عينك» والألوان كلمة السر «شبكية»

كتب أميرة عز الدين وآية عبدالعزيز ١٢/ ١/ ٢٠١٠


ما معنى أن تكون الحياة فى عيون سعاد حسنى أو غيرها لونها «بمبى»؟، وماذا يكون إحساسك حين تقول، لا قدر الله، «الدنيا اسودت فى عينيا»، كما فعل القدير محمود المليجى فى فيلم الأرض؟.. ما قصة الألوان.. وكيف نراها ونحن فى الواقع لا نرى إلا انعكاسات ضوئية مختلفة.. ولماذا تؤثر فى مزاجنا ومشاعرنا؟


الدراسات العلمية الحديثة أثبتت أن الألوان كغيرها من المحسوسات «الصوت، الروائح والطعم» لا وجود لها إلا فى دماغ الإنسان، بينما فى الطبيعة توجد على شكل طاقة، فالألوان هى الضوء ولكن بصور مختلفة، فما نراه من ألوان إنما هو عملية امتصاص أو انعكاس لأمواج ضوئية مختلفة، فالطماطم حمراء لأنها تمتص الموجات القصيرة وتعكس الطويلة منها فيفسرها الدماغ والعين باللون الأحمر.

قمنا فى معمل العلوم ونحن صغار بالتجربة التى أجراها نيوتن عام ١٧٠٤ باستخدام المنشور الثلاثى لتحليل الضوء الأبيض إلى ألوان قوس قزح السبعة: الأحمر، البرتقالى، الأصفر، الأخضر، الأزرق، النيلى و البنفسجى، أى أن امتزاج الألوان كلها يكون اللون الأبيض، وبانعدام الألوان كلها يكون اللون الأسود. والمثير أن الأبيض والأسود ليسا من الألوان ومع ذلك نراهما ونعتبرهما ألواناً، وتفسير ذلك أن الأشياء السوداء تمتص جزيئاتها كامل طاقة الضوء، الموجات الضوئية التى تقع عليها وبالتالى لا تعكس أى لون ولهذا تبدو للعين سوداء، عكس الأشياء البيضاء، التى تعكس جزيئاتها جميع الموجات الضوئية ولهذا فالعين بيضاء.

وتمييز العين للألوان لا يرجع لكون خلايا الشبكية أو خلايا المركز البصرى فى العين ملونة، ولكن يوجد ضمن خلايا المخاريط «cones» فى شبكية العين مجموعة متخصصة للألوان الأساسية الثلاثة وعندما يتم تحفيز مزيج منها بدرجات متفاوتة نرى الألوان كما هى فى الطبيعة تماماً. والبعض منا لا يمكنه رؤية بعض الألوان أو التمييز بينها وهو مرض يعرف باسم عمى الألوان أو دالتزم «Daltonism» نسبة إلى العالم الكيميائى الإنجليزى جون دالتون «John Dalton» الذى اكتشف حالة القصور فى رؤية الألوان، والمفارقة الكبيرة أن دالتون نفسه كان مصاباً بعمى الألوان!

وعادةً يكون مرض عمى الألوان وراثياً أو لأسباب أخرى مثل خلل بالشبكية أو العصب البصرى أو مناطق الدماغ، أو التعرض لبعض المواد الكيميائية إذ يحدث عيب جينى يتسبب فى قيام مستقبلات الصورة فى قرنية العين بإرسال معلومات ناقصة عن اللون من خلال العصب البصرى إلى المخ. الإنسان يبصر الأشياء حوله بوقوع الضوء عليها وانعكاسه إلى العين ليقع على الشبكية التى تحول طاقة الضوء إلى إشارات كهربائية تعبر إلى المخ عن طريق العصب البصرى الذى يترجمها بدوره إلى ما نراه من حولنا وبالألوان.

ويوجد فى شبكية العين نوعان من الخلايا الحساسة المستقبلة للضوء هى «الخلايا النبوتية أو العصبية (Rods)» و«الخلايا المخروطية أو الأقماع (Cones»، الخلايا العصبية مسؤولة عن بصر الأبيض والأسود ونستخدمها فى الظلام، ويحدث عمى الألوان نتيجة خلل بوظيفة بعض أو كل نظام الأقماع فى الشبكية، وغالباً ما يكون الخلل بمنطقة امتصاص الأطوال المتوسطة والطويلة، مما يسبب عدم تمييز ألوان الأحمر والأصفر والأخضر.

واستمع إلى المزيد من المعلومات بالبحث فى موقع YouTube عن كلمة «الألوان» وبرنامج العلم والإيمان للدكتور مصطفى محمود. وقد يعانى كل منا عمى الألوان لكن بصورة غير مرضية كاستغراق وقت طويل للتمييز بين الألوان، ولتكتشف بنفسك نسبة إصابتك بعمى الألوان من خلال الاختبار الشهير إشيهارا «Ichihara Test»، المسمى على اسم الطبيب اليابانى «شينوبو إشهارا» من جامعة طوكيو والذى قدم أبحاثه عن هذا الاختبار عام ١٩١٧.


الاختبار عبارة عن مجموعة صور تتكون من بقع ملونة مختلفة الحجم داخلها صورة رقم وعليك أن تقرأه بصورة صحيحة.. إلى الاختبار «http://www.freevisiontest.com/colortest.php» ورغم أن هذا المرض لا علاج له حتى الآن إلا أن هناك عدسات لاصقة تعمل على تحسين التمييز بين الألوان، وفى نهاية الأمر فالموضوع ليس خطير ويمكن التعايش مع هذا المرض دون مشكلات جادة، إلا إذا كنت تعمل فى مجال الديكور أو الأزياء!

وفى الوقت الذى عجز فيه الأطباء عن علاج عمى الألوان، فإنهم أيضاً هم من استخدموا الألوان نفسها للعلاج «http://www.youtube.com/watch?v=dYDvebVQeGM» د. محمد السقا، إخصائى طب وجراحة العيون وعضو الجمعيَّة الرمدية المصرية، يوضح: «العلاج بالألوان يدخل ضمن فروع «الطب التكميلى» التى تمثل نوعا من أنواع الطب البديل كالعلاج بالأعشاب والحجامة، فعندما تدخل طاقة الضوء أجسامنا، فإنها تنبه الغدة النخامية والصنوبرية، مما يؤدى إلى إفراز هرمونات معينة، تقوم بإحداث مجموعة من العمليات الفيسولوجية، مما ينعكس على حالتك الصحية والنفسية والعاطفية، حتى فاقدى البصر يتأثرون بالألوان نتيجة لترددات الطاقة التى تتولد داخل أجسامهم».

ويضيف: «اكتشف العلماء وجود مجال كهرومغناطيسى حول كل كائن حى، يعمل على امتصاص الضوء وتحليله إلى ألوان الطيف بحيث تقوم أنسجة الجسم بأخذ حاجاتها من طاقة هذا الطيف مما يؤدى إلى صحتها وتعزيز قدرتها على أدائها البيولوجى». ويذكر السقا أن «العلاج بالألوان موجود منذ عشرات السنين بالخارج وبالأخص فى ألمانيا، إلا أننا فى مصر إلى الآن لم نخض التجربة ولم ندخل مجال التطبيق العملى، اللهم إلا النذر اليسير من محاولات فردية قليلة، وهناك بعض الدول العربية قامت بتطبيق هذه الطريقة وأعطت نتائج مبشرة للغاية».

ويتخذ العلاج بالألوان عدة أساليب منها تغطية المرضى بأوشحة ملونة أو تسليط أضواء ملونة على أجزاء مختلفة من أجسامهم أو تدليكهم بزيوت ملونة أو إضافة ألوان مختلفة لملابسهم، وثبت من التجارب أن الاستخدام الصحيح للألوان يمكن أن يزيد التركيز والنشاط والقدرة على التعلم والفهم والتذكر بحوالى ٥٥ إلى ٧٨%.فالعلاج بألوان يمكنه أن يخلصك من المشاكل الصحية أو العقلية أو النفسية، ولا تضطر إلى اللجوء لمعالج متخصص فيمكنك أن تقوم بذلك بنفسك من خلال القراءة عن الموضوع «http://www.colourtherapyhealing.com» .

ويعتمد مصممو الديكور والأزياء على هذه النظرية فى اختيار الألوان، ويشرح مهندس الديكور «أحمد فوزى» أنه يتم توظيف الألوان فى الديكورات تبعاً لطبيعة المكان والوظيفة الخاصة بعناصر ووحدات الديكور، ويقول: «هناك ألوان مرتبطة بغرف معينة؛ ففى المنازل مثلاً ترتبط الألوان الزاهية كالأخضر الفاتح والأحمر الفاتح والأصفر والبرتقالى والأزرق الفاتح والتى أسميها باقة البهجة بغرف الأطفال لكونها ألواناً تبتعد عن الصرامة، واللون الأزرق يرتبط بالمكاتب حيث يخلق نوعاً من الجدية والالتزام وهكذا».

طرائف الألوان

■ تستخدم شاشات الكمبيوتر نظام الألوان RGB ،Red, Green) Blue) الذى يعتمد على خلط الألوان الأحمر، الأخضر، الأزرق للحصول على اللون المطلوب.

■ عين الإنسان يمكنها تمييز ١٠ ملايين لون، بينما هناك أجهزة كمبيوتر وشاشات تليفزيون يمكنها تبيين ١٦ مليون لون!

■ رؤية الكائنات الحية للألوان تختلف عن رؤية الإنسان لها، فالنحل يستطيع أن يرى أشعة الضوء فوق البنفسجية وهى غير مرئية للإنسان، بينما لا يستطيع أن يرى اللون الأحمر!

■ الاعتقاد فى وجود مخلوقات فضائية على كوكب المريخ كان سببه عالم الفلك الإيطالى جيوفانى اسكيابارلى الذى رأى خطوطاً سوداء متقاربة ظنها قنوات مائية من صنع المخلوقات، والسبب فى هذا الخداع البصرى إصابته بعمى الألوان!

■ يعانى (%٨) من الذكور و(%١) من الإناث مما يسمى فقراً لونياً أو (عمى الألوان).

■ من المقولات الشهيرة لألبرت شوايتزر الحاصل على نوبل للسلام ١٩٥٢: «الشخص المتفائل يرى اللون الأخضر فى كل مكان، الشخص المتشائم لا يرى سوى اللون الأحمر. والشخص الحكيم فعلاً لا يرى الألوان»!

■ الألوان من حولك لها سبب، فالسماء لونها أزرق فاتح لأنه لون يبعث على الهدوء والراحة.


■ الفواكه والخضراوات تكتسب ألوانها وفقاً لنسبة الأحماض ونوع الصبغة بداخلها، والطماطم من أكثر الفواكه تنوعاً فى ألوانها فمنها الأحمر والأصفر والبرتقالى والأخضر والأبيض!


■ العلاج بالألوان ليس طريقة حديثة وإنما يرجع أصلها لحضارات الشرق القديم عند الهنود والفراعنة واليونانيين!


■ جسم الإنسان يحتوى على سبعة مراكز للطاقة، لكل مركز منها لون من ألوان الطيف السبعة يقويه!