منتديات زهرة الشرق - كيف يحفز الآباء أبناءهم للعمل معهم ؟

[align=center]

هاشم سلامة - الجيل الاول يبني النجاح.. والجيل الثاني يعيش الحياة المرفهة، والجيل الثالث لا يحصل على شيء هذا ما يقوله مثل صيني حول مفهوم وراثة وتوريث المهنة او الحرفة في العائلة.
وتقول احصائيات مختصة ان حوالي 8% فقط من المشاريع العائلية او المؤسسات المملوكة للعائلة.. تنجح بالوصول الى مرحلة الاحفاد وابناء العمومة او الخؤولة، وتقول الدراسات ان اثنتين من كل ثلاث شركات عائلية تنقسم وتحل بسبب النزاع بين الاجيال، ويعزى ذلك الى عدم التخطيط المسبق من قبل الاجداد لاحفادهم، وهنا تأتي اهمية وضرورة تأهيل الجيل الجديد (الوريث) حتى يكون مؤهلاً، وقادراً على حمل اعباء الاستمرارية والتميز، ولا يتم ذلك الا بزرع الرغبة في الانتماء للعمل والحافز الداخلي للانجاز والنجاح، ورسم الاهداف من خلال الحوار بين الآباء والابناء الذين سيرثون اعمال ابائهم.
اذا كان الاب المؤسس للمشروع يتمتع بشخصية ريادية قوية، ويتميز بالارادة الكافية للنجاح بالرغم من التحديات.. وبنفس الوقت يغفل عن نقل هذه الصفات الى الابناء بالحوار، فان هؤلاء الابناء لن يكبروا على حب العمل وحب الانتماء للموروث.. فالعلاقة العائلية بين الاب والابناء.. وبين الابناء انفسهم، تؤثر سلباً او ايجاباً في نجاح الموروث العملي واستمراره في العائلة.. وان العلاقات العاطفية والنفسية الوثيقة بين الاب والابناء والابناء انفسهم تنعكس بالضرورة على نجاح انتقال الموروث بنفس النجاح والانتاجية.
ويقول علماء الاجتماع ان هناك علاقة طردية بين التواصل العاطفي والنظرة الايجابية للعمل التي يعكسها الاب يومياً وبين انجذاب ابنائه للعمل معه في نفس المجال. ويرى المختصون في مجال العمل العائلي المشترك ان افضل شيء لترغيب الابناء للالتحاق بالعمل العائلي هو في السماح لكل واحد منهم بالابداع فيما يحب ويرغب.. وتحقيق الذات والرضا عن النفس وانجازاتها من خلال هذا العمل، وان ذلك سيكون ناجحاً عندما تندمج احلام الاباء والابناء تجاه تحقيق اهداف النجاح.. ويرى المختصون ان الضغط والاكراه من قبل الاباء على الابناء لن يكون مجدياً في انتقال الموروث العملي.. فكثير من الابناء قد خالفوا اباءهم في الرغبات والميول.. ففي حالة تناقض الرغبات والميول لدى افراد العائلة فلن يكون هناك امل بتقدم المشروع الموروث.
ويضع المختصون النصائح التالية لنجاح المشاريع العائلية:.
- المحافظة على القيم العائلية وعلاقاتها حتى لو اختلفت مع قيم السوق.
- توريث الفرص للأجيال لاثبات قدراتها على الاستمرار.. وصقل المهارات والابداع.. وليس فقط توريث الاموال.
- العمل مع العائلة يجب ان لا يكون الزامياً، بل لمن هو قادر على الانتاج.. وراغب فيه، ومؤهل لممارسته.
- توفير المساحة الكافية للجيل الجديد للمحاولة والتعلم من الاخطاء وبالتالي السماح لهذا الجيل بادخال منهجياته واساليبه.. خصوصاً اذا كان هذا الجيل قد تأهل اكاديمياً في مجال الادارة الانتاجية.
- تعزيز روح الانتماء وتوفير البيئة التي تدفع بالانتماء للمكان والهدف والمشروع.
- والاهم من كل هذا وذاك.. تعزيز البيئة العاطفية الحميمة بين الاباء والابناء.. هذه البيئة العاطفية ستمنح الابناء الثقة بالسير بمشاريع ابائهم بحرص لكي تستمر هذه المشاريع بالانتاج الناجح.[/align]