منتديات زهرة الشرق

منتديات زهرة الشرق (http://www.zahrah.com/vb/index.php)
-   نفحات إيمانية (http://www.zahrah.com/vb/forumdisplay.php?f=6)
-   -   ما هي تقوى الله (http://www.zahrah.com/vb/showthread.php?t=33585)

عادل الاسد 19-08-07 08:29 PM

ما هي تقوى الله
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اخواني واخواتي الأفاضل


فاتقوا الله ما استطعتم




رحم الله القرطبي فهو من قال: ( التقوى فيها جماعُ الخيرِ كله، وهي وصيةُ الله في الأولِين والآخِرِين، وهي خيرُ ما يستفيدُه الإنسان )

وقال أبو الدرداء :

يريد المرء أن يؤتى مناه
ويأبَى الله إلا ما أرادا
يقول المرء فائدتي ومالي
وتقوى الله أفضل ما استفادا

قال ابن منظور: التقوى: أصلها وقيا؛ لأنها فَعْلَى مِن وَقَيت (لسان العرب 15/110) وفي قوله تعالى: (ما لهم من الله مِن واقٍ): أي مِن دافِع، ووقاه وِقايةً: أي حَفِظَه، والتوقِية: الكَلاءة والحفظ وقوله تعالى: (هو أهل التقوى وأهل المغفرة) أي هو أهلٌ لأن يتقى عقابه وأهلٌ أن يعمل بما يؤدي إلى مغفرته.

قال الحافظ ابن كثير وقوله تعالى: (يا أيها النبي اتق الله) معناه: اثبت على تقوى الله ودم عليهوقوله تعالى: (قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا) تأويله: إني أعوذ بالله؛ فإن كنت تقيا فستتعظ بتعوذي بالله منك وقال: أصلُ التقوى: التوقي مما يُكرَه؛ لأن أصلَها وَقْوَى من الوقاية، قال النابغة:

سقطَ النصيفُ ولم تُرِدْ إسقاطَه فتناولَتْه واتقَتْنا باليدِ

وقد أخذَ هذا المعنى ابنُ المعتز فقال:
خَل الذنوبَ صغيرَها
وكبيرَها ذاك التقَى
واصنعْ كَماشٍ فوق أرضِ
الشوكِ يحذر ما يرى
لا تحقرن صغيرةً
إن الجبالَ مِن الحَصَى
صيانة النفس من المعاصي


وقال محمد بن أبي الفتح الحنبلي: التقوى: تركُ الشركِ والفواحِشِ والكبائرِ وعن عمر بن عبد العزيز: التقوى: تركُ ما حرمَ الله وأداءُ ما افترضَ الله، وقيل: الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم . وقيل: التقوى: تركُ ما لا بأسَ به حَذراً مما به بأس، وقيل: جِماعُها: في قوله تعالى: (إن الله يأمرُ بالعَدلِ والإحسان) (النحل 90).

وروى ابن ماجه في سننه عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: (ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله خيراً له من زوجةٍ صالحة؛ إن أمرَها أطاعَتْه، وإن نظرَ إليها سَرتْه، وإن أقسَمَ عليها أبَرتْه، وإنْ غابَ عنها نصَحَتْه في نفسِها ومالِه).

يقول الأصفهاني: التقوى جعل النفس في وقاية ويسمى الخوف تارة تقوى، والتقوى خوفا حسب تسمية مقتضى الشيء بمقتضيه والمقتضي بمقتضاه، وصارت التقوى في تعارف الشرع حفظ النفس عما يؤثم، وذلك بترك المحظور ..فتكون تقوى الله الحذر والخوف منه وتجنب غضبه وكأننا نتقي غضبه وبطشه بطاعته وبرضاه.

إن عبارات العلماء في تعريف التقوى تدور على صيانةِ النفس من المعاصي، وترك الشركِ والفواحِشِ والكبائرِ، والتأدب بآدابِ الشريعة. فالتقوى إذن: فِعلُ الطاعات واجتنابُ السيئات. وقال أبو يزيد البسطامي المتقي: من إذا قال قال لله، ومن إذا عمل عمل لله. وقال أبو سليمان الداراني: المتقون الذين نزع الله عن قلوبهم حب الشهوات.


قيمة التقوى


ان قيمة التقوى الكبرىهي في استتباب الأمن الاجتماعيّ يقول الحق تبارك وتعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقاناً)(الأنفال/29). أي معياراً تفرّقون به وبوساطته بين الحقّ وبين الباطل، والخير والشرّ، والانحراف والاستقامة.. والصحيح والخطأ. كما ان المقياس الأساسي للتفاضل في الثواب عند الله ، هو التقوى فقط، من دون بقية الأمور الأخرى من اختلاف الجنس أو اللون أو الإثنية ويتضح ذلك بجلاء من قوله تعالى (ان اكرمكم عند الله اتقاكم) (الحجرات /13). والأمر بملازمة التقوى، أمر باتباع كل خير، ومجانبة كل شر. إذ إن التقوى بمفهومها اللغوي ومدلولها الشرعي لا تحتمل غير هذا المعنى، فهي مأخوذة من الوقاية بمعنى الحفظ، والانسان لا يقي نفسه ولا يحفظها إلا إذا أتى بما أمر الله به من فضيلة، واجتنب ما نهى الله عنه من رذيلة وفي هذا سمو للنفس، وعروج بها في معارج والكمال، يضاف إلى ذلك قوة إرادة ومضاء عزيمة لحمل النفس على الاضطلاع بالتبعات والتكاليف.

وفي صحيح مسلم وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره، التقوى ههنا، التقوى ههنا، التقوى ههنا، ويشير إلى صدره، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم. كل المسلم على المسلم حرام: دمه وعرضه وماله)


الاستطاعة


والآية الكريمة (فاتقوا الله ما استطعتم). (التغابن/16) يقصد بها الحث على التقوى على قدر المستطاع أي: لا تدخر وسعا في تقوى الله ولكن الله لا يكلف الإنسان شيئا لا يستطيعه ويستفاد من قوله (فاتقوا الله ما استطعتم) أن الإنسان إذا لم يستطع أن يقوم بأمر الله على وجه الكمال فإنه يأتي منه على ما قدر عليه، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم لعمران بن حصين: صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا فإن لم تستطع فعلى جنب فرتب الرسول صلى الله عليه وسلم الصلاة بحسب الاستطاعة وبأن يصلي قائما فإن لم يستطع فقاعدا فإن لم يستطع فعلى جنب.

التقوى اذن منوطة بالاستطاعة فمن لم يستطع شيئا من أوامر الله فإنه يعود إلى ما يستطيع ومن اضطره إلى شيء من محارم الله حل له ما ينتفع به في دفع الضرر لقوله تعالى: (وقد فصل لك ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه) (الانعام/119) حتى إن الرجل لو اضطر إلى أكل لحم الميتة أو أكل لحم الخنزير أو أكل الحمار أو غيره من المحرمات فإنه يجوز له أن يأكل منه ما تندفع منه ضرورته.. يعني أن تتقي الله ما استطعت لأن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها وهذه الآية ليست آية يقصد بها التهاون بتقوى الله بل يقصد بها الحث على التقوى على قدر المستطاع أي: لا تدخر وسعا في تقوى الله ولكن الله لا يكلف الإنسان شيئا لا يستطيعه.

وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيح أنه قال (إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم، وإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه). وأنبياء الله صلوات الله وسلامه عليهم كانوا يعيشون هم العمل، ويعنون بدرجة كبيرة به، دون أن يحلقوا في الخيال والتنظير، أو الإفراط في النظر للمشكلات وتضخيمها (وما أنا إلا نذير مبين) (الاحقاف/9) (إن عليك إلا البلاغ) (الشورى/48) ثم يسلمون أمرهم لخالقهم تبارك وتعالى يحكم بينهم وبين قومهم بما يشاء.


الرقابة الداخلية


الانسان الورع أو التقي يمتلك (رقابة داخلية) إذا أراد أن يُقدم على عمل شرير. تشعل في داخله ضوءاً أحمر يوقفه. وإذا أراد أن يقوم بعمل صالح تنير في داخله ضوءاً أخضر يدفعه إلى الإقدام. تماماً كما هي إشارات المرور، وهذه الرقابة الداخلية تسمّى أحياناً ب(الوجدان) أو (الضمير) أو (السريرة). وتعمل على المحكمة الذاتية، أو السلطة الفكرية والأخلاقية والسلوكية التي تدعو لاحترام القيم والمُثل والأهداف الشريفة والقوانين الصالحة، والعادات والتقاليد السليمة..

لذلك. فأوامر الضمير الحيّ قاطعة، لأنّه يتحرّك بدافعين: (دافع الخير) و(دافع الواجب). وتأنيب الضمير هو وخزاته التي نشعر بها عند ارتكاب الخطأ أو الذنب.. شيء ايجابيّ.يجعلك تشعر أنّك محاصر. فإذا اقترفت خطأ أو معصية راحت ذاتك تعذّب ذاتك.
وهذا هو أفضل طرق الاصلاح والصيانة على الاطلاق لأنّه ينطلق من صميم ذاتك ومن أعماق داخلك، وليس مفروضاً بالإكراه عليك من الخارج..

وثبت بالدراسات الميدانية وتجارب الأمم الحيّة ان أقوى القوى هي القوى الداخلية والذاتية والروحية والنفسية. أمّا (الندم) و(التحسّر) (والملامة) و(التوبة) وجلد الذات.فهي من أبناء وبنات الضمير الحيّ المستيقظ دائماً. والذي بدوره هو تلميذ بارّ من تلامذة (العقل)..

لماذا يوصف بالحيّ؟. لأنّه يحترم العادات الاجتماعية الحسنة، والآداب العامّة، وقواعد النظام والسلوك.. ويستقي من الثقافة الرصينة والتربية العالية حيويته ونشاطه.. ويقتدي بالصالحين.. وينطلق من نيّة صادقة وإحساس بالمسؤولية.


التوازن بين العلم والعمل


وحين يحقق المسلم هذا المعنى، ويقوم بهذه المهمة في محيطه، ينطلق بعد ذلك في التفكير فيما وراء هذا، والبحث عن وسائل تعينه على توسيع دائرة تأثيره. فلنحقق التوازن في هذا الميدان بين علو الاهتمامات، والنظرة البعيدة العميقة، وبين الميادين العملية.

ودون الدعوة لتسطيح الاهتمام وقصر التفكير على المحيط الشخصي المحدود، فإنه ينبغي أن يربى الناس على الاهتمام بالميادين العملية التي يجيدون التأثير فيها، بغض النظر عنها، وعن مدى ضآلة حجمها بالنسبة لقضايا الأمة الكبار.

وينبغي أن يكون هم الإنسان أن يعمل، وأن يؤدي جهده في نطاقه ومحيطه، منطلقاً من قوله تبارك وتعالى (فاتقوا الله مااستطعتم) وقوله (لايكلف الله نفساً إلا وسعها) وهي قاعدة شرعية عظيمة.

ويدل على هذا المعنى أيضاً قوله صلى الله عليه وسلم (اكلفوا من الأعمال ما تطيقون).

وتأمل قوله صلى الله عليه وسلم: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الايمان).

وعن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال في معنى التقوى: (أن يطاع الله فلا يعصى وأن يذكر فلا ينسى وأن يشكر فلا يكفر) وقال ابن عباس رضي الله عنه: (ألا يعصى طرفة عين) اما علي بن ابي طالب رضي الله عنه فقد قال (التقوى هي الرضا بالقليل والعمل بالتنزيل والخوف من الجليل والاستعداد ليوم الرحيل). كما قالوا إن التقوى أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله.

وقال الثوري: سموا متقين لأنهم أتقوا ما لا يتقى، وقال ابن عباس رضي الله عنه: المتقون الذين يحذرون من الله عقوبته ويرجون رحمته في التصديق بما جاء به، وقال الحسن رحمه الله: المتقون اتقوا ما حرم الله عليهم وأدوا ما افترض الله عليهم.

وقال المحاسبي: (لايحسن إيمان المرء حتى يدع بعض الحلال مخافة أن يقع في الحرام) وقال (حسب ابن آدم من حياته ثلاث اليقين والحذر والتقوى).

فتى الزهرة 20-08-07 11:28 PM

رد: ما هي تقوى الله
 
بسم الله الرحمن الرحيم
أشكرك ياعادل على هذه المواضيع الدينية
وأسأل الله تعالى أن ينفع بك الكثير الكثير

فتى الزهرة...

Amal2000 21-08-07 01:28 PM

رد: ما هي تقوى الله
 
جزاك الله عن أمة الاسلام خير الجزاء

ونفع بك الامة

دمت بعافية

الجروح الصامته 21-08-07 08:17 PM

رد: ما هي تقوى الله
 
السلام عليكم
الموضوع مرة زين ومشكورين
والله يكتبة لكم في موازين حسناتكم
مع التحيات الجروح الصامتة

حبىالزهرة 23-08-07 07:35 AM

رد: ما هي تقوى الله
 
بارك الله فيك اخي عادل وجعل ماطرحه بميزان حسناتك

Red_eYe 09-09-07 05:38 PM

رد: ما هي تقوى الله
 
مشكوور أخوي عادل على الكلام الثمين


الله يعطيك العافيو ويجعلها في ميزان أعمالك

هاوي 10-09-07 10:16 PM

رد: ما هي تقوى الله
 
جزاك الله خيراً أخي عادل

وأثابك .

دمت بود أخي .

عبورهـ 10-09-07 11:06 PM

رد: ما هي تقوى الله
 
[align=center]

جزاك الله خير .. وجعله الله في موازين حسناتك ......

http://up.graaam.com/p9ic/936e2c3d0c.gif
أختكـ في الله :: obob2007
[/align]


الساعة الآن 01:41 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.