منتديات زهرة الشرق - ¦[ شَــرّ البَلِيّــة مَـا يُضْحِــكْ ..!!! ]¦

الاحتلال يوجه تهمة لأسير أصم أبكم بتلاوة بيان للجهاد عبر مكبرات الصوت

تتالت طواقم المحققين على المعتقل الأصم الأبكم فريد محمود سليمان من سكان الأغوار لإرغامه على الاعتراف بتهمة تلاوة بيان عبر مكبرات الصوت باسم حركة الجهاد الإسلامي وتعريض الأمن الإسرائيلي للخطر , في الوقت الذي أعلن فيه سليمان صاحب التجربة الأولى في الاعتقال رفضه التوقيع على أي ورقة .

وقال المعتقل المحرر وجدي خالد عبد الرحمن، الذي التقى الأسير الأصم الأبكم فريد في زنازين التحقيق في سجن الجلمة وعاش معه لمدة أسبوع، إنه يتمتع بمعنويات عالية، ورغم إصابته بأنفلونزا حادة، ورفض إدارة السجن علاجه، أبلغه أنه اعتقل من قبل قوات الاحتلال قبل شهر على حاجز عسكري قرب نابلس.

الاعتقال
وأضاف المحرر وجدي، الذي تمكن من التحدث مع الأسير فريد بلغة الإشارة، إنه علم منه أن الجنود في البداية شككوا في كونه أصمّا وأبكما. ورغم محاولة الأهالي الذين كانوا معه في السيارة تأكيد ذلك، إلا أن الجنود قيّدوه واعتقلوه ونقلوه لمعتقل الجلمة بعد أن أمضى أياما في عدة مراكز توقيف إسرائيلية.

جهاز كشف الكذب
ويقول وجدي: في البداية واجهت صعوبة في فهم كل ما يقوله فريد، ولكن بعد يومين من الحديث بالإشارة، خاصة انه كان في حالة مرضية، فهمت وبدأت أستوعب إشاراته، فعلمت منه أنه اقتيد للتحقيق معه في سجن الجلمة، وقام ضباط المخابرات بعرضه على جهاز كشف الكذب للتأكد من كونه أصم وأبكم، وبعد ذلك اقتادوه للتحقيق، حيث أحضروا خبيرا إسرائيليا متخصص في لغة الإشارة.

تهم ملفقة
شرح فريد للخبير الإسرائيلي أنه اعتقل عن حاجز دون سبب وأنه متزوج ولديه طفلة ويعمل مزارعا وليس له نشاط سياسي، ولكن المخابرات استخدمت عدة طواقم محققين لاستجوابه وقاموا بتوجيه تهمة تلاوة بيان تحريضي ضد الاحتلال باسم حركة الجهاد الإسلامي.

ويقول الأسير المحرر وجدي: أنكر فريد التهم، وهزأ من ضباط المخابرات والخبير وطلب منهم القول لهم كيف يمكن أن يقوم بقراءة بيان وهو لا يتكلم منذ ولادته، فقد ولد أصمّا وأبكما، وطوال حياته لم يردد سوى بضع كلمات".

ويضيف: استغل ضباط المخابرات هذه الجملة ليهاجموا فريد واتهامه بأن تلك الجمل كانت تحريضية ضد الاحتلال.

التعذيب الوحشي
فشلت جهود فريد لإقناع المخابرات بأن التهم ملفقة، فقاموا بالتحقيق معه وتعذيبه، كما قال، بشكل وحشي، فأحيانا كانوا يجبرونه على خلع ملابسه ويصلبونه بالبرد الشديد أو يسكبون الماء البارد عليه ويمنعونه من مقابلة المحامين. في المقابل جرى تمديد توقيفه عدة مرات في محكمة الجلمة دون السماح للمحامي بحضور الجلسة، واستجابت المحكمة لطلب النيابة بتمديد اعتقاله بذريعة أنه "يشكل خطرا على الأمن الإسرائيلي".

السخرية والعقاب
وسخر الأسير الأصم الأبكم فريد من التهم الموجهة إليه من قبل المحكمة، وقال للخبير الإسرائيلي بالإشارة ليخاطب المحكمة: أنتم مجانين ومجرمون وتمارسون حقدكم على الشعب الفلسطيني، لأن اعتقالي غير المبرر يؤكد أن الاحتلال ليس لديه هدف سوى الانتقام منا، فكيف لعاقل أن يصدق أن أصمّا وأبكما مثلي يمكن أن يقرأ بيان في سماعة".

وقامت المخابرات بمعاقبته من خلال صلبه يوما كاملا عاريا دون طعام أو شراب، كما منع من الاستحمام لمدة أسبوع .

منذ اعتقاله، يقول وجدي، لا زال فريد يتعرض لشتى صنوف التحقيق، وفقط لتردي حالته الصحية أوقفوا تعذيبه، ولكن المخابرات لا زالت تهدده لإجباره على التوقيع على ورقة باعترافاته "لذلك أوجه نداءا للمؤسسات الإنسانية والدولية للتدخل وإثارة قضية هذا المعتقل الأصم الأبكم والضغط على الاحتلال للإفراج الفوري عنه، لأن اعتقاله غير قانوني ويعرض وضعه الصحي للخطر