منتديات زهرة الشرق - وداعا بغداد

[moveup][c]وداعــــــــا بغــــــــــداد [/c] [/moveup]

[c]http://www.alriyadh.com.sa/Contents/...images/ss5.jpg

جثمان الطفل الرضيع ( 6أشهر) يسجى الى جانب جثمان والدته قبيل تشييع الجنازة في الحلة

أول ....... شاهدوا الرضاعة ............ بالله عليكم

لن أقول شيئا جديدا ... كغيري ..لأن مانكتبه كلاماً مجاناً لن يذود عن الحمى ولن يحول دون

هتك الأعراض .. ولن يوقف زحف المغول .

هذا هو قدرنا

نكتب مقالات جنائزية ونعزف على أوتار قلوب بعضنا سيموفونية أنغام الشرف المستلب نبرر

بصورة أو بأخرى تخاذلنا ..وصمتنا .. نتحدث بغداد تحرق ..القنابل تلعن ..الصواريخ الغبية

تحقق الهدف بدقة .. حسنا ثم ماذا

ثم تسعفنا مشاعرنا لنرى أطفالا أندى من أزهار الربيع يصرخون ... ترميهم القاذفات أشلاء

مقطعة هنا وهناك .. ينادون ولايدرون من ينادون!! .. بحت حناجرهم وهم يصطرخون في

الفضاء .. النار تشتعل في أجسادهم وتشوي قلوب آبائهم .. يحلمون بالمقاومة

فيـبهتهم "كروز" ليغتال خفقة الأمان في صدورهم

هذا هو قدرنا

ننثرشعراً ... يغلب حبات الرصاص.. رنان .. طنان .. لكنه لايقتل إلا رجولتنا ...مقفى بحروف

العار ..أرخص من ورق سجائر "صدام " ... نوهم به أنفسنا حين نسميه مشاركة وجدانية

لكننا لا نلبث أن نقلب الصحف والمجلات ونشرب الشاي .. على دفء حرائق بغداد

هذا هو قدرنا

نحاول أن ننسيهم دمدمة الجراح الثائرة في قلوبهم وهذا حسن في القبح الطاغي .. لكن الذي

ينبغي أن نعلمه ..خناجر صمتنا في صدورهم أقوى من كل شيء وأقول كما قال الكاتب علي

سعد موسى (تـبرعاتنا، كانت كريمة أم خجولة قد تساهم في صب الدماء في عروق الإخوة

لكنها لن توقف النزيف الدامي !!)

هذا هو قدرنا

نقترب من الحدث ... نقلب القنوات الفضائية تتنفس بقايا الإنسانية في قلوبنا فتعصرنا مناظر

البؤس وجندلة الأجساد وتشوهات الصور التي تعبث بها المتفجرات ...فنبكي قليلا ثم ننام

ونستيقظ في الصباح نشرب الكابتشينو ونبحث عن "الريموت" نتابع المشاهد الجديدة

آه ..هل سيرحمنا التأريخ

الم يحن الموت بعد

حينما يقلب أحفادنا صفحات التأريخ ويقرأون عن تأريخ بغداد ... عن عاصمة البطولات ..عن

موطن الشعراء والأدباء ترى ماذا سيقرأون عنا ... هل سيترحمون علينا أم

بغداد .. وأرض الرافدين ..ليست لصدام ولا لحزب البعث ..ولاهي للأكراد ..ولاملك للشيعة .. ولا

حتىلأنصار السنة .. بغداد ملك كل خلية تتنفس في جسد أي مسلم .. يعيش في مشارق الأرض

ومغاربها

بغداد أريقت لأجلها دماء ...وعلى جماجم الأبطال شيدت قلاع وحصون عظام ..ودون أسوارها

قدم العلماء الأوائل رقابهم ..وسبحت في نهر دجلة والفرات كتبهم ومخوطاتهم ...

دار التأريخ دورته ...وجاء ت امرأة التتار في هيئة دولة لتقول للمسلم الرجل في شكل دولة

انتظر هنا حتى آتي بالسكينة لأذبحك

وهاهي فاصلة الزمن خجلى وهي ترى بغداد تساق عنوة إلى مجهول ..ربما يكون الأسوأ في

تأريخها ..يحدث في بغداد الآن مالم يفعله هولاكو ولاتيمورلنك .. ستكون هذه الفاجعة حتما

سببا لتبدل الحالة الذكورية لدى المتفرجين إلى شيء آخر ..لا نعلمه

نعم ..قدرنا أن يسجل الـتأريخ أسوأ لحظات الخنوع البشري في زماننا نحن !! سنقول وداعاً

دار السلام .. وداعاً دار العلماء ..وداعاً دار الثقافات المجيدة.. لكن لاتنسوا (!!)هناك عند أسوار

بغداد ادفنوا معاني الشرف والرجولة ..ادفنوا ماتسمونه عرى الأخوة ..

مساكين نحن العرب ..

نتسابق أمام الشاشات نتابع مؤتمرات وزير الإعلام العراقي محمد الصحاف نتلذذ بشتمه وسبه

لأمريكا .. نقلب القواميس العربية وندعو الله أن تكون كلمة "علوج " "ومرتزقة " أشنع كلمات

في اللغة من حيث المعنى ... ثم نتنفس بعمق .. ونتخيل أننا أحرزنا تقدماً!

أعترف بأني مثلكم أتشوق لأحاديث الصحاف...أتدرون لماذا

أسألوا أنفسكم من هو الشخص الذي كان يجرؤ أن يشتم أمريكا قبله من أنا أقول كان

بعضنا يخشى أن يشتمها في نفسه فضلا أن يشتمها أمام الملأ..

لقد عشنا فترة من الزمن القبيح ولدى كثيرمنا حقيقة تصل إلى مرحلة اليقين بأن أمريكا تستطيع

أن تعلم كل شيء حتى أرقام ملابسنا الداخلية !! فمن يجرأ على كرههاأما شتمها فكان من

الموبقات التي تدخلك نار الدنيا القريبة ..اصدقوا القول فما عاد ينفع كذبات الزمان الأول إختلف

كل شيء ..الم تكن عقولنا مدخولة !! وتوكلنا على الله مدخول !! وإيماننا مدخول

لذا لا تستغربوا إذا كانت بغداد الثمن!! وانتظروا غيرها في طابور الإنتظار

كان الوقت لإكتشاف هذه الحقيقة للأسف متأخرا ... وأصبح الكلام عن أمريكا وظلمها وعدوانها

في إعلام المسلمين مجرد " تطهير" لمافي الصدور كما يسميه الإعلاميون لايقدم ولا

يؤخرالإستعاذة بأمريكا يزيدنا رهقا ويملأ قلوبنا خوفا فلماذا نستمرأ الذل ؟ لماذا لا يصدح

الجميع بالقرار الشجاع ونخاطر !! متى نستوعب مواعظ "ميسون"

مساكين نحن العرب ..نسلي أنفسنا حين نقرأ التأريخ قراءة مبتسرة بعيدا عن الواقعية نحلم

بفيتنام جديدة تنتظر أمريكا على أرض العراق ... ونسمي "صدام " ستالين العرب !! لكي يقف

معه الشعب فينهزم الغزاة ..كما فعل ستالين وشعبه المقهور مع النازية

إسقاطات تأريخية متباينة وغير موضوعية في نظري ومع ذلك فإحتمالية تكرارها مع إختلاف

الظروف وارد وليس ذلك على الله بعزيز .. لكن هذه التخرصات قيمتها على أرض الواقع نقطا

ضوئية في قماش أسود ...هي لاتمثل حلولا عملية...أصدق مايمكن قوله بشأنها.. أحلام

متفرجين

لا ولازال البعض منا يعزف على أنشودة منقاش !! سبحان الله ..

ستخسر أمريكا الكثير ...نعلم ذلك

لكن بالله عليكم أفيدوني ربما أكون ضيق الأفق ... هل سنخسر شيئا أكثر من تلك الصورة

التي نشرتها صحيفة البيان الإماراتية لإمرأة عراقية يضع الجندي الأمريكي يده في داخل ثوبها

قريبا من موطن عفتها يعبث بعرضها بحجة التفتيش والعالم يتاجر بكلام رخيص يضيع مع كروز

ويسخر منه هلفاير وتخرسه توماهوك!! هذا المشهد ياسادة يجعلنا نحن العرب نحثو على رؤسنا

التراب ..ونترحم على كرامتنا

أفيدونا ياسادة ياكرام .... هل إحتلال بغداد شيء لايعنينا

كتبت مقالا ثم مزقته ...وكتب آخر ومزقته ..في كل مرة أستحي من نفسي لأن هذه حيلتي !!

أريد أن أتحدث أكثر ..أريد أن أفرغ هما ثقيلا يجثم فوق صدري ..لكن بما أن ذلك لايتجاوز

مسمى "مقالة" أقف هنا ..

واترككم مع زفرات ابن الجوزي يرسلها لكم من قبره (أيها الناس مالكم نسيتم دينكم وتركتم

عزتكم وقعدتم عن نصر الله فلم ينصركم ، حسبتم أن العزة للمشرك وقد جعل الله العزة لله

ولرسوله وللمؤمنين ، يا ويحكم أما يؤلمكم ويشجي نفوسكم مرأى عدو الله وعدوكم يخطر على

أرضكم التي سقاها بالدماء أباؤكم ، يذلكم ويستعبدكم وأنتم كنتم سادت الدنيا ، أما يهز

قلوبكم وينمّي حماستكم مرأى إخواناً لكم قد أحاط بهم العدو وسامهم ألوان الخسف

أفتأكلون وتشربون وتتنعمون بلذائذ الحياة وإخوانكم هناك يتسربلون اللهب ويخوضون النار

وينامون على الجمر

وداعا بغداد

منقووووووووووووووول

[/c]