذى لم يعرف فى قاموسه الطفوله بمفهومها العام والذى لا يتجاوز الثمان سنوات لا يملك من

الدنيا سوى ثوب واحد وحذاء بلاستيكى قد تراة يلعب مع الصغار فى الحى لكن لعبه الاستمتاع بالنظر الى الاطفال الاخرين وهم يركبون الدرجات الهوائيه وينتقون اجمل الالعاب ويلبسون اجمل الثياب ويشترون الحلويات وغيرها 0فنمت لديه رغبه فيما عند الاطفال لكنه يلجا الى البكاء عندما يعلم ان الحال ليس باليسير وان المعركه من اجل لقمه العيش فقط 0

عادت الام المكسينه تحمل هموم السنين مع خبزها الى بيتها المتواضع ليستقبلها طفلها كما يستقبلنا اطفالنا مسائلا اياها (هل احضرتى لى الحلوى،هل احضرتى لى لعبه ) بكت وعندما وجدت نفسها عاجزة عن تلبيه فاتورة ابنها اليتيم لم تجد الاكسرةخبز تعطيه اياها لكنه شرع فى البكاء ليذهب الى زاويه من زوايا البيت مضت ثلاثه ايام لم تاكل العائله الاالخبز والماء وهناك كيس من التمر غلب عليه العفن غير ان الجوع عديم الرحمه 0

لم يأت احد لخطبه احدى البنات وبالرغم من كمال الاوصفاف (الدين والخلق والحشمه والجمال )غير ان الناس تبحث عن الاغنياء والوجهاء والاثرياء وكان الفقراء قد خلقو لغير عالم 0

منعت الام من العمل على الرصيف عدة مرات غير ان انه لا طريق الا العمل او استجداء الناس غير ان الاخير اصعب من الموت ذاته ،

بقى الحال كما هو الى ان احست الام يوما ما بضيق فى التنفس غير ان الراحه ليس لها طريق فالراحه تعنى البقاء بدون قوت0
خرجت الى السوق متوكله على الله غير ان الارهاق والتعب قد تمكن من جسدها احست بدوار شديد وضيق فى التنفس وما هى الاثوان حتى سقطت على الارض تم نقلها الى المستشفى عير انها لفضت انفاسها الاخير وفراقت الحياة ،اقام اهل الحى مجلس العزاء عن اهل البيت واصبحت العائله تلتحف اليتم والفقر كاملا واصبح الان من يعول العائله طفل صغير لا يتجاوز الثمانى سنوات تاركا المدرسه والعب مع اقرانه ليستقبل الحياة من افقر ابوبها

وليواجه زحمه الحياة مبكرا 0

عمل الصغير فى احدى محلات البقاله بعد ان بحث جاهدا عن عمل غير ان صغر سنه كان حائلا بينه وبين قبوله بدات حياته العمليه بالتنفس شيئا ما، فصاحب المتجر كان يزدى له بالعطايا ويعطيه بعض الفواكه والخضر مجانا

بعدما علم بحاله ، واحس البيت المسكين بشئ من النشوة الضئيله فى ظل ذلك الظرف الرهيب 0

وفى ذات صباح خرج الطفل الصغير ودعوات اخواته له بالرزق والكسب الحلال 0وكالعادة بدا بترتيب الخضروات والفواكه فى ساعه مبكرة من الصباح ،وبدات حركه السوق من جديد تتزايد فصوته الرقيق المميز وسنه قد جلب الزبائن حوله وترك الحيرة والحسد فى وجوة البقاله الاخرين فى سوق المدينه 0
وعند اكتضاض السوق بالناس حدث انفجار هائل جدا استهدف سوق المدينه وما هى الا لحضه حتى انتشرت رائحه الشواء البشرى والجثث تملا المكان ومن بين الضحايا طفلنا المسكين الصغير الذى اختلط لحمه ودمه بالطماطه والباذنجان والخيار و00، واصبح فى البيت الان خمس بنات فقط مؤمنات صابرات محتسبات 00 هل يا ترى سيموتن جوعا ام سيواجهن المصير نفسه 0

منقوله

محمود الكبيسي

اخى القارء تذكر ان هناك المئات من هذة الصور فلا تنسى الفقراء والمساكين واليتامى [/align]